الجزائر

مختصون يقيّمون حصيلة الجزائر في الألعاب الإفريقية بمابوتو براهمية يفتح النار على جيار وعلالو يطالب بالاستفاقة من المغالطات



نظمت ''الخبر'' ندوة دعت إليها مسؤولين في الاتحاديات ومختصين، لتقييم حصيلة المشاركة الجزائرية في الألعاب الإفريقية الأخيرة التي جرت في العاصمة الموزمبيقية مابوتو، في ضوء الجدل الذي أثير حول الحصيلة التي فسرت بأكثـر من سبب. وما دفع إلى تغذية الجدل هو تراجع الجزائر في الترتيب العام، بعدما حلت في المرتبة الخامسة برصيد 86 ميدالية (22 ذهبية و30 فضية  34 برونزية)، في الوقت الذي حطمت الجزائر كل الأرقام في الألعاب التي نظمت في الجزائر قبل أربعة أعوام، وحينها احتلت المركز الثاني. واختلفت النظرة حيال تقدير المشاركة الجزائرية في الألعاب، مثلما اختلفت التفسيرات والتبريرات.

 عضو مكتب اتحادية ألعاب القوى عمار براهمية
الوزير مسؤول عن مرض الرياضة الجزائرية

 وصف المدرب الوطني في ألعاب القوى، عمار براهمية، الرياضة الجزائرية بالمريضة، وحالها بالتعيس، ونتائجها المحققة في الألعاب الإفريقية الأخيرة بمابوتو بالضعيفة جدا، محمّلا مسؤولية الانحطاط لوزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيار، الذي لم يتردد في اتهامه بالتزوير واعتماد الإقصاء في حق أبطال الحركة الرياضية في بلادنا. وأكد مناجير البطل العالمي نور الدين مرسلي خلال مداخلته، بأن الوزير الحالي قام بحركة إقصاء كبيرة، مست أكبر نجوم الرياضة الجزائرية في صورة بولمرقة، فرني، حماد وغيرهم ممن لم يمنح لهم حتى حق العضوية في اللجنة الأولمبية، ووصف براهمية هذه الأخيرة بأنها صارت أشبه بمكتب في مبنى أول ماي، يأتمر بأوامر الوزير ''الوزير كسر الحركة الرياضية باعتماده التزوير في انتخابات الاتحاديات واللجنة الأولمبية لممارسة سياسة الإقصاء التي تبناها، والتي مست أكبر نجوم الرياضة الجزائرية، وهو ما ولد حالة حرب ظاهرة وأخرى خفية في جل الاتحاديات وفي كل الألعاب. وهذه السياسة مستمرة لحد الآن بما حدث خلال الألعاب الإفريقية الأخيرة، فقد تم إقصاء العديد من الرياضيين الواعدين من المشاركة، والوزارة على علم بذلك والأمثلة كثيرة''، يقول براهمية في تعليقه على حصيلة الجزائر في الألعاب الإفريقية الأخيرة، والذي أضاف ''في ألعاب الجزائر في 2007 حصدنا 70 ميدالية، الوزير ومساعدوه تحججوا أيضا بأن غياب الجزائر في ست ألعاب ساهم في تدني حصيلة بلادنا في هذه الألعاب، وهذا غير منطقي، لأن ذات الألعاب ومنها المبارزة وغيرها لم تحقق تقريبا شيئا في ألعاب الجزائر. لا يجب أن يغالط الرأي العام، وعلينا أن لا ننسى أن الحصيلة كانت أسوأ مع ذات الوزير في ألعاب المتوسط في بيسكارا''، علق براهمية الذي أبدى تخوفه مما هو آت، خاصة مع الألعاب الأولمبية 2012 حيث لا تلوح أي مؤشرات إيجابية بأن تحقق الجزائر، على الأقل، نفس الرصيد الذي عادت به من بيكين.  وشدّد براهمية في الأخير على أن الوزير الحالي فشل في مهامه، ودعا بشكل غير مباشر لرحيله مع بعض الإطارات المحسوبة عليه، وفي مقدمتهم المدير الفني لاتحادية ألعاب القوى ''بالاضافة لكل ما قلته، الوزير لا يملك أي استراتيجية عمل واضحة، لقد تراجعنا معه بـ16 سنة للوراء. النتائج غائبة، وكل المشاريع التي رفعها لا حقيقة لها على أرض الواقع، وأولها مركز تيكجدة المهمل، والذي ترعى فيه الأغنام. وأتحداه الآن أن يعيد فتح مركز سرايدي نهاية العام كما وعد''.

الأمين العام لاتحادية كرة اليد حبيب لعبان
''افتقدنا لأوراقنا والإخفاق أمام مصر ليس مخجلا''

 برّر الأمين العام لاتحادية كرة اليد، حبيب لعبان، فشل منتخب الذكور في التتويج بالميدالية الذهبية في ألعاب مابوتو الأخيرة، بغياب أبرز اللاعبين الذين يشكلون دعامة ''الخضر''. وقال إن عدم تحقيق الهدف الذي كان مسطرا يعود بالدرجة الأولى إلى عدم توفر الفريق الوطني على كامل أوراقه، بخلاف المنتخب المصري، إلا أنه لفت النظر إلى أن الألعاب الإفريقية مكّنت المدرب الوطني، صالح بوشكريو، من الوقوف على الإمكانيات الحقيقية للاعبين البدلاء، قبيل بطولة أمم إفريقيا القادمة التي ستقام شهر جانفي عام ,2012 وهي البطولة التي تعدّ مؤهلة إلى بطولة العالم وأولمبياد لندن. كما لفت الانتباه إلى أنه رغم اكتفاء المنتخب الوطني بالميدالية البرونزية في الألعاب، إلا أن الطاقم الفني قدر أن المنتخب المصري الذي أزاح ''الخضر'' من المربع الأخير لم يكن بالقوة التي كانت ستسمح له بالفوز على الفريق الوطني، في حال أن هذا الأخير أحضر كل لاعبيه الأساسيين، بمن فيهم المحترفين في هذه الدورة التي غابت عنها تونس، لانشغالها في تحضير لاعبيها للموعد القاري القادم، على حد وصفه. وقال إن الخسارة أمام منتخب مصر بفارق خمسة أهداف ليست مخجلة، مادام أن ''الخضر'' لم يلعبوا بلاعبيهم الأساسيين، على عكس منتخب ''الفراعنة'' الذي أحضر كل لاعبيه، مشيرا إلى أن أغلب لاعبي المنتخب المصري ينشطون في البطولة المحلية.
أما بخصوص منتخب الإناث، فقد أوضح لعبان أن الفريق الوطني كان يهدف إلى الصعود فوق منصة التتويج في الألعاب، إلا أن النتيجة جاءت مخالفة للتوقعات، مفسرا السبب بالظروف السيئة التي أحيطت بتحضير اللاعبات في مابوتو قبيل انطلاق المنافسة.

الملاكم السابق محمد علالو
''صدمة النتائج يجب أن تدفعنا  إلى الاستفاقة''

  انتقد الملاكم السابق، محمد علالو، الرياضة الجزائرية، وقال بخصوصها إنها مريضة، موضحا أن التتويج بميداليات في الألعاب الإفريقية أصبح يشكل مفخرة، بعدما تراجعت نتائج المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية وبطولات العالم.
وقال إن الحكم على مستوى الرياضة الجزائرية من خلال النتائج التي تسجل في الألعاب الإفريقية خطأ، ويتعيّن تصحيحه بالاعتماد على النتائج في دورات الألعاب الأولمبية وبطولات العالم. ولم يخف صاحب الميدالية البرونزية في الأولمبياد ما وصفه بالإقصاء الذي يتعرّض له المتوّجون بالميداليات في الألعاب الأولمبية، داعيا إلى إشراك هؤلاء في تأطير وتسيير الرياضة الجزائرية. كما دعا إلى فتح أكبر لقنوات الاتصال بدلا من التضييق عليها، في إشارة إلى الحوار الذي تفتقده الأسرة الرياضية في الوقت الراهن، حسبه.
وبخصوص حصيلة المشاركة الجزائرية في ألعاب مابوتو، أوضح الملاكم السابق أنه يتمنى أن تسمح الحصيلة، التي وصفها بالسلبية، باستفاقة المسؤولين من المغالطات.

رئيس اتحادية الجيدو علي بن جمعة
''لا يجب أن تكون الحصيلة سببا لتصفية الحسابات''

 قال رئيس اتحادية الجيدو، علي بن جمعة، إنه يتعيّن تجاوز الانتقادات للسماح للرياضيين بالتحضير للمواعيد القادمة بعيدا عن الضغط، وأوضح أنه برغم أن اتحاديته سجلت نتيجة تتطابق مع التوقعات (4 ذهبيات من أصل 7 ميداليات تنافسوا عليها في المنازلات النهائية)، إلا أنه يفضل الدفاع عن الحصيلة الإجمالية وليس فقط نتيجة المصارعين. وأوضح أنه لا يتعيّن أن تكون الحصيلة مصدرا لتصفية حسابات قديمة، داعيا إلى منح الاتحاديات الوقت والإمكانيات لتسجيل نتائج في مستوى التطلعات، وقال إن الإمكانيات دون الوقت الكافي لا تكفي لتسجيل نتائج والعكس صحيح.
وشدّد المتحدث على الدور الذي يقوم به رؤساء الاتحاديات وأيضا الوزارة، وقال إن الحصيلة إذا كانت إيجابية، فإن الفضل يعود إلى الجميع والعكس صحيح أيضا، مشدّدا على اعتبار أن التصفيات الحالية شهدت تغييرا بنحو أصبح التأهل إلى الأولمبياد في الجيدو صعبا للغاية، وأوضح أنه أصبح يشترط على المصارع أن يكون ضمن أفضل 14 مصارعا على الصعيد العالمي لقطع تأشيرة التأهل إلى الأولمبياد، مذكرا أن اتحاديته اضطرت إلى تشبيب المنتخب الوطني، بعدما بلغ عناصر الفريق سنا كبيرا. وقال بأنه بخلاف ما تناقلته الصحافة، فإن الرياضات الجزائرية بدأت تتألق على الصعيد العالمي، مذكرا بما وصفه بالعودة القوية للملاكمة الجزائرية.
وفي تعليقه على الإقصاء، أوضح المتحدث أنه كان ضحية الإقصاء قبل أن ينتخب رئيسا لاتحادية الجيدو وعضوا في اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الجزائرية، منتقدا الجهات التي انتقدت الحصيلة الجزائرية في مابوتو، وقال إن هذه الجهات لا يمكنها أن تتبرأ من مسؤوليتها عن الحصيلة. واعتبر أن النتائج لا يمكن أن تشكل مقياسا لتحليل مستوى الرياضة الجزائرية، قائلا إن الحصيلة لا يمكن أن تكون أكثـر من جزء من مجموعة أجزاء.

رئيس اتحادية التايكواندو محمد دايم الله
''مستوانا محدود ونتطلع للأفضل مستقبلا''

 اعترف رئيس اتحادية التايكواندو، محمد دايم الله، بفشل هيئته في تحقيق النتائج التي وعدت بها الاتحادية قبل المشاركة في الألعاب، إلا أن المتحدث ألح على اعتبار أن الفشل له ما يفسره في الواقع، موضحا أن الاتحادية راهنت على عنصر الشباب بإشراك 10 رياضيين (6 ذكور و4 إناث)، وهؤلاء يتراوح سنهم ما بين 19 و20 عاما، ملفتا النظر إلى أن الميداليتين، الذهبية والفضية، اللتين حازتهما الجزائر في الألعاب كانتا من نصيب رياضيين مغتربين، ولفت الانتباه أيضا إلى أن الاتحادية توقعت أربع ميداليات قبل الألعاب، منها ذهبيتين.
وأوضح المتحدث أن المشكلة تتمثل في ضعف التأطير، مشيرا إلى أن المنتخبات الوطنية لا تتوفر على مدربين في مستوى طموحات الاتحادية. وقال إن الاتحادية ليس لها خيار إلا الرهان على المغتربين الحاليين، كما تسعى إلى البحث عن مغتربين آخرين للاعتماد عليهم في المنافسات الدولية، في انتظار تأطير الرياضيين الحاليين للرفع من مستواهم. ولم يخف في نفس الوقت أن الاتحادية وجدت نفسها في الوقت الراهن مدعوة للاستنجاد بالخبرة الكورية.

قالوا في الندوة

-  قال لعبان إن الجزائر وضعت اللقب القاري في صدارة أولوياتها، معتبرا أن استعادة الهيمنة على اللقب القاري عام 2012 من تونس ومصر أصبح ممكنا في الوقت الراهن.
- قال علالو إن الألعاب الإفريقية كانت بمثابة نزهة بالنسبة للجزائريين، بعكس الوقت الحالي، عندما أصبح الجزائريون يجدون صعوبات في التتويج بالميداليات.
- لم يخف بن جمعة دفاعه عن الوزير واللجنة الأولمبية الجزائرية، وقال إنه لا يمكن أن يسكت عن الانتقادات التي وجهها براهمية إلى الوزير واللجنة الأولمبية.
- هاجم براهمية بشدة المدير الفني لمنتخب ألعاب القوى، وقال بأنه من غير المعقول أن يبقى هذا الأخير كل هذه السنوات في منصبه من دون أن يتم تغييره.
- قال براهمية بأن خيبة ألعاب المتوسط في بيسكارا 2009 كانت أسوأ من خيبة مابوتو 2011 لكنها مرت مرور الكرام، وذكر بأن الجزائر حصدت ميداليتين لا غير من المعدن النفيس ليس لها أي فضل في واحدة منها، لأنها جاءت بفضل حماني المغترب الذي تم الاستنجاد به من فرنسا في آخر لحظة.
- أقر المشاركون في ندوة ''الخبر'' بأن مشكل الرياضة الجزائرية لم يعد في ضعف الإمكانات المادية التي تخصصها الوزارة للاتحادات. ومع هذا، لم يتردد رئيس اتحادية التايكواندو في طلب المزيد من الدعم في المستقبل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)