مفتاح الدزاير

لا أدري كيف استطاع الغول وحده أن يعوض كل وزراء الأفة الذين "كنسهم" بوتفليقة من الحكومة، وما هي الخلطة السحرية والعجيبة الذي جعلت الرئيس يثق فيه ولا يثق في بقية رجاله الذين خدموه خلال كل الأزمات السياسية الماضية؟بدأت أخاف من هذا البعبع الجديد الذي لم تمسه كل الأعاصير التي مرت عليه، وبدأت أخاف من تصريحاته الأخيرة التي قال فيها إن حزبه سيكون "عريس" الانتخابات القادمة، هل يملك خطة الطريق التي ماتزال ضبابية بالنسبة لنا نحن؟
هل أعطته السلطة مفتاح "الدزاير" وقالت له "خليه عندك" إلى أن يحين الوقت المناسب أو عندما تسمع الإيعاز؟
بصراحة لا أعرف أي دور سيلعبه غول في المراحل القادمة، ولا أظن أن تحالفه مع سعيداني وعمارة بن يونس هو الأمر الوحيد الذي يضطلع به.
أذكر أنه بالعودة إلى سنوات مضت عندما بدأ يبرز اسم غول كوزير "خدام"، وبعد انقلابه عن حزب حمس و«قلب الطاولة" عليه، كان يشاع في الكواليس السياسية أنه سيكون مرشح السلطة للرئاسيات، ووصل القول إلى أنه هو نفسه من كان يروج لذلك.
والآن بدأت أربط قليلا كل هذه الخيوط المبعثرة وأحاول فهم عملية الهدم والبناء التي تقوم بها السلطة السياسية عندما تريد ذلك.
الأدوار تؤخذ بطريقة غريبة وتتبدل أيضا بطريقة أغرب، ولا يمكن أن تفهم شيئا إلا إذا كنت تفكر بعقلية السلطة التي تعتم على كل شيء
و"ما تفهم والو معها".