الجزائر

مراجعة تدريس اللغات



عملية تدريس اللغات عندنا بحاجة إلى مراجعة شاملة من التعليم الابتدائي إلى التعليم الجامعي من حيث المقرارات والنصوص والطرق والتوقيت الزمني إذا أردنا أن نرفع من المستوى التعليمي عندنا والذي هو تراجع لأن اللغة ليست وسيلة فقط فهي الوعاء الذي يحفظ المعلومات والأفكار ويساعد على الفهم والحفظ وقلما نجد طالبا أو تلميذا متفوقا في اللغة ويرسب في التعليم . وبالنسبة للغة العربية وهي لغة التدريس عندنا في الابتدائي والمتوسط والثانوي وفي الكثير من التخصصات بالجامعات كاللغة والآداب والحقوق والعلوم الاجتماعية والإنسانية لكن غير متحكم فيها بسبب دروس اللغة من حيث النصوص والدروس المقدمة خاصة التعبير الكتابي والشفوي كما أن أساتذة المواد الأخرى كالعلوم والتاريخ والجغرافيا الخ أصبحوا لا يهتمون باللغة والتركيز على المادة التي يدرسونها فقط علما أن في فرنسا ما زالوا ينظمون مسابقات دولية في مادة الإملاء بالفرنسية وعلى ذكر اللغة الفرنسية فهي في تراجع ولايوجد اهتمام بها لدى الأقسام العلمية في الثانويات لكن عندما ينتقل الطلبة إلى الجامعات يجبرون على الدراسة بالفرنسية في التخصصات العلمية كالهندسة والإعلام الآلي والطب والصيدلة وفي تجربة بسيطة في مادة الرياضيات بإحدى جامعاتنا قامت الأستاذة بترجمة أسئلة مادة الرياضيات إلى العربية كانت نتائج الطلبة جيدة لكن أساتذة المادة احتجوا على عملية الترجمة ؟ فالمشكلة تكمن في اللغة ولا نتحدث عن الانجليزية المقصاة من إدارتنا ومؤسساتنا وهي لغة البحث العلمي الأولى في العالم كله . وأعود الى لغتنا العربية فحتى التوجيه المدرسي ابتداء من الأولى ثانوي غير سليم فالتلاميذ الذين يحصلون على معدلات مرتفعة يوجهون إلى الشعب العلمية وأصحاب المعدلات المتوسطة (10و11) يوجهون إلى شعبة الأدب فكيف ننتظر من تلميذ انتقل بصعوبة إلى الثانوية أن يكون مفكرا وأديبا كبيرا وحتى عملية التوجيه المدرسي شكلية تعتمد على البطاقات التركيبية دون التعرف على الطلبة ومواهبهم وهواياتهم وتقديم الشروح الضرورية لهم فمثلا البكالوريا شعبة آداب تسمح بالتسجيل في اللغة والتربية وعلم النفس وعلم الاجتماع والاتصال والتاريخ والحقوق وصاحبها قد يكون له مستقبل أحسن من الذي يحصل على البكالوريا بمعدل متوسط وكما يؤكد خبراء التربية أن النجاح يكون بالتفوق في التخصص وليس في التخصص نفسه وهذه بعض الملاحظات قدمناها هنا لعلها تجد من ينتبه لها من أجل أبنائنا .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)