مدير التراث بالمغرب، عبد الله صالح في تصريح لـ”الفجر” السياحة الثقافية في البلدان العربية لازالت بعيدة عن نظيراتها الأجنبية

تطرق  المغربي عبد الله صالح، مدير التراث بالمغرب الشقيقة، خلال حديث جمعه بـ”الفجر” على هامش المؤتمر المتعلق بالآثار والتراث الحضاري الذي تختتم فعالياته اليوم بالعاصمة، إلى نقاط مختلفة تتعلق برؤيته حول أهمية حفاظ المجتمعات العربية على التراث والسياحة الثقافية، ناهيك عن العوائق والمشاكل التي يعاني منها هذا القطاع الذي شهد تطوره تراجعا ملحوظا مس مستويات عديدة في المغرب والدول العربية الشقيقة الأخرى. ونوه عبد الله صالح، في حديثه، إلى أن الاهتمام العربي والمغاربي بميادين التراث على وجه الخصوص حديث النشأة والعهد باعتباره ظهوره مطلع القرن الماضي، حيث اهتمت المؤسسات الدولية وعلى رأسها اليونسكو بهذا المجال، بالإضافة إلى العوائق التي لازمته لفترة طويلة حدت من تطوره، وأضاف.. وعلى هذا الأساس يستدعي منا عقد اجتماعات مكثفة ومحاولات تنسيق بين الدول العربية نظرا لخصوصية كل دولة على غرار قوانينها، سياستها وتشريعاتها الخاصة بها، وهو ما يصعب التنسيق، خلال مؤتمر واحد أواثنين أو أكثر، للوصول إلى قرار يهدف إلى الحفاظ على التراث  والنمو الاقتصادي واستعماله في السياحة المحلية بدرجة أولى، وكذا في السياحة العالمية بدرجة ثانية. كما نوه في ذات الصدد إلى إشراك مؤسسات عربية عديدة لتقريب وجهات النظر المتباعدة حول هذا القطاع الحيوي الذي يعبر عن الثقافة والحضارة وكذلك اقتصاد الدولة.  وعن السياحة الثقافية المغربية قال إنها لاتزال بعيدة عما تصبو إليه بالنظر إلى السياحة الأجنبية أو الخارجية التي تولي عناية كبيرة بالمواقع الأثرية والمدن القديمة التي تعبر عن حضارة وتاريخ وهوية السكان والشعب المغربي أو المغاربي بصفة عامة، من خلال التأخر الحاصل في مجال الآثار، انطلاقا من عدة مفاهيم تبرر هذا الإشكال القائم، وعلى رأسها كيفية رؤية السكان لهذا الموروث وعلاقتهم به التي تبدو غير واضحة ويشوبها الغموض، رغم الحملات التحسيسية والتوعية الهادفة إلى توضيح أهمية التراث والآثار كموروث ثقافي وحضاري يمتلكه المغاربة. وأشار في نفس السياق إلى وجود إرادة سياسية من أجل تطوير السياحة الثقافية المحلية بشكل خاص بتخصيص البنيات والهياكل التحتية لهذه المسارات والتعريف بها رغم العوائق المختلفة وتتقدمها السياسية التي تعيق تقدمها نحو الأفضل. على صعيد آخر أوضح المتحدث أن مجمل التعاون القائمة بين البلدان العربية والمغاربية مجرد حبر على ورق، وماتزال عديد القرارات نظرية فقط ولم تطبق بعد لأسباب معروفة وتهاون من الحكومات.   حسان مرابط