الجزائر

مشكلات في نهج التحديث الثقافي والتقني


لقد قامت حركة الإصلاح بمجيود كبير في ميدان التحديث الثقافي- السموكي، لكنيا لم تفمح إلا بنسبة ضعيفة، لأنيا لم تتوغل إلى عمق الفرد والجماعة، بحيث ظل خطابيا فوقيا ونظريا ومتحفظا إلى غاية اليوم، وربما بسبب التناقض بين اليوية والت ا رث من جية، والتحديث والعصرنة من جية أخرى، وىذا الإشكال قد أدى إلى ظيور مشكلات جديدة كالاغت ا رب، وتوسيع مجال التشتت، بحيث لم يتوصل الفكر الإصلاحي إلى التوفيق بين الأصالة والمعاصرة ولا إلى تغميب أحدىما عمى الآخر، فبقيت ىذه المشكمة قائمة لم ت ا روح مكانيا، لذلك لابد من البحث عن خمفية ىذا التعارض وعدم تجاوز الفكر العربي لمخطاب النظري البحت ليذه الإشكالية. ومثل ىذه المشكلات أنتجت ثقافة ىجينة تحتاج إلى تأصيل، لأن السموكات الفردية والجماعية متناقضة ومعقدة، ولأن ىناك صعوبات داخمية وأخرى خارجية أدت إلى تكوين أبعاد متعددة في الثقافة لا تسمح بتخطي عقبة الازدواجية في الوقت الحاضر عمى الأقل، بحيث مدارك الإنسان وأحوالو النفسية – العقمية والاجتماعية تتجاذبيا تمك الأبعاد، ولم توفق في تأصيل وتحديث ذاتيا. ينبغي الإشارة إلى أن مسألة التحديث لا تعني الخروج عن الأصالة و الدين، حيث تشيد عمى ذلك أدلة تاريخية من الحضارة الإسلامية ومن الحضارة الغربية، فالغرب ما ي ا زل يستميم تطوره من خلال اللاىوت المسيحي، يعني ىذا أنو يدرس العموم الإنسانية منيا الفمسفة بنقد بنيتو اللاىوتية دون الخروج عمييا، كذلك في الإسلام كان العمماء يطمقون العنان لفكرىم دون أن يتخموا عن ثنائية المادة والروح، حيث أبدعوا في مجالات مختمفة، في الفمسفة والعموم كما في الفنون.

تنزيل الملف
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)