الجزائر

مشروع القرار الفلسطيني في مواجهة الفيتو الأمريكي



مشروع القرار الفلسطيني في مواجهة الفيتو الأمريكي
يتوقع أن يتم اليوم أو غدا على أقصى تقدير التصويت بمجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الفلسطيني المدعوم عربيا والمطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وتحديد مهلة عام للتوصل إلى اتفاق سلام يتوج بإقامة دولة فلسطين المستقلة.وتقدم الوفد العربي بقيادة الأردن بمشروع القرار المعدل ليلة الاثنين إلى الثلاثاء إلى مجلس الأمن الدولي رغم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرته لا ”يحقق الهدف”. وكانت المجموعة العربية عقدت أول أمس اجتماعا بمقر المنظمة الأممية، دام ساعتين أعرب خلاله المجتمعون عن دعمهم للنص بصيغته المعدلة التي أكدت على أن القدس عاصمة للدولتين وتدعو لإطلاق سراح السجناء وتسوية القضايا العالقة بما فيها المياه مع إضافة بند جديد يطالب بوقف الاستيطان وآخر يتعلق بالجدار الفاصل.ورغم الفيتو الأمريكي المتوقع على تمرير نص المشروع، فإن ذلك لم يثبط من عزيمة الفلسطينيين وإصرارهم على مواصلة المعركة السياسية في مجلس الأمن الدولي على الأقل لكسب أصوات تسعة أعضاء من أصل 15، الأعضاء في مجلس الأمن لطرحه للتصويت.وأكد ذلك تصريحات الرئيس الفلسطيني، محمود عباس الذي أعرب عن تفاؤله بأن يتم خلال ال 24 ساعة الجارية التصويت على الطلب الفلسطيني - العربي. وقال إن ”الطلب الفلسطيني يحتاج إلى 24 ساعة للترجمة وبعدها يتم التصويت عليه”، مشيرا إلى أنه ”أيا كانت النتيجة، فسيتم دراستها وهناك خطوات سبق ان تم الاتفاق عليها من قبل القيادة الفلسطينية سيتم تنفيذها”.من جانبه، قال نبيل أبو ردينة، عضو اللجنة المركزية في حركة التحرير الفلسطينية إن ”الرئيس أطلع المجتمعين على آخر التحركات السياسية سواء تلك التي تقوم بها القيادة الفلسطينية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن أوالتحركات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية لحشد الدعم للمشروع الفلسطيني العربي المقدم لمجلس الأمن لإنهاء الاحتلال”.لكن فايز أبو عيطة، المتحدث باسم حركة ”فتح”، توقع أن يتم التصويت على مشروع القرار العربي الفلسطيني لوضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في غضون أسبوع. وقال إن مشروع القرار يتضمن إنهاء الاحتلال بكل أشكاله في إطار جدول زمني واضح بما يضمن حق الشعب الفلسطيني في العودة وحق تقرير المصير وإعلان فلسطين دولة مستقلة على حدود الرابع جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.وأكد أن مشروع القرار العربي الفلسطيني يأتي ”انسجاما” مع مبدأ حل الدولتين من جانب، ومع المبادرة العربية المنبثقة عن القمة العربية عام 2000 ، وهي المبادرة التي تتمسك بها القيادة الفلسطينية.وكان الوفد العربي قد تقدم رسميا بمشروع قرار أول إلى مجلس الأمن قبل أقل من أسبوعين إلا أن الولايات المتحدة أعلنت أنها لن تدعم أي نص يحدد جدولا زمنيا لإنهاء مفاوضات السلام مع إسرائيل.بل انها سارعت أمس لإعلان رفضها لنص المشروع المعدل بحجة أنه لا يحقق الهدف المرجو ولا يلبي احتياجات إسرائيل حليفها المدلل. وقال جيفري راتكي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ”كما قلنا في الماضي نحن لا ندعم مشروع القرار هذا وتشاطر قلقنا دول أخرى”.وتحاول الولايات المتحدة الضغط على الجانب الفلسطيني لحمله على العودة إلى مفاوضات السلام التي رعتها واشنطن لأكثر من عقدين من الزمن دون أن تتمكن من تحقيق ولو تقدم بسيط على مسار سلام، تأكد أن إسرائيل تريده على مقاسها وبما يخدم مصلحتها دون الأخذ بعين الاعتبار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.وتأتي المبادرة الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل في وقت يزداد فيه قلق المجتمع الدولي أكثر فأكثر إزاء العنف المتصاعد بالأراضي المحتلة وانعدام الأمن.وفي هذا السياق، أدانت السلطة الفلسطينية ومختلف الفصائل الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها أول أمس الشهيد إمام دويكات الذي تعرض لطلقات نارية قاتلة من قبل قوة إسرائيلية بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية.ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفتى إمام دويكات، مؤكدة أن الرد على هذه الجريمة يجب أن يكون عبر تصويب المسار السياسي وتعزيز المقاومة إلى غاية رحيل الاحتلال عن أرض فلسطين.وتزامن ذلك مع شن قوات الاحتلال الإسرائيلية لحملة مداهمة واسعة في بلدة سنجل شمال رام الله بالضفة الغربية اعتقلت على إثرها عشرة شبان فلسطينيين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)