الجزائر

معمّر يخوض غمار البكالوريا بكل عزم وإصرار



عندما يتنافس الأب مع الابن على الشهادة الحلم
معمّر ... يخوض غمار البكالوريا بكل عزم وإصرار
يخوض السيّد معمّر (55 سنة) مترشح حر لشهادة البكالوريا للسنة الجارية الامتحانات في جو تنافسي عائلي رفقة ابنه حمزة وبكل عزيمة واصرار على التفوق وإضافة شهادة جديدة إلى سيرته الأكاديمية فمن أعالي جبال بني بوعتاب أين يقطن قرر الموظف البسيط السيّد معمّر اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا بمعية ابنه في شعبة الآداب والفلسفة التقته وكالة الأنباء الجزائرية يهم بالخروج من مركز الامتحان بحي الرادار بعد اجتياز الاختبار الأول في اللغة العربية وكله تفاؤل بالنتيجة وبالبداية يتجاذب أطراف الحديث مع مختلف المترشحين الأصغر منه سنا في مشهد يوحي بأن الدراسة لا تعترف بالعمر وإنما بالإرادة والتفوق والنجاح.
ويروي السيّد معمّر أسباب اجتيازه لشهادة البكالوريا متحملا مشقة التنقل من احدى قرى بني بوعتاب النائية إلى مركز الولاية فضلا عن أنه يحوز على وظيفة تكفل له قوت يومه ليكشف عن نيته وطموحه للدراسة بالجامعة وترقية مستواه العلمي والأكاديمي وهو الذي لم يسعفه الحظ لنيل هذه الشهادة سنة 1981 ليضطر بعدها للتوجه نحو الحياة المهنية لإعالة عائلته.
يسترسل السيّد معمّر في الحديث قائلا: لم أتمكن من نيل شهادة البكالوريا في وقت سابق لكن هذا لم يمنع أبدا طموحي في نيلها مستقبلا (...) ظروف اجتماعية منعتني خلال السنوات السابقة من التفكير في خوض الامتحان مجددا لكن هذه السنة وبفضل تشجيع العائلة وخاصة ابني حمزة قررت الترشح ليقطع حديثه فجأة مشيرا الى ضرورة الاتصال بابنه للسؤال عن إجابته وظروف امتحانه خلال الفترة الصباحية وبعد أن اطمأن عليه يصف السيّد معمّر الأجواء التي خلقتها عائلته الصغيرة بمناسبة اتخاذه قرار اجتياز شهادة البكالوريا ب الحماسية والمشجعة على خوض جميع التحديات موضحا أن الفكرة بالأساس ترجع إلى الابن حمزة الذي أقنعني بمنافسته وهذا بعدما كنت أخبرته عن ظروف امتحاني ورسوبي سنة 1981 فيما صادقت الزوجة على الفكرة ودعمتها .
يواصل السيّد معمّر الحديث عن أجواء المراجعة التي خاض فيها تحديا بالتكيف مع البرنامج الجديد للتعليم مقارنة بسنوات الثمانينات كما قال مبرزا أن ابنه حمزة تكفل بإعانته في حل المسائل الفلسفية وكذا مذاكرة التاريخ والجغرافيا فيما كان هو يدعمه بالشروحات وقواعد اللغة الفرنسية أما زوجته فهي الأخرى لم تتوان في السهر على احتياجاتهم وتلبية طلباتهم من قهوة ومختلف الأطباق خاصة ان فترة المراجعة تزامنت والشهر الفضيل كما قال.
وعن قدرته في التوفيق بين التزامات العمل وكذا التحضير للامتحان أجاب السيّد معمّر بأن الإرادة تصنع المعجزات وأن حب الدراسة والتفوق لا يحكمه عامل الزمان أو المكان فقريتنا على سبيل المثال لا تتوفر على تغطيات شبكات الاتصال ولا على الإنترنيت لكن ابني حمزة كان همزة وصل بين الفترة التي توقفت فيها عن الدراسة وبين البرنامج التعليمي الحديث وأما التزاماتي المهنية فلا تمنعني من التحضير في الفترة المسائية والعطلة الأسبوعية .
وفيما يتعلق بنسبة نجاحه ونيله لشهادة البكالوريا التي يعول عليها السيّد معمّر في ولوج الجامعة واختيار تخصص القانون أوضح المتحدّث أن تجربة هذه السنة
حتى وان لم تكلل بالنجاح فهي حمّسته أكثر لاستئناف الدراسة وتطوير مستواه آملا أن يظفر بمعية ابنه بهذه الشهادة التي من شأنها أن تفتح أبوابا جديدة في
مسيرتهما العلمية والمهنية وبينما يستعد السيّد معمّر لخوض باقي امتحانات شهادة البكالوريا يتصل مجددا
بابنه حمزة فيدور بينهما حديث تعلوه نبرة تحدي وتنافس لتحقيق نتائج طيبة تشرف العائلة متغلّبين بذلك على كل الظروف بما فيها الأجواء الساخنة التي تميز ولاية الشلف هذه الأيام.
للإشارة يخوض أزيد من 5600 مترشح حر غمار امتحانات شهادة البكالوريا عبر خمس مراكز وهذا من مجموع 16886 مترشح لهذه الدورة (جوان 2018) خصصت لهم مديرية التربية زهاء 64 مركزا للامتحان.)


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)