الجزائر

مرضى السيلياك يعانون



يشكل داء حساسية القمح أو ما يعرف بالسياياك ، احد الأمراض المناعيةالتي يقدر الاخصائيون نسبة انتشارها من 3إلى 6 حالات لكل 1000 نسمة ،و
الناجمة عن الحساسية المفرطة و دائمة لبروتينات يتضمنها القمح والشعير
والفرينة وتدعى "الجلوتين ، وتؤدي هذه الحساسية إلى تلف في غشاء الأمعاء
الدقيقة ،مما يتسبب في الأخير في توقف عملية الامتصاص داخل الأمعاء
الدقيقة ،الأمر الذي يفاقم من فقر الدم والإسهال المزمن وهشاشة العظام
،وتتفاوت أعراض المرض حسب شدة الإصابة،لكن الأعراض الكلاسيكية هي الإسهال
المزمن، وتتمثل الأعراض الأخرى في تأخر نمو الآسنان لدى الأطفال ،ترقق
العظام، قصر القامة،صداع،كآبة،اضطراب توازن، عصبية،وكذا تأخر البلوغ،
وتختلف أعراض هذا الداء عند المراهقين المصابين وأشهرها التعب
المزمن وأوجاع البطن وفقر الدم.
ويصف الأطباء للمصابين حمية غذائية أساسها
الابتعاد نهائيا عن الخبز المصنوع بالفرينة او السميد أو الشعير
وتناول خبز مكون من دقيق الذرى أو الأرز فقط وهو الإشكال الرئيسي العويص الذي تعاني منه الفئات المصابة بهذا الداء
في ولاية وهران ،إذ لا تتوفر في المحلات أكياس دقيق الذرى أو الأرز،
التي تعتبر أحد المكونات الرئيسية اللازم تناولها في تلك الحمية مدى
الحياة بالنسبة للمصابين بهذا الداء ،وتقول إحدى المصابات (ن،م) أنها
تضطر لبدء رحلة بحث مضنية لإيجاد هذا النوع من السميد الضروري للحفاظ على
صحتها ،إذ يختفي تماما في محلات البقالة ،فيما يشكل غيابه التام في
الصيديات احد الهواجس التي تلاحقها ،وأمام هذا الواقع ،كثيرا ما تضطر
إلى طحن الذرى أو الأرز لإنتاج كميات قليلة جدا من الدقيق لا تكفيها
لتحضير وجبة واحدة.
وتكمن خطورة هذا المرض في مساهمته بشكل كبير في وقف نمو الطفل وقصر
القامة ،ناهيك عن هشاشة العظام وآلام البطن ،وفقر الدم ونقص الحديد في
الجسم والتعب المزمن الأمر الذي يجعل من تشخيصه المبكر احد عوامل تجنب
الإصابة بالأمراض والأعراض المذكورة المصاحبة له، والتي لا تقل خطورة
،لكن التشخيص حسب الأخصائيين يبقى معقدا ،إذ يستلزم إجراء فحص موضعي ناهيك عن
إجراء تحاليل الدم،و تحاليل أخرى ، مما يجعل تكاليف التشخيص باهظة ،ولا
تقوى الفئات المصابة على تحملها ،خصوصا وأنها مطلوبة كل 6 أشهر للتأكد من
عدم وجود مضاعفات أخرى للداء ،وتكلف هذه التحاليل زهاء 10000 دينار ،ولا
تتوقف معاناة المصابين بالسيلياك ، بعد التشخيص،إذ يشكل تشخيص الداء
نهائيا احد التحديات التي يواجهها المريض الذي يتيه بين عشرات العيادات
التي تصف له المئات من العقاقير للجهاز الهضمي ،حيث تعاني هذه الفئة من
سوء التقدير الدقيق للأعراض وانعدام تقنيات دقيقة وسريعة للتشخيص خاصة
لدى الأطباء الخواص ،إذ يطوف المصاب بهذه الأوجاع البطنية والهزال
وهشاشة العظام وكذا الإسهال المزمن بالعشرات من العيادات الطبية الخاصة
التي غالبا ما يخطئ أطباؤها في تشخيص الداء


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)