الجزائر

ملاكم سابق يحتجز نجل موظّف ببلدية الحراش في «برّاكة» ثم يعذبه ويهدد بنشر صوره عاريا على «الفايسبوك»



سهرة «ماجنة» بمناسبة مغادرة الضحية سجن الحرّاش تتحول إلى جريمةتعرّض نجل موظّف ببلدية الحراش، المسمى «ز.ك»، إلى الاحتجاز داخل «برّاكة»، تحت طائلة التعذيب والتهديد بنشر صوره وفيديوهات مخلة بالحياء على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، على يد مسبوق قضائيا يدعى «ب.ن»، وهو ملاكم سابق، والذي تعرّف عليه بالمؤسسة العقابية في الحراش.
فبعد مغادرة الضحية السّجن عزمه المتهم لقضاء ليلة معه بمنزله الكائن بالحي الفوضوي «دهاليز» بضواحي بوروبة، غير أنه حدث ما لم يكن في حسبان الضحية، إذ وجد نفسه رهينة بين أيدي المتهم الذي منعه من مغادرة «البراكة»، بعد 3 ساعات قضاها معه.
مهدّدا إيّاه بسيف طوله 50 سم، ليتعرّض للضرب بواسطة مقبضه الخشبي على مستوى وجهه، مما تسبب في إغمائه، ولم يكتف المتهم عند هذا الحد، بل قام بإرغام «رهينته» على تناول قرص مهلوس، ثم جرّده من ثيابه وراح ينهال عليه بالضرب المبرح، وهو يلتقط له صورا وفيديوهات مخلّة بالحياء، بواسطته هاتفه النقال، مهدّدا إياه بنشرها في حال التبليغ عنه.
تفاصيل قضية الحال، التي تمّ التحقيق في حيثياتها على مستوى محكمة الحراش، جاءت عقب شكوى قيّدها الضحية نجل رئيس مصلحة ببلدية الحراش المدعو «ز.ك»، أمام الأمن الحضري الثالث بمقاطعة الحراش مرفوقا بشهادة طبيّة بها عجز يقدّر ب45 يوما، بتاريخ 11 ديسمبر 2017.
مفادها أنه تعرّض إلى الاحتجاز من قبل المدعو «ب.ن» داخل منزله الفوضوي بحي «بيلام» بالحراش، من ليلة 10 إلى 11 ديسمبر 2017، تحت طائلة التعذيب والتهديد بنشر صوره وفيديوهات خاصة به يظهر فيها عاريا، يتخلّلها كلام خادش للحياء.
مضيفا أنّ خلفيات الحادثة تزامنت ومغادرته سجن الحراش، أين كان المتهم برفقته يقضي عقوبته، إذ وفي أمسية إطلاق سراحه، التقاه بالحراش، وهنّأه بالمناسبة، عارضا عليه قضاء ليلة برفقته بمنزله الذي هو عبارة عن «براكة» متواجدة بالحي الفوضوي «الدهاليز» بالحراش.
ويقول الضحية إنه عندما كانت عقارب الساعة تشير إلى حوالي 11 ليلا، حضر المتهم برفقة فتاة في حوالي 25 سنة من العمر، وشخص آخر كان يقود سيارة من نوع «رونو»، ليتوجّه معهم إلى غاية «حي الفداء» الفوضوي، وهناك تناولا مشروبات كحولية إلى غاية 3 صباحا، وبعدما أبدى رغبته في مغادرة المكان، رفض المتهم «ب.ن» ذلك.
وقام باحتجازه تحت طائلة التهديد بسلاح أبيض من نوع سيف بطول 50 سم، قبل أن يوّجه له لكمات قوية على مستوى الوجه وضربه بالمقبض الخشبي للسيف، أسقطته أرضا، وخلالها استغلّ المتهم الفرصة وقام بإرغام ضحيّته على تناول قرص مهلوس لا يتذكّر نوعه، ثم طلب منه نزع ثيابه بالكامل، وهو الطلب الذي رفضه، ليقوم الضحية بنزعها بالقوّة، ثم تناول هاتفه الخاص به «الضحية».
وراح يصوّره ويلتقط فيديوهات له تتخلّلها عبارات خادشة للحياء، وبقي على تلك الحالة إلى أن وجدته زوجته ملقى أمام باب منزله في حالة يرثى لها، فتكفّلت بنقله إلى مستشفى «سليم زميرلي» بالحراش، أين تمّ إسعافه ومعاينته من قبل فريق طبّي، ليستفيد من عجز طبّي قدره 45 يوما.
وورد في الشهادة الطبية، حسب المعاينة التي خضع لها الضحية على يد 3 أطباء، أن المعني تعرّض إلى إصابة بليغة على مستوى وجهه، منها رضوض وكسور على مستوى الأنف والفكين والعينين، ونزيف دموي تحت البشرة وتمزق في غشاء الأذن وكسر لعضد الذراع.
كما أثبتت الخبرة العلمية في خضم التحريات، التي جرت على هاتف نقال الضحية بمخبر «شاطوناف»، أن الصّوت الذي ورد في الفيديو الملتقط له وهو عاري الجسد، يتخلّله كلام فاحش ينطبق بنسبة عالية مع صوت المتهم الحقيقي.
كلّ هذه الوقائع السّابق ذكرها، تمّ مواجهة المتهم الموقوف بها «ب،ن» أمام محكمة الجنايات أول أمس الخميس، إلا أن المعني اعترف بجزء فقط منها، مصرّحا بأنه حقيقة تعدّى على الضحية «ز.ك»بليلة الوقائع بعدما ألح عليه المبيت عنده برفقة فتاة.
وهو ما رفضه رفضا قاطعا احتراما لحرمة الحي، وخلالها تمادى الضحية في تصرّفاته وراح يسمعه كلاما فاحشا بأعلى صوته، ممّا أيقظ الجيران في ساعة متأخرة من الليل، الأمر الذي أثار غضبه، فوجّه له لكمات قويّة على مستوى وجهه.
قبل أن يتدخّل الجيران ويقوموا بتفرقتهما وإبعاد الضحية عن الحي، نافيا المتهم احتجازه لضحيته أو تعذيبه وتهديده حسب ادعاءاته، لتقرّر المحكمة بعد المداولة بإدانة المتهم «ب.ن» بالسجن النافذ 4 سنوات، مع الحجر عليه ومنعه من ممارسة حقوقه المدنية لمدة أقصاها 5 سنوات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)