الجزائر

مع غياب البوشارة وفرق العيساوة عن شوارع المدينة مستغانم تفقد مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي


مع غياب البوشارة وفرق العيساوة عن شوارع المدينة               مستغانم تفقد مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي
فقدت مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في ولاية مستغانم بريقها منذ سنوات، حيث عوضت حناجر البوشارة التي تصدح بمدح الرسول عليه الصلاة والسلام بأصوات المفرقعات، ولم تعد شوارع حي تيجديت العتيق تعج بمئات الشباب والشيوخ الذين كانوا يرددون نشيدا موحدا بطريقة عفوية مع دخول شهر ربيع الأول إلى غاية الأسبوع الثالث منه. ويحاول بعض سكان البلديات المجاورة الحفاظ على موروثهم الثقافي بالعودة إلى ما يسمى البوشارة، التي يعبرون من خلالها بطريقتهم الخاصة عن مظاهر الفرح احتفالا بذكرى مولد خاتم الأنبياء. وتعتبر البوشارة تقليدا قديما لدى المستغانميين، يعود إلى فترة ما قبل الاستعمار، ويتمثل في خروج المئات من الشبان والشيوخ إلى الشوارع كل ليلة بدون أي تمثيل رسمي ودون أي تأطير أو تنظيم، يقوم فيه المحتفلون بمولد النبي بالإنشاد بصفة جماعية نشيدا موحدا يقولون فيه: “يا البشير الطاهر احمد الصلاة على محمد راح للجنة وفرحت تحت أقدامك يا محمد”، ويقولون فيها أيضا “شفتو رسول الله خليناه في مكة يتوضا ويصلي ويقرا في كتاب الله”. وقد كان المستغانميون يولون أهمية كبيرة لذكرى مولد خاتم الأنبياء، كما كانوا يعتقدون أن الدعاء مستجاب فيها ويتسابقون لتقديم المأكولات للمحتفلين من الكسكسي، الذي يسمى محليا الطعام، إلى الحلويات الشعبية التي تعد خصيصا لهذه التظاهرة الشعبية. وتبدأ مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي أسبوعا قبل الـ 12 من ربيع الأول وتختتم أسبوعا بعده، كما هو الحال في الولايات الأخرى، كاحتفال المولود بمدينة تيميمون بولاية أدرار. وكانت فرق الغايطة والعيساوة المستغانمية تشارك المحتفلين بأغانيها وتطوف على الشوارع والأزقة حتى يشارك معهم معظم سكان المدينة الذين كانوا ينتظرون البوشارة بشغف كل عام في غياب أي نشاطات ثقافية أخرى، وتجتهد النساء في طهو الأطعمة وتحضير الحلويات، اعتقادا منهن أن تقديمها سيأتي بالخير لعائلاتهن. وقد أثرت الأحداث العنيفة التي شهدتها مختلف أنحاء الوطن خلال التسعينيات على مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي، حيث تناقصت بشكل كبير إلى أن اختفت نهائيا عن شوارع مدينة مستغانم في السنوات الأخيرة، فيما لاتزال حاضرة بشكل أقل في البلديات المجاورة عن طريق مجموعات من الشبان معظمهم من المراهقين، يحملون معهم بعضا من الآلات الإيقاعية ويحاولون إضافة شيء من الفرجة للسكان، بينما عوضت حناجر البوشارة بأصوات المفرقعات وأرقام سنوية تقدمها مصالح الدرك الوطني عن عدد المفرقعات المحجوزة أو عن عدد الجرحى من الأطفال أو المصابين بحروق وتشوهات، خصوصا على مستوى العينين واليدين. كما تجتهد كل عام مديرية الثقافة والزوايا المعروفة بتنشيط احتفالات مغلقة تختلف من حيث المضمون، إلا أنها تلتقي في هدف واحد، هو الاحتفال بمولد خاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام. ت. خطاب  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)