الجزائر - A la une

محند أعراب!
رفضت إحدى بلديات تيزي وزو السماح لمواطن تسمية ابنه “أيلان" وهذا اسم أمازيغي قديم يعني بالعربية “الدرع" الذي يستعمل في صد النبال والسيوف في الحروب، وجاء الرفض بسبب أن الاسم ليس مدرجا ضمن الأسماء الأمازيغية المصرح بها.
الرجل ثارت ثائرته وقرر مقاضاة البلدية على ذلك مع ترك الطفل دون اسم حتى تبث المحكمة في شكواه.
هذه الحادثة ذكرتني بأحد الناشطين في الحركة البربرية أيام الثمانينيات والذي كان ينحدر من منطقة البرواقية، تم اعتقاله مع مجموعة من النشطاء المطالبين بالاعتراف بالهوية الأمازيغية بتهمة إثارة الفتنة والبلبلة.
قضى صاحبنا قرابة العام في سجنه وبعد أن خرج وجد زوجته الحامل وضعت ولدا جميلا وما إن سألها عن اسمه، أجابته فرحة.. سميته محند أعراب!
تسمّر الرجل في مكانه وهو يرى أسارير زوجته الضاحكة بطفلها وبإنجازها العظيم حينما سمت الولد ب “محند أعراب"، وفجأة ساوره الشعور بالصراخ وإسماع صوته للجميع.. يا ناس أنا سجنت قرابة عام دفاعا عن الهوية الأمازيغية وزوجتي تسمي طفلي الوحيد “محند أعراب"!
لكنه رغم الصدمة تماسك لم يصرخ ولم يفعل شيئا فقط أدرك أنه في وادٍ وزوجته في وادٍ وأدرك أن الدفاع عن قضيته يجب أن تبدأ من البيت وليس من الشارع وكان الأجدر به أن يقوم بتحسيس زوجته أولا حتى تدرك فحوى نضاله.
هذه القصة تتقاطع مع قصة الوالد الذي ترك ابنه دون اسم حتى تحكم له المحكمة ربما بعد سنوات إن حكمت لصالحه واعترفت له بحقه في تسمية ابنه وفق ما يراه مناسبا لهويته ومعتقداته وليس وفق ما تراه الدولة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)