معاناة مع العزلة والعطش وضعف الخدمات الصحية

تعتبر منطقة كاف لصفر ببلدية الشهبونية أقصى جنوبي المدية، ذات الكثافة السكانية المعتبرة جدّا، إحدى أكبر المناطق عرضة للتهميش والإقصاء التنموي والبداية بالعزلة التي تضرب بأطنابها في كاف لصفر نظرا لحال الطريق المؤدي إليها انطلاقا من بلدية الشهبونية على امتداد 15 كلم، حيث تكثر به المطبات والحفر التي تسببت في تهالك مركباتهم وعزوف الخواص "الكلونديستان" عن التعامل معهم في نقل مرضاهم ونقل المؤونة أو أخذ أجر مضاعف بعدة مرّات في أحسن الحالات نظير ذلك.كما يعاني الساكنة أيضا مع العطش نظرا لغياب ماء الشرب، ويقتني ميسورو الحال صهريج ماء الشرب الواحد ب 2500 دج ويصرفون 1200 دج لجلب صهريج ماء لسقي مواشيهم.
كما يعتمد الضعفاء منهم على الحمير لتوفير ما يسدون به رمقهم وجلبه من منطقة حاسي بوحفص على بعد ثمانية كيلومترات، وإن كانت هذه معاناتهم مع الماء والطريق، فإنّ معاناة مرضاهم كبيرة هي الأخرى لاسيما بعد توقف مشروع قاعة العلاج في مهده سنة 2015 لأسباب بقيت مجهولة، حيث لم نقف بالمنطقة إلاّ على حفر أساس هذا الأخير، ما ترك أكثر من علامة استفهام وترك أكثر من وجه معاناة مع رحلة طلب خدمات صحية بسيطة، حيث يتطلب أخذ حقنة التنقل إلى الشهبونية بتكاليف مالية أثقلت كاهل الميسور حالهم من الساكنة فضلا عن ضعفائهم ناهيك حالات مستعجلة كلسعات العقارب وولادة الحوامل.
من جهة أخرى، تعرف منطقة كاف لصفر ضعفا في التكفل بتلاميذ المنطقة من ناحية النقل المدرسي وهم الذين يبلغ عددهم 120 تلميذ مخصصة لهم حافلة واحدة للبنين والبنات، وهي معاناة لم يجد إزاءها سكان كاف لصفر غير تقديم عاجل نداءاتهم إلى السلطات الولائية بالمدية وعلى رأسها واليها لانتشال الساكنة من المعيشة الضنك التي يعيشونها وبعث التنمية في المنطقة.