الجزائر

معرض للخط العربي في رومابونوة، بن بلة وقريشي في ''انعكاسات من السماء''



كشف المخرج والفنان يونس بوداود عن فيلمه الجديد ''وردية نا ,''13 الذي سيضاف إلى إنتاجاته السينمائية التي نالت إعجاب الجمهور، خاصة فيلم؛ ''ثنايد ياما''( قالت لي أمي)، و''دا مقران''، ليتعزز بذلك رصيد السينما الأمازيغية.
- أولا، الحمد الله على سلامتك، لقد سمعنا بإصابتك بوعكة صحية.
* شكرا، نعم كنت مريضا، لكن الآن الحمد لله شفيت، وأنا أتمتع بصحة جديدة، وعدت إلى حياتي الفنية لإنتاج أفلام أمازيغية جديدة، فيما لم أحضر بعد أي ألبوم غنائي.
- أنتجت مؤخرا فيلما أمازيغيا جديدا، هلا حدثتنا عنه؟
* نعم، لقد أنتجت فيلما يحمل عنوان ''دامقران''، وهو اجتماعي في قالب كوميدي، نزل إلى السوق في جانفي الماضي، وتدور قصته حول شيخ يدعى دا مقران، متزوج ولديه ابنة، وفجأة يقع في ''المراهقة المتأخرة''، ويريد الزواج مرة أخرى، حيث يقع في حب ابنة جاره الطالبة الجامعية الجميلة ''سوسو''، ويقدم لها هدايا فاخرة، وفي كل مرة تكتشف زوجته الأمر، لينتهي الفيلم بعد ساعة من العرض، بإدراك دا مقران أنه لا توجد امرأة تعوض مكانة زوجته، ويدرك أخطاءه، ليطلب منها السماح وتعود المياه إلى مجاريها.
- وهل تحضر لإنتاج سينمائي آخر هذه السنة؟
* نعم، لقد قمت بإخراج فيلم جديد يحمل عنوان ''وردية نا ''13 الذي ينزل إلى السوق ابتداء من 20 أفريل الجاري، وهو فيلم مستوحى من قصة حقيقية عن امرأة عاشت في زمن القائد أحمد أولمهدي بتيزي وزو، وتدور قصة الفيلم حول شخصية وردية اليتيمة التي تعيش في كنف أعمامها، فكان أحدهم يحبها ويتكفل برعايتها إلى أن صارت شابة مثقفة، لكنه يقرر الهجرة، لتجد الفتاة وردية نفسها تحت رحمة عمها الذي يحب القمار، حيث يخسر قطعة أرض بسببه، ويطلب من ابنة أخيه أن تعطيه ما ورثته، لكنها ترفض وتتعرض لكل أنواع التعذيب والظلم والمعاناة على يده، ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، حيث يقرر عمها تزويجها بشاب أبله، غير أن الفتاة لم تستسلم، وتقرر الهروب يوم زواجها من قرية إيلماثن (بجاية) إلى غاية مدينة عين الحمام( تيزي وزو) مشيا على الأقدام، وتحط الفتاة وردية الرحال بنزل يدعى ''ترونز أتلنتيك''، إلى أن تموت بداء السل بقرية ''أسقيف نطمانة'' ودفنت بقرية إغيل بغني بمدينة عين الحمام.
- لقد قمت بأداء أغنية بعنوان؛ ''وردية نا ,''13 هل هي نفس قصة الفيلم؟
* نعم، لقد أديت أغنية تحمل عنوان ''وردية نا ''13 التي نالت شهرة كبيرة، نفس القصة ونفس الشخصية، غنيت عنها لأن الكثير لا يعرفونها، فهي المرأة الشجاعة التي عاشت في ظل قسوة فقدان الأبوين، لتقع بين يدي عمها الشرير، وينتهي بها الأمر إلى محاولة صاحب النزل الذي تعمل به، استغلالها، وتقرر الموت على أن تبيع كرامتها، وأود الإشارة إلى أنني لم أكن أعرف قصة هذه المرأة، واكتشفتها بفضل الفنان القدير الراحل شريف خدام الذي حدثني عنها، حيث تعرف عليها بالنزل الذي كانت تعمل فيه، حيث كانت تنظم فيه حفلات فنية.
- المهرجان الثقافي السنوي للفيلم الأمازيغي، ماذا تقول عنه؟
* المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي، تظاهرة جيدة لتشجيع الفن والسينما، بغية تطويرها، لكن لا يجب أن يكون هناك حقد فني، فالدولة سهلت إدماج الثقافة الأمازيغية في إطار الوطن واعتبارها ثقافة جزائرية، وأوجه بالمناسبة، نداء كمناضل ووطني إلى كل الشخصيات السينمائية، للعمل على تشجيع الفن والسينما، وإعطاء الفرص لإبراز مختلف المواهب في التمثيل والإنتاج السينمائي.
وهنا، أشير إلى الإنتاج السينمائي ''أقلاغ نوغالاد''، أي (رجعنا)، الذي أفتخر به، حيث عرض بالتقنية عالية الجودة في الطبعة العاشرة من فعاليات المهرجان الثقافي للفيلم الأمازيغي، لكن تم اعتباره ''بانوراما'' دون تحديد السبب، فيما نال 3 جوائز بأوروبا، وتحديدا في بلجيكا وفرنسا.

يعرض التشكيليون الجزائريون حمزة بونوة، محجوب بن بلة ورشيد القريشي إبداعاتهم ضمن تظاهرة ''انعكاسات من السماء، تأمّلات على الأرض: المدرسة الخطية في الفن العربي المعاصر''، وذلك بمتحف ''مركاتي دي تريانو'' في العاصمة الايطالية روما، ويأتي المعرض بتنظيم من المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة وبالتعاون مع بلدية روما، وبمشاركة فنانين من الأردن، السعودية، السودان، العراق، سلطنة عمان، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان وكذا ليبيا، مصر، المغرب واليمن.
ويشتمل المعرض الذي يستمر إلى غاية العاشر جوان القادم على 72 عملا فنيا من المجموعة الدائمة للمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، وتمثّل الأعمال المعروضة مختلف الأساليب والاتجاهات والمواضيع في هذا المجال، ويعدّ الفنانون المشاركون بلوحاتهم ذوي تجارب لافته ومهمة، وقد حصل معظمهم على جوائز رفيعة وأقاموا معارض شخصية في العواصم العربية والأجنبية.
وتختزل أعمال التشكيلي حمزة بونوة ـ حسب المختصين والنقّاد ـ مكوّنات الرسم ذي البعدين، التي هي ميزة من مميّزات الفن الشرقي، وهي تندمج في تفصيلات اللون المغربي، حيث تسخر الألوان في ولادة فسيفساء تبرز فيها العمارة وتزيينها، كما يميل الفنان رمزيا لاستبدال الأشكال الفنية المعتادة في اللوحة الحروفية العربية بظلال ولونيات تحمل دلالات وأبعاد الفكر الصوفي أو ما يسميه الفنان نظرية ''الفيض النوراني''، إذ يعمد في لوحاته إلى الرسم بطريقة عمودية تشبه الكتابة بالحرف الصيني، مظهراً قدرات عالية على التحكّم في حيوية المساحات والأحرف في أعماله الفنية، من خلال أساليب ومهارات المزج بين الألوان.
وتعكس أعمال صاحب ''إلى السماء الحرف عروج'' و''صلوات''، ''مخرج''، ''رسالة الحروف''، ''مسح''، ''عالم ذهبي'' و''حرف يتوضأ'' الاهتمام بتفاصيل الحروفية في تناغم واضح بين المساحات والأشياء، واستغلال التناسق بين الألوان، وتمثل قطع حمزة بونوة الفنية مسار الجيل الجديد من الفنانين العرب، ولكنها تمتاز بتفرّدها، فأسلوبه يعكس الطموحات الإبداعية التي يتّسم بها الشباب من الفنانين العرب، وهو يقول عن ذلك ''إنّ الرسم لا يكون إلاّ نتيجة حالة يعيشها الفنان، وبخاصة الحالات الروحية التي تنتابه انعكاساً لتأثره بالبيئة الدينية والروحية التي نشأ فيها، وهو بذلك يحاول أن يندمج مع ذاته في اللوحة''.
والفنان بونوة من مواليد الجزائر عام ,1979 وهو خريج معهد الفنون الجميلة فيها، استوحى أعماله من الفن البربري والأندلسي والمغربي والإسلامي، وأقام معارض في كل من الكويت، البرازيل، كندا، الأردن، البوسنة، البحرين، فرنسا وإنجلترا، وقد منح الجائزة الأولى في مسابقة فنون البحر المتوسط في مرسيليا عام 2001 ،ومؤتمر الفنون الأوروبية الجزائرية الدولي الذي أقيم في بلجيكا عام ,2007 وأقام معرضاً فردياً في متحف الفن الحديث في الجزائر ضمن فعاليات الاحتفال ''الجزائر عاصمة للثقافة العربية''، واعتبر حمزة بونوة في عداد الفنانين الرائدين والواعدين عام .2007
أمّا الفنان التشكيلي الجزائري والعالمي محجوب بن بلة فله مسيرة فنية تمتدّ إلى خمسة عقود من الزمن داعب خلالها الريشة التي خطّت أروع اللوحات والتحف الفنية وكذا الزخارف الخزفية، إذ يعدّ الرسم عند بن بلة ''الحياة'' والفن بالنسبة له كفاح وليس متعة، إذا ما أراد الفنان ترسيخ بصمته وإثبات وجوده، فريشته تستنطق الحروف والألوان، لتقيم بينهما حوارا في تناغم ساحر، تجعل المشاهد يتابعه بإمعان ويغوص في تفاصيله بإعجاب، كما يحبذ الاشتغال على التجريدي بطريقة شاعرية قلما تجدها عند أي فنان، ويميل إلى إنجاز الجداريات العملاقة، التي زيّنت العديد من الساحات العمومية في بعض الدول الأوروبية، فنان يعتزّ أيّما اعتزاز بجزائريته، رغم إقامته في فرنسا إلاّ أنّ حرارة ألوانه تثبت تشبثه بعروبته وبوطنه.
من جهته، يهتمّ رشيد قريشي بالبحث في روح الخطّ العربي وعلاماته وتصاميم المخطوطات الشعبية المغاربية، وبالثقافة الصوفية، وتتّسم أعماله بالتحرّر والحيوية، وتجمع بين التقاليد القديمة والحداثة، كما يعتبر حالة مسكونة بالتصوّف، فلوحاته تعطيك إحساسا فوريا بروحانية الإسلام، ربّما لنشأته في الجزائر ورؤيته لأقطاب التصوّف ومشايخ الزوايا هناك، وإصرار أسرته على تعليمه العربية وتحفيظه القرآن في ظلّ هيمنة فرنسية على أوضاع البلد ومستقبل مظلم ينتظر الناس فيه الموت مع مرور كلّ لحظة.
صاحب ''طريق الورد'' و''أسياد متخفّون'' لديه فلسفة خاصة به، لا يحيد عنها، وهو يؤمن بضرورة التجاور بين الحضارات الإنسانية، كما أنّه مولع بالتجريب، جرّب الرسم على الخيم البدوية بألوان حديثة، حتى يربط بين خشونة البداوة وملامح المدنية العصرية، وهو أيضا فنان جوّال، أقام معارضه بالعديد من دول العالم شرقا وغربا، يتضايق كثيرا حينما يصفه أحد بالخطّاط، فالخطّ موضوع في لوحاته تتجاور معها مواضيع أخرى متعدّدة.
وللإشارة، فإنّ أعمال رشيد قريشي موجودة في ''مجموعات'' أكبر المتاحف في العالم، لاسيما المتحف البريطاني ومتحف ''جونسون هيربرت'' بنيويورك ومعهد العالم العربي ومتحف الفن الحديث بباريس والمكتبة الوطنية الفرنسية ومتحف الفاتيكان ومتحف الفن الحديث بالقاهرة، وشارك مؤخّرا بعمل في أكسبو ميجان في مدينة آرل الفرنسية (2008)، ومعرض ''الحب والذكرى'' في فيلاديلفيا بنسيلفانيا (2007)، وحاز قريشي العام الماضي على جائزة ''جميل''، وهي إحدى الفعاليات الفنية التي يتبناها متحف ''فيكتوريا أند آلبرت''في لندن للمساهمة في التعريف بجماليات الفن الإسلامي وتأثيره في الفنون المعاصرة، وتمنح الجائزة للأعمال الفنية المعاصرة المتأثرة بالفنون الإسلامية.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)