الجزائر

معركة جبل مونقورنو.. نكسة عسكرية لقوات فرنسا الاستعمارية


جرت وقائعها منذ قرابة 65 سنة خلت..
معركة جبل مونقورنو.. نكسة عسكرية لقوات فرنسا الاستعمارية
ألحقت معركة جبل مونقورنو التي جرت وقائعها في 30 ديسمبر 1958 بمنطقة الزوبيرية (غرب المدية) هزيمة نكراء بقوات فرنسا الاستعمارية محطمة بذلك مزاعم الجيش الفرنسي بأنّه قوة عسكرية لا تقهر حسب شهادة مجاهدين عايشوا الحدث.
ولم يكن أحد يتوقع خلال ذلك اليوم من نهاية شهر ديسمبر منذ قرابة 65 سنة خلت إمكانية تحول اشتباك عسكري بسيط إلى معركة ضارية أجبرت خلالها فرنسا الاستعمارية على تجنيد وسائل عسكرية ضخمة لمواجهة مجموعة من مجاهدي جيش التحرير الوطني بأسلحة بسيطة ولكن بعزيمة قوية وإيمان عميق بقضيتهم
ولم يتوقع أي أحد من أركان قيادة الجيش الفرنسي مواجهة بمثل تلك الصلابة والضراوة والخروج بهزيمة نكراء أمام كتائب جيش التحرير الوطني المنتشرة آنذاك في المنطقة الثانية من الولاية التاريخية الرابعة بالرغم من قوة فرنسا العسكرية مقارنة بالإمكانيات البسيطة التي كانت تتوفر للمجاهدين وهو ما أكده بوشريط وصابور الذي يعتبر من بين المجاهدين القلائل الذين نجوا من جحيم تلك المعركة التي كانت وليدة الصدفة حسب شهادات أكدا فيها أن المعركة تسببت في إحباط كبير لمعنويات أركان الجيش الفرنسي وقوات الاحتلال آنذاك.
ففي 29 ديسمبر 1958 توجهت أولى عناصر كتائب الزوبيرية و الحمدانية و العمارية المنتشرة بمعاقل المنطقة الثانية إلى مرتفعات أولاد بوعشرة وكانت قيادة الولاية الرابعة تسعى وفق نفس الشهادة إلى تشكيل كتيبة قادرة على إفشال الإستراتيجية العسكرية للعدو لكن حدث ما لم يكن في الحسبان حيثبلغت قيادة الولاية الرابعة معلومات تفيد بوجود مكثف لقوات العدو بمنطقة أولاد بوعشرة فأعطت الأمر للكتائب بعين المكان بالانتشار في المعاقل المجاورة والاستعداد للقتال حسب شهادة المجاهد بوشريط الذي كان عضوا في كتيبة الزوبيرية التي كانت توجد يومها بجبل مونقورنو على بعد كيلومترات قليلة من المكان المحدد للقاء.
وفي فجر 30 ديسمبر 1958 انتشر عناصر من كتيبتي الزوبيرية و الحمدانية بالمرتفعات الغابية بغرض تأمين المنطقة وضمان انسحاب عناصر قيادة الأركان الموجودة بعين المكان بأمان وأطلقت الرصاصات الأولى في حدود الساعة العاشرة صباحا معلنة عن بداية إحدى أكبر المعارك التي قادتها وحدات جيش التحرير الوطني خلال حرب التحرير. وتمكنت كتائب جيش التحرير الوطني بفعل عامل المفاجأة من إرغام قوات الاحتلال على التوقف عن الزحف باتجاه منطقة أولاد بوعشرة ودخول المعركة بجبل مونقورنو.
الاشتباكات امتدت إلى مناطق لم يسبق لها مواجهة العدو
وازداد وطيس المعركة حدة مع مرور الساعات وامتدت الاشتباكات إلى مناطق أخرى لم يسبق لها مواجهة العدو كما يتذكر المجاهد بن عيسى صابور الذي قال أنه كان ضمن الصفوف الأولى للمجاهدين وأمام بسالة المجاهدين فقد استعان الجيش الاستعماري بسلاح المدرعات والطيران ليتأجج لهيب المعركة أكثر فأكثر حسب نفس المجاهد الذي شهد بعين المكان سقوط العديد من رفقائه وهم يحملون السلاح مؤكدا أن ميدان المعركة تعرض للقصف لساعات طويلة جدا إلى الحد الذي خيل له أن النيران كانت تتهاطل من السماء مضيفا انه لا يزال يتذكر إلى يومنا هذا حركات الطائرات العسكرية وهي تلقي بقنابلها على مواقع كتيبتي الزوبيرية و الحمدانية في محاولة يائسة لتجنب الهزيمة التي ارتسمت ملامحها نهاية يوم 30 ديسمبر 1958.
من جهته أشار المجاهد بوشريط إلى استقدام العدو لتعزيزات عسكرية كبيرة من البليدة والجزائر العاصمة لتشديد الخناق على المجاهدين الذين أبلوا بلاء حسنا بالرغم من قلة عددهم وعدتهم.
140 شهيدا
وتواصلت طلقات الرصاص إلى غاية غروب الشمس لكن بحدة أقل بكثير من تلك المسجلة عند منتصف النهار ما مكن عناصر جيش التحرير الوطني الذين لم يستشهدوا أو المصابين بجروح خفيفة من الانسحاب لتجنب تطويقهم من طرف قوات العدو وبالفعل تمكن بعض المجاهدين من الإفلات من قبضة العدو في الوقت الذي استشهد العديد من رفقائهم في ساحة المعركة لتفقد بذالك الجزائر ما لا يقل عن 140 شهيدا من خيرة أبنائها المنضوين تحت لواء كتيبتي الزوبيرية و الحمدانية في معركة جبل مونقورنو.
وقد استشهد معظم مجاهدي كتيبة الحمدانية جلهم استشهد حرقا بقنابل النابالم حسب شهادات المجاهدين بن يخلف بوشريط الذي أصيب بجروح في هذه المعركة وبن عيسى صابوركما تفيد بعض المصادر بتكبد جيش فرنسا الاستعمارية خلال هذه المعركة لخسارة فادحة في الأرواح تقدر ب900 قتيل في حين تشير مصادر أخرى إلى مقتل 600 جندي فرنسي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)