الجزائر

مفهوم الاستراتيجية في الخطاب




مفهوم الاستراتيجية في الخطاب:
يحقَق الإنسان أهدافه من خلال الأفعال التي يمارسها في حياته اليومية ، وترتبط هذه الأفعال بسياق معيَن، وبما أن أفعاله مختلفة فإنه يسعى إلى اتَباع طرق متباينة تتناسب والسياق لتحقيق أهدافه ، وتسمى هذه الطرق "الاستراتيجية" وهي على العموم تطلق على الطرق أو الخطط الموضوعية من طرف الهيئات العسكرية لتحقيق سياسة معينة ، وقد تعدى هذا المفهوم ليشمل ويتسع من حيث الاستعمال علوما معرفية كثيرة .وفي اللغة العربية الفصحى المعاصرة أصبح يحمل قدرا من اللَبس لسببين :
الأول: شيوع هذا المصطلح بلفظه الدخيل و الثاني: كثرة استعماله في ميادين معرفية وحضارية مختلفة وجراء هذا اللبس الذي اعترى هذا المصطلح نجد أن له مفاهيم مختلفة .
- جاء لفظ استراتيجية من فن قيادة عمليات جيش في ميدان القتال (وهو يقابل آنذاك الخطة la tactique) إلى حدَ أنها آلت إلى تعيين جزء من الفنون العسكرية وأمكن لها أن تكون موضوع تعليم (دروس الاستراتيجية والوسائل الحربية) ، فهي علم و فن ينصرفان إلى الخطط والوسائل التي تعالج الوضع الكلي للصراع من أجل تحقيق سياسة ما لبلوغ هدف ما .
وقد عُرفت الاستراتيجية أيضا بكونها "طرق محددة لتناول مشكلة ما أو القيام بمهمة من المهمات"، كما عُرفت بأنَها تدابير مرسومة من أجل ضبط معلومات محدَدة و التَحكم بها" .
أمَا في تحليل الخطاب نلاحظ لهذا المصطلح استعمالات مختلفة وتحديدات مختلفة باختلاف تيارات البحث، ف "الكلمات" قد تدخل في استراتيجيات اجتماعية وهي مؤشرات وأسلحة لاستراتيجيات الفردنة ، وحسب رأي "بوتي
وآخ" و وجهة نظر آخرين الاستراتيجية من "شروط إنتاج الخطاب" وحسب وجهة نظر أخرى "تتكون هيكلة عمل اللغة من فضاءين: فضاء إكراهات يتضمن المعطيات الدنيا التي ينبغي الاستجابة لها ليكون عمل اللغة صحيحا وفضاء استراتيجية ليقوموا بإخراج عمل اللغة .
وهذا ما يراه الدكتور عبد الله البهلول حيث يقرَ أن للاستراتيجية مفهومان شائعان مفهوم أول مقترن بالمناورة والمواربة موصول بمبدأ انتهاج الطرق الملتوية وتتبع المسلك الملائم وسط العواصف، ومفهوم ثان تدلَ فيه الاستراتيجية على مجموعة الوسائل اللَغوية التي يتوسَلها المتكلَم ويحدث بينها تفاعلا ويوظَفها في تحقيق المقاصد الصَريحة والضمنية .
ومن خلال هذه المفاهيم نجد أنَ الاستراتيجية تتعلق بإعداد الخطط بالدرجة الأولى، وهذه الخطط هي السبيل إلى تحقيق الأهداف، وبما أنَها خطة فهي ذات بعدين:
الأول: بعد تخطيطي ويتحقق في المستوى الذهني.
الثاني: البعد المادي والذي يجسَد الاستراتيجية لتتبلور فعلا، ويرتكز البعدان على الفاعل الرئيسي فهو الذي يحلَل الَسياق ويخطط لفعله، ليختار من الإمكانات ما يفي بما يريد فعله حقَا، ويضمن له تحقيق أهدافه .
أمَا الاستراتيجية عند الغرب فقد وردت عند "ميشال فوكو" الذي ذهب إلى أن للاستراتيجية معان كثيرة ومتعددة كل معنى منها مع سياق معين ويعرَفها بقوله:
ومن خلال هذه المفاهيم نجد أنَ الاستراتيجية تتعلق بإعداد الخطط بالدرجة الأولى، وهذه الخطط هي السبيل إلى تحقيق الأهداف، وبما أنَها خطة فهي ذات بعدين:
الأول: بعد تخطيطي ويتحقق في المستوى الذهني.
الثاني: البعد المادي والذي يجسَد الاستراتيجية لتتبلور فعلا، ويرتكز البعدان على الفاعل الرئيسي فهو الذي يحلَل الَسياق ويخطط لفعله، ليختار من الإمكانات ما يفي بما يريد فعله حقَا، ويضمن له تحقيق أهدافه .
أمَا الاستراتيجية عند الغرب فقد وردت عند "ميشال فوكو" الذي ذهب إلى أن للاستراتيجية معان كثيرة ومتعددة كل معنى منها مع سياق معين ويعرَفها بقوله:
نستعمل كلمة إستراتيجية عادة لثلاثة معان ، هي:
أولا: للتدليل على الطريقة التي يتصرف بها أحد الشركاء في لعبة معيَنة تبعا لما يعتقد أنَه سيكون تصرف الآخرين.
ثانيا:اختصار الطريقة التي تحاول بها التأثير على الغير.
وأخيرا التدليل على مجمل الأساليب المستخدمة في مجابهة ما لحرمان الخصم من وسائله القتالية و إرغامه على الاستسلام ... وعليه تتحدد الاستراتيجية باختيار الحلول الرَابحة .
وتتفق هذه المفاهيم التي أعطاها "فوكو" للاستراتيجية في أنَها عمل ذهني بالأساس بمعنى أن اختيار الوسائل المستخدمة يعتمد على استخدام العقل، وبهذا فإنَ اختيار الاستراتيجية يتميز بالعقلانية.


أمَا عن مفهوم الاستراتيجية في الخطاب فقد ارتبط به لكونه عملية يقوم بها المرسل باختيار العبارات والكلمات المناسبة، وكذا اختيار السَياق المناسب، فهو قبل التَلفظ بخطابه يخطَط لكيفية إنتاجه وكذا كيفية إيصال معناه إلى المرسل إليه، فالمرسل يحرص كلَ الحرص على استعمال اللغة استعمالا دقيقا يتواءم والسَياق، وحتَى يتمكن من القيام بهذه العمليات لابدَ أن يمتلك كفاية لغوية بالإضافة إلى الكفاية التداولية.
والكفاية اللَغوية أحد المصطلحات التي وضعها "تشومسكي" في دراسته للَغة وهي "معرفة المتكلَم بلغته ، فالمتكلم يجب أن يكون على معرفة جيدة بلغته، وتشمل هذه المعرفة القواعد الأساسية التي بواسطتها يتم تركيب الجمل وصياغتها صياغة صحيحة" وهذا يعني أنَه يُنظر للكفاية على أنَها المعرفة المتطلبة لتركيب جمل صحيحة الصياغة أو فهمها .
غير أنَ مفهوم الكفاية هذا انتقد من طرف العلماء من أمثال "ديل هايمز" الذي استبدل الكفاية اللغوية بمصطلح الكفاية التواصلية، حيث عرَفها : " بأنها مقدرة المتكلم على إنتاج منطوقات مناسبة لأنماط المواقف الاتصالية المختلفة، لا إنتاج جمل نحوية" .
يتَضح من التفريق بين كل من الكفاية اللغوية و الكفاية التواصلية أن الكفاية اللغوية لا تكفي وحدها للقيام بعملية التواصل بل يجب أن تدعم بالكفاية التواصلية، لأن "القوانين اللغوية تصف ما يستطيع أن يفعله المرسل والمرسل إليه في لغة معينة، أما قوانين التواصل فإنها تصف ما يستحسن فعله ، فكل كفاية من الكفايتين لها دور معيَن تؤديه، الأولى: تخص كيفية استخدام قواعد معينة، أمَا الثانية فتحدَد كيفية الاستخدام السَليم للخطابات الناتجة عن تطبيق تلك القواعد. ونعني بالاستخدام وضع الخطابات المختلفة في السَياقات
المناسبة، فهما إذن متكاملتان من حيث المهام وأمَا الكفاية التداولية التي لابدَ من توافرها في مرسل الخطاب فهي تتداخل مع الكفاءة التواصلية وهي تعني القدرة على التحكم في المبادئ العامة للنشاط الخطابي ولا سيما قواعد المحادثة وإذا كانت الكفاءة التواصلية - تتضمَن عند ما توجَه إلى آفاق لسانية اجتماعية -تشمل بالدرجة الأولى التحكم في أجناس الخطابات الملموسة، فإن الكفاءة التداولية تشمل مبادئ التَبادل اللَغوي العامة جدا والتي هي مشتركة بين أجناس مختلفة .



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)