الجزائر

مرافقة القضايا العادلة و فك النزاعات بأقل الأضرار



مرافقة القضايا العادلة و فك النزاعات بأقل الأضرار
تحيل القراءة المتأنية لبيان أول نوفمبر على المكانة النوعية التي أفردتها الثورة الجزائرية للعمل السياسي كآلية لا يستغنى عنها في الكفاح المسلح من أجل تدويل القضية الجزائرية و من أجل مجابهة الاستعمار إلّا أنّ مؤتمر الصومام فصّل في الدور الذي تلعبه السياسة الخارجية للثورة الجزائرية بإنشاء جبهة خارجية ممثلة في وفد من الثوّار أوكلت لهم مهمة التعريف بالقضية و كسب الدعم لها و فضح أساليب فرنسا في كل المحافل . و أيضا مناصرة الشعوب المضطهدة و مساندة حركات التحرر و دعمها من أجل التخلص من الاستعمار و الوصول إلى الحرية و هو المبدأ الذي لم تحد عنه الدبلوماسية الجزائرية منذ ذلك الوقت رغم الاغراءات و التحولات الجوهرية في المجال الجيو استراتيجي الحاصلة في محيطها القريب و البعيدو عليه و رغم مرور 53 سنة على الاستقلال فإنّ مرجعية الدبلوماسية الجزائرية لا تزال ثورية مناصرة للعدالة الدولية و هي نقطة القوة التي تسمح لها بأن تكون طرفا في الحل دون أن توظف كما أريد لها في الساحل و الصحراء .و من هنا تأتي نصرتها للقضايا العادلة وعدم التدخل في شؤون الدول و التسوية السلمية لكل النزاعات من خلال الدور الكبير الذي تلعبه في المحافل الدولية و المنظمات التي تنتمي إليها .و مكّنت العقيدة الثورية التي لم تحد عنها العقيدة الدبلوماسية الجزائرية و التي لم يستطع أحد توظيفها من كسب احترام المجموعة الدولية التي غالبا ما تعوِّل على التجربة الجزائرية عند تناول المسائل الشائكة. خاصة أن الجزائر و بفعل السياسة الخارجية التي تنتهجها وصلت إلى استرجاع مكانتها الطبيعية وسط المجتمع الأممي و كسر طوق العزلة الذي عانته خلال سنوات الارهاب ، ناهيك عن التجربة التي اكتسبتها من خلال محاربة الارهاب و تطبيق مبادئ قانون الوئام المدني .دبلوماسية أمنية لتنسيق استخباراتي في افريقيا و طورت الجزائر دبلوماسية أمنية من خلال مقاربتها لمحاربة الارهاب و انشاء قيادة الأركان المشتركة لإفريقيا في الساحل من أجل تنسيق أمني استخباراتي في ما بينها ويمكن القول إنه تم الإقرار بالمقاربة الأمنية والسياسية التي تتبناها الجزائر على المستويات الإقليمية و العالمية ، إذ تقر القوى الكبرى بجدوى المقاربة الجزائرية التي ترتكز على الحوار لا التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وعلى التنسيق الأمني والمساعدة التقني وأيضا محاربة التطرف و تمكنت مؤخرا خلال انعقاد الدورة السبعين لهيئة الأمم المتحدة من رفع مقترحاتها للجمعية العامة ،ناهيك عن استحداث آلية النيباد ( الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا ) و المطالبة المستمرة بمقعد دائم للقارة السمراء في مجلس الأمن . و يحسب للدبلوماسية الجزائرية عقد الصلح بين اريتريا و اثيوبيا و بين العراق و ايران و الدفاع على حقوق الشعب الصحراوي و الفلسطيني و قبلهما شعب جنوب افريقيا و تقريب وجهات نظر الماليين و الليبيين من أجل وقف الحرب. و لعبت الدبلوماسية الجزائرية دورا ملحوظا في ما يتعلق بالأزمة السورية ، حيث أن الجزائر أدت ما عليها في الدفاع عن حق الشعب السوري في الحرية ، وكذا في عدم التدخل في شؤونه الداخلية وحقه في إيجاد حل سلمي مقبول للأزمة التي يتخبط فيها ،وقد فضلت الجزائر دائما الحل العربي للأزمة السورية ودفعت كثيرا في هذا الاتجاه ، رغم مواقف بعض الدول العربية التي كانت تفضل تدويل الملف السوري.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)