الجزائر

مدافع شبيبة القبائل الأسبق مولود عيبود لـ ''الخبر'' ''مخلوفي اشترط عليّ أداء الخدمة الوطنية مقابل اللّعب في المنتخب''


يبقى مولود عيبود واحدا من أبرز لاعبي شبيبة القبائل والفريق الوطني وترك بصماته في الفريق الذي بقي وفيا له وحقق معه ألقابا وطنية وقارية، حيث كان القائد فوق الميدان.  يعود بنا مولود إلى الوراء للحديث عن مشواره وبعض المواقف التي حدثت له في بدايته قبل أن يتطرق إلى الأسباب التي جعلت فريقه غير قادر على المحافظة على هيبته حالياً.
لعبت مع الفريق الأول وأنا في صنف الأشبال
في البداية قال عيبود أنه لعب في فريق واحد طيلة مشواره الكروي وهو شبيبة القبائل، حيث يتذكر أن أول ظهور له مع الفريق كان في نهاية الستينيات عندما شاركت في الدورة الكروية في بولوغين نظمتها مولودية الجزائر. حيث تلقيت استدعاء ومنحني طبيب مختص الضوء الأخضر لكي ألعب مع فريق أكابر بحكم أنني كنت ما زلت مصنّفا في الأشبال، وكان لي شرف اللعب إلى جانب أسماء كبيرة مثل كوفي، كرامني، دريش، بركاني وغيرهم. وكان مدرب فرنسي يشرف على الشبيبة في ذلك الوقت، حيث لعبت إلى غاية 1983 وكان عمري لا يتجاوز 29 سنة .
قررت الاعتزال بعد أن تزوجت ورفضت عرض برج منايل
كما برّر قائد الشبيبة في السبعينيات والثمانينيات  أسباب اتخاذه قرار اعتزال الكرة رغم أنه لم يتجاوز 29 سنة. ويقول فكّرت في دخول  القفص الذهبي، وكانت في ذهني قناعة راسخة منذ مدة طويلة وهي أنني لو فكرت في  الزواج سأتوقف عن ممارسة الكرة. وأتذكر أن إدارة شباب برج منايل بعد عام من مغادرتي للميادين، عرضت عليّ الانضمام إلى الفريق، لكن كنت صريحا معهم وقلت لهم لو فكرت في اللعب لبقيت في الشبيبة، فريقي الأول والأخير، الذي من الصعب تغييره .
المواجهات ضد مولوديتي الجزائر ووهران لا تنسى
كما عاد للحديث عن المواجهات التي تبقى في ذاكرته وقال ما زلت لم أنس مواجهة مولودية وهران في نهاية السبعينيات بنجومها الكبار، على غرار هدفي، قشرة، بلكدروسي، فريحة، حيث واجهناهم في إطار مباراة الكأس بملعب 5 جويلية وكانت قمة في الأداء والإثارة وانتهت في وقتها القانوني بنتيجة 33 قبل أن نتأهل بالركنيات، كما لا يمكن أن أنسى اللقاء ضد مولودية الجزائر في بداية الثمانينيات، رغم خسارتنا 23 لكن قدمنا مباراة كبيرة. صراحة في ذلك الوقت من الصعب الاختيار أو تصنيف المواجهات، لأنها كانت كلها تتسم بالإثارة والتنافس والفرجة لأن المستوى كان عال جدا .
الجزائر كلها كانت تحب لالماس، لكن هدفي كان عملاقا وسابقا لعصره
كما عرّج ابن تيزي وزو على اللاعب الذي كان يعجبه في ذلك الوقت، حيث كشف أنه منذ صغره كان منبهرا بفنيات وتقنيات حسن لالماس الذي كان معشوق الكرة الجزائرية. ويضيف عندما بدأت اللعب مع الشبيبة اكتشفت عملاقا آخر في السبعينيات، إنه المرحوم هدفي ميلود الذي كان بحق فنانا وأنيقا فوق الميدان وسابقا لعصره وهذا لطريقة لعبه رغم أنني كنت ألعب في نفس المنصب، لكن أعتبره واحدا من النجوم العالميين وليس قارياً فقط .
هدفي كان شهما وتوسّلت حنصال حتى لا يطرده  
ولم ينس عيبود بعض مواقف لاعب مولودية وهران المرحوم هدفي ميلود، حيث يتذكر اللقاء الودي الذي جرى بين المنتخب الجزائري ونادي باريس سان جرمان في منتصف السبعينات بوهران. وقال عيبود تعذّر على ميلود هدفي المشاركة في آخر لحظة بسبب الإصابة وعوّضته في منصبه بعد أن طلب مني ماكري المشاركة.
وما زلت أتذكر كيف أن 50 ألف متفرّج لم يتقبلوا أن لا يلعب هدفي وأنا فوق الميدان، رغم أنني قدّمت مباراة لا بأس بها. ومع ذلك كان يقابلها التصفير. وبعد نهاية اللقاء دخل هدفي إلى أرضية الميدان ورفع يديّ أمام الأنصار وطلب منهم التصفيق. ذلك التصرّف بقدر ما أثلج صدري إلا أن بدني اقشعرّ له، ومن ذلك الحين أصبحت أحظى بتقدير الأنصار كلما واجهت المولودية في وهران في ذلك  الوقت .
وواصل يقول لا أنسى حادثة طريفة وقعت لنا في مباراة بين الفريقين، حيث أشهر الحكم حنصال بطاقة حمراء في وجه هدفي وتفاجأ هذا الأخير وأنا أترجى الحكم أمام مدرجات ممتلئة وفي مقابلة صعبة على الفريقين في وهران، أن  يتراجع على إخراجه، لأنه ببساطة كان لاعبا فريدا من نوعه وذو شخصية نادرة. للأسف رحل عنا وكانت وفاته خسارة كبيرة للكرة الجزائرية .
بوسري كان يقلقني كثيرا والشبيبة لن تجد رئيسا بحجم مصطفى خالف
كما اعترف عيبود أن مهاجم مولودية الجزائر السابق، عبد السلام بوسري، كان الوحيد الذي يجد صعوبات في امتصاص تحركاته لأنه كان ذكيا وقصر قامته ساعدته على اختراق الدفاع بكل سهولة حيث كان سماُ قاتلا .
ولم ينس عيبود التذكير بالرؤساء الذين أشرفوا على شبيبة القبائل، وقال أن بن قاسي ساهم في التتويجات وترك بصماته في الفريق، لكن مصطفى خالف يبقى عملة نادرة لا تجدها بالنظر إلى المواصفات الإيجابية للرجل الذي وضع أسس بناء فريق قوي تمكّن من السيطرة بعد ذلك بالطول والعرض على منافسيه .
ضيّعت فرصة الاحتراف في باريس سان جرمان
كما كشف قائد شبيبة القبائل بأنه كان أول لاعبي جيله الذين حاولوا الاحتراف في الخارج، وكان ذلك سنة .1972 وقال مولود عيبود تلقيت عرضا من نادي ريد ستار الفرنسي، كما حاول مصطفى دحلب تحويلي في ذات الموسم إلى باريس سان جرمان، لكن رئيس الفريق مصطفى خالف رفض تسريحي، ومكثت شهرين أتدرب مع الفريقين في الوقت الذي كانت فيه الشبيبة تتدرب في بلجيكا في تربص مغلق . وأضاف أتذكر أنني تنقلت من فرنسا إلى المغرب بدون أي تمرين أو تحضير لأشارك في كأس المغرب العربي، كما لا أنسى تتويجنا بكأس الجزائر سنة 1977، حيث كانت لها ميزة خاصة بوجود المرحوم هواري بومدين حتى نتقرب منه ونتحدث إليه .
مخلوفي أوقف مسيرتي مع المنتخب الوطني مبكرا
وأكد لنا صاحب 7 بطولات وتتويجين بكأس الجزائر وكأس إفريقيا للأندية البطلة والكأس الممتازة، أن مشواره مع المنتخب الوطني الجزائري لم يعمرّ سوى سنتين، بعد أن أوقفه المدرب رشيد مخلوفي سنة .1975
وفي هذا الشأن قال عيبود مشواري مع المنتخب توقف عندما طلب مني رشيد مخلوفي أداء الخدمة الوطنية حتى أشارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط واعتذرت على أساس أنني ابن شهيد معفى من الخدمة الوطنية، وهو ما رفضه مخلوفي الذي خيرّني بين تأدية الخدمة حتى أبقى في الفريق الوطني، وهو ما رفضته رغم أنه أوقف مسيرتي مبكّرا، حيث كنت قد التحقت بالنخبة الوطنية في1971 . 
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)