مرض مجهول يفتك برضع الجنوب

إسهال وحمّى وأطباء عاجزون عن اكتشاف السبب
عجز الأطباء عن تحديد مرض مجهول يعاني منه الأطفال والرضع القاطنون بالجنوب وفشلوا في اكتشاف دواء يخلصهم من خطر الهلاك الذي يحدق بهم، حيث يصابون بإسهال حاد مرفوق بحمى استعصى مقاومتها خاصة مع غياب إجراءات التكفل بهم.
وحسب السكان فإن أطفالهم في خطر منذ فترة بسبب هذا المرض المجهول الذي عجز الأطباء عن اكتشاف أسبابه وإن كانوا قد اعتقدوا أن الأمر مرده المياه الملوثة أو الحليب، إلا أن الأمر لم يعمم على البالغين الذين لم يصابوا بنفس الأعراض المتمثلة خاصة في الإسهال الحاد. والمشكلة مضاعفة بالنسبة للبدو الرحل الذين لا يلجؤون أصلا إلى الطبيب ويتركون أولادهم عرضة للموت.
وطالب السكان بضرورة إيفاد لجنة وزارية مختصة تعاين المرض الذي بدأ يثير مخاوفهم، لأنه يهدد حياة أولادهم، كما شددوا على إلزامية تقصي بعض الحقائق بشأن قطاع الصحة في منطقة الجنوب الذي يشكو إهمالا شديدا فاق كل التصورات، ومنها قضية "التسيب" الذي أضحى عليه الأطباء الذين أعياهم الانعدام شبه الكلي للمستلزمات الطبية، في حين أن العديد منهم "يتجاهل ضرورة مواكبة التطورات الطبية ويرتكب مجازر حقيقية في حق المواطنين الذين سلموا أمورهم إلى القدر، حيث يقدمون في بعض الأحيان على وصف دواء تكون وزارة الصحة قد أمرت بالكف عن بيعه لاكتشاف مضاعفاته التي قد تؤدي بمتناوله إلى الهلاك، كما لا يجدون أي حرج في وصف نفس الدواء ولكن بتسميات مختلفة للشركات التي تصدره ليجد الصيدلي نفسه أمام مشكل خطير رغم أن السكان لا يثقون فيه بقدر ثقتهم بالطبيب".
كما دعا السكان إلى ضرورة "فرض الصرامة في العمل بالنسبة للقابلات اللائي لا يحترمن إلزامية الحضور إلى المراكز الاستشفائية على قلتها؛ حيث يمارسن حياتهن الطبيعية في منازلهن، ولا يكلفن أنفسهم عناء التواجد في أماكن عملهن تحسبا لأي طارئ" وعملن بذلك على نشر فكرة "الداية" أكثر منها "قابلة" تلتزم بمواعيد حضورها باعتبارها تتقاضى أجرها الشهري.
ويبقى نقص الدواء أكبر هاجس يطارد السكان الذين يتداوون بالأعشاب الطبية دون استشارة المختصين ويجد القائمون على نقلها مشاكل عديدة بسبب نقص شروط حفظها وكذا طول المسافة في مقابل اهتراء الطرق وعدم تعبيد جلها والتي تصل إلى مئات الكيلومترات.