الجزائر

مدلسي يعترف أمام أعضاء مجلس الأمة ''نواجه صعوبات بسبب مواقفنا المستقلة''


 دافع وزير الخارجية، مراد مدلسي، أمس، عن أداء الدبلوماسية الجزائرية في المرحلة الحالية. واعترف بأن الجزائر تواجه مرحلة صعبة على المستوى الاستراتيجي بسبب استقلالية مواقفها.
أبلغ السيد مدلسي أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة، في جلسة استماع مغلقة نظمت لتقييم الموقف من قضايا إقليمية ودولية، أن مواقف الجزائر ثابتة وواضحة في التعامل مع الأزمات الداخلية لتونس وليبيا وسوريا على وجه الخصوص . واستدل، حسبما نقله عنه أعضاء في المجلس، في هذا الخصوص، على متانة العلاقات القائمة حاليا مع تونس وجزم بأن الجزائر لم تخطئ في تقدير الموقف من الصراع في ليبيا.. لقد كنا نتعامل مع نظام قائم، وبعد أن رحل هذا النظام نحن نتعامل مع الوضع الجديد ، قال مدلسي، ثم استدرك: فيه آثار سلبية (على العلاقات مع النظام الجديد في ليبيا) لكن ستزول مع الوقت والموقف بصدد التحسن والسلطات الجديدة في هذا البلد بدأت في تفهم الموقف الجزائري، ومن المنتظر أن يزور رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، الجزائر في الأيام المقبلة مرفوقا بوفد حكومي.
ولمح وزير الخارجية إلى أن إقامة عائلة العقيد معمر القذافي في الجزائر مؤقتة ، لكنه لم يكن جازما في هذه المسألة حسب أعضاء في المجلس. ونفى وزير الخارجية الاتهامات الموجهة للجزائر بدعم النظام السوري، وذكّر في هذا الخصوص بالمواقف الصادرة عن الخارجية بالتنديد بقتل المدنيين. ونقل عضو في المجلس عنه قوله: لسنا منحازين لهذا النظام ولسنا في الاتجاه المعاكس . وشرح وزير الخارجية لأعضاء المجلس كيف اشتغلت الجزائر في مختلف اجتماعات الجامعة العربية عند النظر في الملف السوري من خلال السعي لبلورة حل عربي للأزمة.
وأعلن، في رد على مطالب لأعضاء في مجلس الأمة بخصوص فتح قنصليات في مناطق تواجد الجالية الجزائرية بشمال مالي والنيجر، عن إمكانية فتح مثل هذه القنصليات للتكفل بحاجيات الجالية الجزائرية في هذه النواحي.
من جانب آخر، سيقوم وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، يوم 7 ديسمبر الجاري، في زيارة إلى فرنسا من أجل إجراء مشاورات مع نظيره الفرنسي، آلان جوبي. كما سيقوم مدلسي، خلال هذه الزيارة، بتقديم عرض أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، حول مسار الإصلاحات في الجزائر. ومن المنتظر أن يتناول فيها أيضا الوضع في العالم العربي وخصوصا في سوريا بالإضافة إلى الوضع في المنطقة المغاربية، ومنطقة الساحل . ويكشف العرض الذي سيقدمه مدلسي أمام الجمعية الوطنية الفرنسية، أن مسار الإصلاحات الذي بادر به الرئيس بوتفليقة هو محل تتبع بدقة من طرف شركاء الجزائر في الخارج، بالنظر إلى الوعود التي قطعتها بشأن تلبية المطالب المعبر عنها من طرف الشارع غداة أحداث جانفي الفارط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)