الجزائر

مقتل شبان مغاربة خنقا في آبار الفحم بجرادة



انتقدت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب «الاشتراكي الموحد» استمرار وقوع مآسي الشبان المغاربة في آبار الفحم بجرادة المدينة العمالية المنسية منذ توقيف مناجمها دون توفير البديل.قالت منيب، إن الشباب المغربي تزهق روحه، وهو يبحث عن لقمة عيش نظيفة ولو كانت غير كافية، لأنه يعرف أن أوضاعه المأساوية وطول صبره وانتظاره، لا يشكل أولوية بالنسبة لأصحاب القرار.
أشارت أن الحكومات المحكومة المتتالية تبيع لنا وهم الجهوية المتقدمة والدولة الاجتماعية، موضحة أنها بسياساتها اللاديمقراطية، وتوجهها الليبرالي المتوحش ومنحاها الافتراسي الريعي، والعمى الأخلاقي الذي أصابها وجعلها تحتقر المواطنين وتتجاهل مطالبهم المشروعة في الوقت الذي تسخر مؤسسات الدولة لمراكمة الثروات ورعاية مصالحها.
ولفتت إلى أن هذه السياسات تعاكس مصلحة الوطن والمواطنين، وتساهم في الإجهاز على أحلام الشباب وتطلعات الشعب الى الانعتاق والعيش بكرامة، وتهدد التماسك الاجتماعي والسلم وترهن مستقبل البلاد.
وأكدت منيب أنه رغم التقارير التي تبين حجم الكارثة الاجتماعية، ورغم الاحتجاجات السلمية التي عرفتها مدينة جرادة والتي قوبلت بالقمع والتنكيل، لم تستخلص الدروس ولم يتم إيجاد طريق لتشغيل الشباب، وبناء التنمية والتأسيس للتوزيع العادل للثروة ولتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية ولإخراج المغرب المهمش من عزلته.
رغيف مكسوّ بلون الدّم
هذا، وقد استفاقت مدينة جرادة الواقعة شرق المملكة المغربية، يوم الثلاثاء الماضي، على حدث مأساوي ليس هو الأول ولا الأخير، مشهد يكرر نفسه مرات عدة في كل سنة، حيث توفي ثلاثة مواطنين مغاربة بعد اختناقهم بالغاز ببئر لاستخراج الفحم الحجري، وهو ما يعرف (بالسندريات)، وشهداء لقمة الخبز المر، هم: «حمادة ومحمد وميمون « اثنان ينحدران من منطقة «تكافايت» وأحدهم من منطقة «حاسي بلال « وتتراوح أعمارهم بين 35 و46 سنة
عن هذه المأساة، كتب أحدهم تحت عنوان: «الرغيف المكسو بلون الدم»، يقول: أن آبار الفحم بجرادة أو حفر الموت إذا صح التعبير تحصد الأرواح تبعا، سقوط ثلاث شهداء في معركة البحث عن لقمة العيش في الساندريات هو تعبير عن معاناة مدنية عنوانها البطالة والتهميش والتفقير، إن المآسي والمعاناة تسري بين شرايين الحياة اليومية لسكان هذه المدينة المزركشة بمناجم الفقر؛ حيث تحولت هذه المناجم من ثروات باطنية إلى نقمة شعبية تسلب من المدينة أبناءها الذين لا ذنب لهم ما عدا البحث عن رغيف الخبز دون ملل أو كلل.
الجبهة الاجتماعية قلقة
بدورها، قالت الجبهة الاجتماعية المغربية إن حادث وفاة ثلاث شبان في آبار الفحم الحجري بحثا عن لقمة العيش أو الرغيف الأسود بجرادة، ما كان ليحدث لو استجابت الحكومة لمطالب حراك جرادة وخاصة ما يتعلق بالبديل الاقتصادي ومحاسبة المتورطين في جرائم النهب والفساد.
وأشارت الجبهة في بيان لها، أن السلطات واجهت هذا الحراك الشعبي المجيد بالحديد والنار، ونكلت بنشطائه واعتقلت طلائعه وروعت الساكنة وأرهبتها وغمضت أعينها التي لا تنام عن المافيا التي تقتات من عرق الشباب الذي يدفعه الفقر إلى المغامرة بحياته.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)