مشاركتي في «براين إيفانت» مزيج بين العقل والروح

«لا شيء يعلو على الفن»، هي المقولة التي يرددها الفنان ومصمم الرقصات شادي ولاية، الذي قال إنه يعني بالفن كل ما هو راق وغير مبتذَل. وفي هذا السياق، سيفتتح الفنان التظاهرة التي تحمل اسم «براين إيفانت»، والتي تنظم يومي 10 و11 أكتوبر بأوبرا الجزائر من خلال رقصة تصاحب أغنية لفيل كولينز.نزل الفنان شادي ولاية ضيفا على جريدة (المساء)، معلنا عبر منبرها مشاركته في التظاهرة التي تعنى بكيفية استخدام العقل لراحة النفس وتحلّيها بالإرادة الصلبة، إضافة إلى تسلحها بالطاقة الإيجابية، وهذا من خلال تنظيم مجموعة من المحاضرات من طرف أساتذة ودكاترة من ذوي الاختصاص.
وستنطلق التظاهرة بتنشيط شادي وصلة رقص على أنغام أغنية فيل كولينز، بعنوان «الليلة، في هذا الجو»، التي قال إنه صممها من أعماق قلبه وبين طيات روحه منذ اللحظة التي بلغت فيها مسامعه هذه الأنغام، مضيفا أنه لم يستمتع بالنوم منذ أن اختير لكي يفتتح هذه التظاهرة الأولى من نوعها في الجزائر.
وقام شادي بتصميم رقصة ملائمة تماما لهذا الحدث الذي يعنى بالعقل، كما اختار بدلة وضع فيها شعار التظاهرة، وفي هذا قال: «حينما اتصلت بي منظمة الحدث الدكتورة آمال لحرش، حدث شيء غريب بيننا، وكأن روحينا تخاطبتا، فكان القبول بيننا وانطلاقة لبلورة العمل». وأضاف: «حينما التقيت الدكتورة تأكد حدسي، فكانت البداية لعمل مشترك، يتمثل في تصميم رقصة لهذا الحدث الذي تنظمه الدكتورة لحرش رفقة الأستاذة هند طرطاق».
واعتبر شادي أن ليس هناك أجمل من استمرارية المشاريع وتعاقب الأعمال، خاصة إذا صاحبتها المصداقية وقوة الإرادة، فبعد مشاركته في الملتقى الدولي لمرض السكري الذي نظمته الدكتورة بوجناح والمهندس مرزوق من خلال وصلة رقص في افتتاح واختتام التظاهرة إضافة إلى إلقاء محاضرة حول تأثير الفن على مرضى السكري، يعود شادي هذه المرة في حدث طبي ثان، يتمثل في المشاركة في يومين دراسيين حول سحر العقل في التحكم في حياة الفرد وتوجيهه إلى التسلح بالأفكار الإيجابية، حيث يقدم شادي رقصة تنطلق من شعور الراقص أو الإنسان بصفة عامة، بضيق، ومن ثم ومن خلال الأفكار الإيجابية يستطيع التخلي عنها ولو بشكل تدريجي إلى أن يصل إلى حالة من الانعتاق والراحة النفسية. كما سيلقي بهذه المناسبة، مداخلة حول تجربته كراقص سوري نجح في الجزائر.
وأكد شادي قدرة الفنان على إيصال رسائله إلى الجمهور رغم أنه لا يلعب دور البطولة لوحده، بل إنه يتأثر بكل ما يحيطه، وحبذا لو كان ذلك من الأمور الإيجابية. وفي هذا يقول: «أردت من خلال هذه الرقصة، أن أتواصل مع كلمات أغنية كولينز، التي تحتوي على أعظم كلمة وهي «الله»، كما أنها تتميز بتصاعد ميلودي رائع. بالمقابل، قمت بنوع من التركيب لهذه الأغنية حتى تتلاءم مع الزمن المخصص للرقصة».
وتحدّث شادي عن القدرة الإلهية التي منحتنا قوة الإبداع، ودفعت بنا إلى الاستثمار فيها، مضيفا أن كل إنسان يمثل بذرة يمكنها أن تنمو في الطريق الصحيح إذا تم سقيها بماء العمل المتواصل والإرادة الفولاذية.
وسيتم، خلال هذه التظاهرة، تنظيم عدة محاضرات حول مواضيع مختلفة، تصب كلها في ماهية العقل، مثل: «قدرة التأمل والطاقة» و»برمجة الأعصاب والدماء» و»برمجة الأعصاب من الأصابع» وغيرها. كما سيتم استضافة شخصيات محلية ودولية من دكاترة وشخصيات مبدعة إيجابية.
أما عن محاضرة شادي فستكون حول تجربته كمصمم رقصات في بلديه سوريا والجزائر، وكيف أنه تبنّى أفكارا إيجابية يضعها في وجه كل الصعاب والعراقيل. وفي هذا يقول: «قبل أن أكون فنانا أنا إنسان، يهمني كل ما يحفّزني لكي أقدم الأفضل، ولهذا فموضوع برمجة العقل مهم جدا، والعمل على خلق حياة أفضل مهم أيضا... لا مستحيل مع الحياة».