الجزائر


قطر تسمح بعقد ندوة عقدتها مجموعة تسمى " شباب قطر ضد التطبيع" في العاصمة الدوحة، وقدمت للمشاركين فيها كل الدعم، وتولت قناة الجزيرة، أشد أسلحة قطر فتكا، الدعاية لهذه الندوة وشرح استراتيجية مقاومة التطبيع التي ينوي شباب قطر اتباعها لإحباط محاولات التطبيع مع إسرائيل.من ضمن الاستنتاجات التي توصل إليها المشاركون في الندوة أن الأزمة الخليجية الحالية ساهمت بشكل كبير في زيادة سياسة التطبيع مع إسرائيل بشكل غير مسبوق، رغم أن العلاقات بين قطر وإسرائيل سابقة للأزمة، بل إن التطبيع مع إسرائيل يكاد يكون القاسم المشترك بين الدول الخليجية (مع استثناء وحيد تمثله الكويت في الظاهر إلى حد الآن) ولا علاقة للأمر بالأزمة الخليجية، وقد أثبت التلهف العماني على الارتماء في أحضان نتنياهو دليلا على أن العلاقات قوية وقديمة، وأن كل ما نشهده اليوم هو إخراجها إلى العلن، وكذلك تخبرنا زيارة وزيرة الثقافة الإسرائيلية إلى الإمارات بأن ما يجري تم التحضير له منذ وقت غير قصير.
في سلطنة عمان أيضا ظهر هاشتاغ على تويتر وفيسبوك تحت عنوان عمانيون ضد التطبيع، وبفضل إسرائيل اكتشف الجميع أن الشعوب في بلدان الخليج صار بوسعها أن تعارض حكامها، وأن تعبر عن شعورها بالخزي من هذه الهرولة نحو الحضن الصهيوني، وأكثر من هذا ننتقل إلى تقديم معارضة التطبيع على أنه علامة على الديمقراطية والحرية في مجتمعات لم يسبق لها أن مارست فعل التصويت في انتخابات من أي نوع كان، أو عرفت ظاهرة الأحزاب السياسية، أو اختبرت أي نقاش سياسي تتعدد فيه الآراء وتختلف وجهات النظر.
أقوى حركات التطبيع مع إسرائيل توجد خارج العالم العربي، وهي تضم ناشطين من جميع أنحاء العالم، وأكثر هؤلاء فاعلية هم من غير العرب والمسلمين، وفي دول لا تعتبر نفسها معنية بالقضية،يمكن أن نفهم اللجوء إلى مقاومة التطبيع على المستوى المجتمعي، أما أن تطبع الحكومات العربية مع إسرائيل ثم تشجع على مقاومة التطبيع فهذه بدعة غريبة.
معارضة التطبيع في بلاد العرب تمر حتما بمعارضة المطبعين وهم الحكام، أما توزيع الأدوار في مسرحيات بهذه السخافة فلن يكون إلا إمعانا في طعن الشعب الفلسطيني في الظهر، واستخفافا بشعوب مسلوبة الإرادة يقودها الحاكم حيث يضمن البقاء على العرش حتى وإن حل الطوفان من بعده.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)