الجزائر

محمد قمامة كبير أعيان الطوارق في تمنراست ل«البلاد": الجزائر تشهد تدفقا كبيرا للاجئين الماليين.. ولا خوف على وحدتنا الوطنية



محمد قمامة كبير أعيان الطوارق في تمنراست ل«البلاد
الإعدامات التي ينفذها الجيش المالي بحق الطوارق في الشمال يصعب تأكيدها
محمد سيدمو
يرى محمد قمامة كبير أعيان الطوارق في مدينة تمنراست، أن الأنباء الواردة من شمال مالي حول “إعدامات" ينفذها الجيش المالي بحق عناصر من القبائل التارڤية محسوبة على حركة التمرد في الشمال، يصعب تأكيدها في الوقت الحالي، غير أن وقوعها وارد جدا، نظرا للحساسيات الشديدة بين شمال مالي وجنوبه.
وأوضح قمامة، في حديث خص به “البلاد"، أمس، أن الحديث عن تطهير عرقي يمارس ضد قبائل التوارق في شمال مالي، “سابق لأوانه، حاليا، نظرا للتعتيم الإعلامي الممارس من قبل الجيش المالي والفرنسي في ميدان المعركة، والذي أدى إلى شح في المعلومات المتواترة وصعوبة فرز الصحيح منها عن الكاذب".
وأشار قمامة إلى أن الحرب قطعت أوصال المنطقة المترامية في الصحراء، والتي لم يكن يعرف أبناؤها حدودا فاصلة بين دولهم في السابق، حيث كان الطوارق يتنقلون بحرية تامة لمزاولة أنشطتهم الرعوية، وبعد إغلاق الجزائر حدودها مع مالي لضرورات أمنية تتعلق باستثناءات الحرب، أصبحت إمكانية التواصل مع قبائل الضفة الأخرى في مالي صعبا إن لم يكن مستحيلا. ولفت النائب في المجلس الشعبي الوطني، إلى أن الحرب لا يرتجى منها خير في المنطقة، وسيتضرر منها الجميع، سواء كانوا من شمال مالي أو جنوبه، متمنيا أن “لا تطول الحرب حتى لا يستمر حصد الأرواح البريئة من إخوتنا في الدم في مالي، وحتى تكفينا شر تداعياتها المتوقعة على المنطقة".
وجدد قمامة تأكيده أن “الخاسر الأكبر من حرب مالي هي الجزائر، التي تشهد حاليا تدفقا لا متناهيا للاجئين الماليين على ترابها، ومن واجبها استقبالهم ورعايتهم لأن لهم عليها حق الجوار، غير أن استمرار تدفقهم سيتسبب في معاناة مزدوجة للجزائر التي قد لا تتمكن لوحدها من إيفاء جميع متطلباتهم، وللاجئين أيضا الذين يدفعون ثمن الحرب بالتغرب عن بلادهم وديارهم" .
وألح قمامة على أن حل الأزمة المالية، لا يمكن أن يتجاوز بأي حال من الأحوال الجزائر، التي “ستظل الملاذ الأخير الذي سيلجأ إليه جميع الفرقاء الماليين بعد استنفادهم لكافة الوسائل لحسم الصراع دون جدوى، حيث تحظى الجزائر بثقة المسؤولين في باماكو، وباحترام قبائل الشمال في مالي على حد سواء".
ونفى كبير أعيان الطوارق، في السياق ذاته، أن يكون لحرب مالي، أي تداعيات على الوحدة الوطنية في الجزائر، مؤكدا أن الجزائر ستبقى واحدة موحدة بشمالها وجنوبها، وبكامل عناصرها ومكوناتها العرقية مهما اختلفت أو تباينت، “لا طوارق ولا عرب، نحن كلنا جزائريون.."
وحول رأيه في سلوك جماعة أنصار الدين التي خذلت الجزائر وأعطت الذريعة للجيش الفرنسي لبدء التدخل العسكري في مالي، قال قمامة، “أنا لا أعرف حركة أنصار الدين، أسمع عنها في الإعلام أنها انقسمت ولا أدري سبب تنصلها من اتفاق فك ارتباطها مع الجماعات الإرهابية، لكن ما أستطيع تأكيده أن القبائل العربية والتارڤية في شمال مالي، على غرار قبائل الكوغاس وغيرها، منسجمة تماما مع الطرح الجزائري، ولا يمكن أن تخون الجزائر". وبخصوص السيناريوهات المحتملة لإنهاء الصراع في مالي بعد اندلاع الحرب، شدد قمامة على أن “الحل السياسي الذي ترعاه الجزائر مازال قائما، حتى بعد اندلاع الحرب في المنطقة، لأن جميع الفرقاء في مالي لا بد أن يجتمعوا في الأخير على مائدة الحوار لإنقاذ بلادهم من خطر الانقسام الذي يتهددها".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)