معالم قرآنية في صراعنا مع اليهود

من مظاهر عناية المسلمين القديمة الموصولة بالقدس وبالمسجد الأقصى وبفلسطين كلّها أنّهم خلال عصور التاريخ المتوالية لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة تتعلّق بهذه الأماكن إلاّ تحدّثوا عنها أحاديث التّفصيل والتّحليل والتّمجيد والتّخليد، وأودعوا هذه الأحاديث كتباً ومؤلّفات ضخمة ألّفها علماء الإسلام ومؤرّخوه منذ قرون وقرون.. ومن هذه الكتب الشهيرة كتاب ''فضائل القدس'' للإمام ابن الجوزي المتوفي سنة 597ه، وكتاب ''الأنس في فضائل القدس'' لابن هبة الله الشافعي وهو من رجال القرن السابع الهجري، وكتاب ''معجم لابن سرور المقدسي المتوفي سنة 765ه، والكتاب المسمّى ب''تحفة النظار في غرائب الأمصار'' للرحالة المغربي ابن بطوطة المتوفي 779ه، وكتاب ''الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل'' لمجير الدِّين الحنبلي القاضي المتوفي سنة 927ه، وكتاب ''الجامع المستقصى في فضائل المسجد الأقصى'' لابن عساكر المتوفي سنة 984ه، وكتاب ''فضائل القدس'' للشّريف عزّ الدِّين حمزة المتوفى سنة 874ه، وكتاب ''باعث النُّفوس إلى زيارة القدس المحروس'' لابن قاضي الصلت المتوفي سنة 729ه، وكتاب ''فضائل القدس'' لأبي المعالي المشرف بن المرجي، وغير ذلك من الكتب النّفيسة..
واستمر تأليف الكتب الإسلامية عن فضائل القدس وفضائل المسجد الأقصى ومكانة فلسطين الحبيبة عند المسلمين، حتّى العصر الحاضر، حيث نجد كتباً كثيرة في هذا المجال، من بينها كتاب ''تاريخ الحرم القدسي'' وكتاب ''المفصل'' وفي تاريخ القدس الشّريف وهما من تأليف عارف الفلسطيني الّذي كان محافظاً للقدس قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
ولقد ظلّ المسلمون خلال العصور والدهور يشُدُّون رحالهم إلى القدس لزيارة المسجد الأقصى المبارك بنية العبادة ولإقامة شعيرة من شعائر الإسلام والاهتداء بهَدي الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.