الجزائر

معيار التدريب في الجزائر



بلغ منتخب كوت ديفوار نهائي كأس أمم إفريقيا 2012 من دون حاليلوزيتش، وتحقّق إنجاز ''الفيلة'' بمدرّب محلي ضمّ تعداده نفس اللاّعبين تقريبا الذين كانوا تحت لواء المحارب قبل سنتين. وصعدت فوق منصة التتويج زامبيا وبجانبيها كوت ديفوار ومالي، وكلّها منتخبات ''سقطت'' قبل سنتين أمام ''محاربي الصحراء'' بلمسات تقنية جزائرية صاحبها ''الشيخ'' رابح سعدان. منتخب زامبيا عانق التاج الإفريقي بعناصر محلية شابة وبقيادة مدرّب ''لفظه'' فريق جزائري، ونُعت هيرفي رونار وقتها بالمدرّب الهاوي للاستجمام والاستمتاع بالبحر والشمس. وعوّض مزيان إيغيل ''المطرود''، مدرّبا فرنسيا في اتحاد الجزائر، اختير الأفضل بين مدربي الدرجة الثانية بفرنسا. فشل المدرّبين في الجزائر، محليين كانوا أو أجانب، ونجاحهم في بلدان أخرى، يطرح أكثر من سؤال عن هذه المفارقة الغريبة، فقد تكبّد المنتخب المهانة بلمسات أجنبية، رأى فيها مسؤولو الاتحادية الحلّ الأنسب، وقدّر هؤلاء بأنها أكثر كفاءة ممّا هو موجود في الجزائر، وفقد ''الخضر'' بريق اللّون الأخضر أمام الغابون في عهد واسايج، وسبقه أيضا مواطنه ليكانس في ترك ''السفينة'' حين قفز منها إلى حيث لا ندري. وكانت لنوزاري فرصة حرمان المنتخب الجزائري من دورة غانا، في عهد ''المغمور'' كافالي، وهو الذي صوّره مسيّرو مولودية الجزائر على أنه مدرّب فاشل، بينما نجح محمود فندوز مع مارتيغ الفرنسي، وكان ''سيّدا'' على الفرنسي فرانسوا براتشي، مدرّب العميد السابق، في موطنه. إن الجزم اليوم بأن الكرة الجزائرية بحاجة إلى الخبرة الأجنبية، وحصر ''سقوط'' المحاربين في غياب ''اللّمسة السحرية''، مجرّد كلام للاستهلاك، لأن تجارب البلدان الأخرى، المتألّقة كرويا، أكدت بما لا يدع مجالا للشكّ، بأن ''ضربة الانطلاقة'' لابد أن تكون صحيحة، وبها يصبح الحديث عن ''جنسية'' الخبرة الفنيّة مجرّد جزئية في ورشة كبيرة. وإلى ضعاف الذاكرة نقول إن نتائج المنتخبات والأندية منذ الاستقلال، تأتّت بفضل الخبرة المحلية، وبنجوم برزت في مساحات اللّعب بالشوارع. هكذا هو معيار التدريب في الجزائر، يحتكم إلى تغيير الناجحين من المدرّبين واستبدالهم بمن أثبتوا فشلهم ميدانيا، حتى يبقى هواة التغيير يستثمرون في فشل الكرة الجزائرية ويعودون بنا في كل مرّة إلى نقطة البداية، وتستمر معهم الحكاية إلى ما لا نهاية.   rafeec2005@yahoo.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)