الجزائر

محمد بن عبد الحق


من أجل المشايخ المعتبرين، مختلفا با لخلاق الرائقة و الأحوال الفائقة، علما و عملا و زهدا و ورعا و محبة في الله و أهله، و وقوفا مع الكتاب و السنة، يقول كل من عاشره و وزنه بالميزان الشرعي: إن جزءا من أحواله لا يخرج من الشرع.
و لد سنة سبعين و مئتين والف (1270)، و تربى في حجر والدته السيدة خديجة بنت محمد بن الخرشي، وعمته السيدة عائشة، وجدته يتيما حتى حفظ القرآن و أتقن أحكامه بقراءة السبعة و مخارج الحروف، و اشتعل بتعلم العلم.
يحفظ من المتون نحو الخمسين متنا، منها الشيخ الجليل، و بعض متن الرسالةن و العاصمية و التلمسانية، والرحبية، وجمع الجوامع في الأصول، و لعلمه نظمه أيضا، و الأجرومية و الأزهرية و القطر و الشذور و الفية و متن الجوهر المكنون فب الثلاثة الفنون و مخنصر السعد و منظوومة ابن الشحنا، ورسالة الدردير و المسرقندية في الاستعارات و السنوسية في التوحيد و الجوهرة و متن غرامي صحيح و البقونية، ومنظومة الصبان، وألفية العراقي، وفي الصرف متن البنا، ومتن لامية الأفعال و في المنطق السلم، و متن إيساغوجي، و في الوضع رسالة الوضع للعضذ، و في الحكمة المقولات العشر، و متن الخزرجية، و متن الصبان، وفي التجويد متن الجزرية، وتحفة الأطفال، والشاطبية و في المديح النبوي مان بانت سعاد، و متن البردة، ومتن الهمزية، و متن البغدادية، و منظومة البرزنجي في المولد، و دلائل الخيرات في الصلوات و غير ذلك، و من العلوم الشرعية و الفنون الأدبية الصحاح الستن وبعض تفاسير الكتاب العزيز، و القسطلاني و مختصر خليل، وشرحه للدردير، مع استحضار ما في الشروح الأخرى و حواشيها، و نظمه أوكاد، وبرع في الجميع حتى كان أوحد زمانه و فريد عصره و أوانه.
و كان يجب الخمول و يكره المحمدة و الظهور، لين الجانب صبورا غيورا على الدين، صاحب حزم و اجتهاد منذ خلق ما نطق بفحش، ولا ضبطنا عنه ساعة هو غافل فيها عن دينه و كان يحفظ في اليوم مائة بيت.
هذا و من تآليفه شرح المنظومة الأستاذ الاسمالية شرحا عظيما سماه "فوز الغنائم" و له منظومة في الجمل سماها "الزهرة المقتطفة" و شرحها بشرح سماه "القهوة المرتشقة" و حشى الشرح بحاشية سماها "الحديقة المزخرفة" و له منظومة في التوحيد و شرحها بشرح سماه "الموجز المفيد" و له شرح على منظومة في التوحيد و شرحها بشرح سماه "تحفة الإخوان" و له شرح على أرجوزة التوحيد للشيخ قاضي تلمسان الآن و فقيه المغرب الجزائري.
و صاحب الترجمة جيد النظم سهل العبارة في التعليم و التأليف، ذكي الفهم غواص في المعاني الدقيقة جبل علم مناظر محاجج نشأ في بلده و ارتحل إلى الزاوية الهامل المعمورة لثلاث و ثلاثين سنة مضت من عمره، قال الشيخ، محمد بن السيد الحاج محمد في ترجمة الأستاذ: و قد علمنا و أفادنا و مالنا مورد سواه في نعلمنا، أما نظمه، فانظر طرفا منه في ترجمة شيخنا الأستاذ سيدي محمد بن أبي القاسم و له معناه أدبيات كثيرة اهـ.
يقول جامع هذا الكتاب: و أما نثره الكثير فمنه رسالة أجابني بها عن مسائل كنت محتاجا إليها، بل الجواب عنها مطلوب مني لاحتياج الطالب إليها، وهو العلامة السيد ارنو الترجمان الأكبر بالولاية الجزائرية العامة سايقا في ترجمة تصوف كتا "سعود المطالع" إلى الفرنسوية، و قد ترجمه و طبعه بالعربية و الفرنسوية في تاريخ الرسالة المذكورة هنا.
نصها:
إذا أمر على رق أنامله
أقر بالرق كتاب الأنام له
أوحد الفضلاء و أفضل النبلاء، ناظم عقود الجمان و ناثر قلائد العقيان، الذي قل أن يكون له في فضله مساو، العلامة الفاضل المحقق و لدنا السيد الحفناوي لازلت محفوفا بالرعاية ملحوظا بعين العناية، وسائر محابك و من ينتمي إلى كريم أعتابك، عليكم أتم السلام مع مزيد الإكرام و الإنعام، أما بعد: فإن تتكرم بالسؤال عن أحوالنا فإننا نحمد الله و نشكره، وقد تشرفنا بجوابك المفصح عن الصفاء و دادك، المثمر لكمال محبتك و حسن اعتقادك، أدام الله بهجتك، وحرس من كل مكروه مهجتك، وقد التمست مني تراجم بعض الأعيان فاعلم أن بعض من ذكرت لم اسمع به فضلا عن أن أعرف له خبرا، ماعدا اثنين فقد وجدتهما في "كشف الظنون" و هما الفرغاني و الناصر اللقاني، إلا أنه يؤر خوفاة الناصر على عادته في بعض المواضع منه، و لعل الناسخ أسقطه سهوا.
قلت: و الشيخ الناصر اللقاني كان من المعاصرين لسيدي عبد الوهاب الشعراني المتوفى سنة ثلاث و سبعين و تسع مئة، وقد أثنى عليهفي مواضع من كتابه "المنن الكبرى" و نص "كشف الظنون" باختصار في الفرغاني شارح تائية ابن الفارض، هو السيد محمد بن أحمد الفرغاني المتوفى في الحدود سنة سبع مئة، و هو الشارح الأول لها، حكي أن الشيخ صدر الدين القوني عرض لشيخه محي الدين بن عربي في شرحها فقال للصدر لهذه العروس بعل من أولادك، فشرحها الفرغاني و التلمساني، و كلاهما من تلاميذه، و حكى أن الفرغاني قرأها أولا على جلال الدين الرومي المولوي، ثم شرحها فارسيا ثم عربيا و سماه "منتهى المدارك" و هو كبير أورد في أوله مقدمة في أحوال السلوك: الحمد الله القديم الذي تعزز إلى آخلاه انتهى.
و ذكر أن للناصر حاشية على شرح المحلي لجمع الجوامع و نصه: الشيخ ناصر الدين أبو عبد الله محمد المالكي اللقاني انتهى.
قلت: و له الحاشية على "التصريح" ذكرها الشيخ يسن أول حاشيته، وشرح على مختصر خليل سماه "تيسير الملك الجليل في جمع شروح و حواشي خليل" رايت منه شرح الخطبة، وهو عجيب مشتمل على فوائد من علوم شتى، وقد وضع على شرحه على الخطبة العلامة الأجهوري شرحا حافلا في مجلد ضخم، و للشيخ عبد الباقي تعليق عليه، و له حاشية على توضيح الشيخ خليل على مختصر ابن الحاجب الفرعي، لم أرها و لكن أجد العزو لها في الدسوقي و غيره.
هذا ما حضرني في الوقت، والله أعلم، و يسلم عليك كثيرا الشيخ محمد ابن الحاج محمد. انتهى من إملاء الستاذ سيدي محمد بن عبد الرحمن، كان الله له وليا و نضيرا آمين بتاريخ 2 ذي القعدة الحرام سنة 1305.
و من إنشائه في رسالة بعثها لي ما نصه: إنكم سألتموني عن وفيات بعض المشاهير ناحيتنا ممن له شيء يذكر به، كتصنيف كتاب أو إنشاء رسالة أو نحوها فاعملوا أن أهل ناحيتنا من أهل البادية و من حكمهم من القرى الصغيرة لهم طلب في الفنون الأدبية، من نحو و بيان و لغة و غيرها مما به الاقتدار على النظم و النثر لتصنيف كتاب و ابتكار رسالة و اتساع في المعارف و العلوم، ولكن لا اعتناء لهم بتقييد المآثر و الوفيات كما هو ظاهر لمن استقرأ أحوالهم، بل غاية ما يذكرون به و يمدحون هو العفاف و التقوى و الورع و العبادة، وغالب علومهم العلوم الدينية من عقائد و أحكام عبادة و معاملات، ولهم في التحصيل الكافي للإقتدار على التأليف ما لأهل المدن كالجزائر و قسنطينة و تلمسان و بلاد زواوة، فإنها ملحقة بالمدن مع ما كان عليه الحال قبل هذا العصر من الهرج و الفتن و شن الغارات و السلب و النهب، و ما يتبع ذلك من مكدرات الراحة العامة، مما تنمو به المعارف و تتسع، حيث توفر العمران و مد رواق العافية و بسط العدل و الأمن إذا تمهد هذا فلنذكر لكم بعضا على سبيل التمثيل و الاختصار، إذ لم تطلع على من له تصانيف في الصحراء الغربية منا إلا الشيخ سيدي عبد الرحمن بن الصغير الخضري دفين الزاب المتوفى في حدود خمسين و تسع مئة، و تصانيفه مشهورة.منتفع بها "الجواهر المكنون" و شرحه في المعاني و البيان و البديع و منها "السلم المرونق في علم المنطق" و شرحه، و منها "الدرة البيضاء" في الحساب و الفرائض و شرحها، ومنها "السراج في علم الفلك، وله غير ذلك، قبل: إن تصانيفه تزيد على العشرين و من أهل الصحراء الشي خليفة بن حسن الغماري السوفي، فقد نظم مختصر خليل نظما عجيبا، وهو مطبوع، و هو من أهل أوائل القرن الثالث عشر الهجري.
و ام المشاهير ممن له أو ليس له تآليف فمنهم: الشيخ سيدي محمد بن عزوز شيخ زاوية البرج من قرى الزاب، له أتباع كثيرة و مقاديم، توفي سنة 1233، و منهم الشيخ سيدي علي بن عمرو شيخ الزاوية طولقة من قرى الزاب أيضا، له أتباع و طلبة و مقاديم، توفي في حدود 1260، ومنهم الشيخ سيدي عبد الحفيظ شيخ الزاوية الحنفة، له عدة رسائل و منظومات في علوم الطريقة، و له أتباع و طلبة و مقاديم ، توفي في حدود سنة 1270، تقريبا و منهم الشيخ سيدي المختار شيخ الزاوية أولاد جلال، له أتباع و طلبة و مقاديم توفي في سنة 1276 و منهم الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم شيخ زاوية الهاملن له عدة رسائل و أجوبة مسائل سئل عنها، درس و افاد، وله اتباع و مقاديم توفي في سنة 1315، و منهم بدائرة الجلفة سيدي الشريف بن الأحرش، كان عالما و درس و افاد و له طلبة أتباع و توفي سنة 1272، ومنهم السيد أحمد بن الأخضر، والسيد الطيب بن الأخضرن والسيد المولود بن الأخضر من شرفاء الهامل، وتلامذه الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم كل منهم درس و افاد و حصل منهم غاية الانتفاع، و وفاتهم سنة 1311، و منهم السيد محمد الصديق بن أحمد بن سليمان الديسي، درس و أفاد و توفي سنة 1306 و منهم سيدي الشبخ ابن أبي القاسم بن الصغير الديسي درس و افاد و توفي سنة 1311 و كلاهما من أولاد سيدي إبراهيم الغول و منهم السيد محمد بن علي بن شبيرة من شرفاء مدينة أبي سعادة و أخوه السيد أحمد ابن علي بن شبيرة، كل منهما درس و أفاد، وتوفيا في حدود سنة 1270، و منهم السيد محمد بن عبد القادر من شرفاء أبي سعادة، درس و أفاد و توفي سنة 1300، و منهم السيد الطيب بن محمد من شرفائها أيضا درس و أفاد و توفي سنة 1319 اهـ.
و خاطبني برسالة أخرى نصها:
العلامة العارف الجم العوارف و المعارف ابننا الشيخ الحفناوي ابن الشيخ البركة و لي نعمتي سيدي الشيخ البركة و لي نعمتي سيدي الشيخ بن أبي القاسم، أشهد الله العظيم العزيز أنك لدينا لمكين عزيز، فحيا أحبك محبة الوالد البررة الأولاد، وأدعوا لك بخير الدارين من صميم الفؤاد، فحي الله تلك الطلعة البهية أبرك و أطيب و أزكى تحية، أما بعد: فقد وصلني الجواب، ففرحت به فرح الممحل بقطر السحاب حرس الله كمالك و أنجح آمالك.
هذا و إجمال المقال على بعض ما تضمنه السؤال إن السر في جواز كشف المرآة الغير المحشية الفتنة و جهها و كفها شمول عمومات نصوص إباحة أنواع المعاملات لها، لأنهن شقائق الرجال فبإباحة التزوج يجوز للخطاب نظر وجهها و كفها فقط، ليستدل بهما، و لأنها كالبائعة، و الزوج كالمشتري، و لذا قال خليل: الصداق كالثمن، و يجوز لها البيع و الشراء و الإجارة لضرورياتها إن لم تجد كافيا، قال خليل آخر فصل المفقود في شأن المعتدة: "ولها الخروج في حوائجها طرق النهار" و قد تشطر المرأة أيضا للشهادة لها أو عليها، كما أنها تجوز شهادتها في المال أو ما يؤول له، و في ما لم يطلع عليه غيرهن قال خليل في باب الشهادة: "ولا على من لا يعرف إلا على عينه، وليسجل من زعمت أنها ابنة فلان، و لا على منتقبه للتعين للأداءن وإن قالوا أشهدتنا منتقبة، و كذلك نعرفها، قلدوا و عليهم إخراجها إن قيل لهم عيونها" فلو كلفت بستر جميع بدنها في نحو بدنها في نحو هذه الأبواب حصل الاشتباه و التبس الحال و فات المراد و انتشر الفساد.
و أما دليل و جوب ستر الوجه و الكهف من الخشية فعموم أدلة تحريم الفاحشة إذا الوسيلة لها حكم مقصدها، و أما حصر الأمور التي يحكم فيها بالمعروف و أمثلها فتظهر من تتبع المتون الفقهية كالمختصر و التحفه و نحوهما، قال في المختصر في بحث مخصصات عمومات الإيمان عاطفا على قوله: و خصصت نية الحالف، ثم بساط يمينه، ثم عرف قولي الخ و قال في فضل تنازع الزوجين عبد الوهاب إلا أن يكون بكتاب و إسماعيل بأن لا يتأخر عن البناء عارفا، وقال في باب الإجازة: "و استرضاع و العرف فيه كغسل خرقة" و قال بعده في الباب أيضا: و لا يلزمه رعي الولد إلا لعرف، وعمل به في الخيط و نقش الرحا و آلة بناء الخ و عد من ذلك جملة، وقال في باب الهبة، وصدق واهب فيه إن لم يشهد رعف بضده اهـ و هذا أنموذج و التتبع يطول، وقال في "تحفة الحكام" في فضل اختلاف الزوجين في القبض:
و هو لها فيما ادى من بعد أن
بنى بها و العرف رعيه حسن
و قال بعده في فصل ما يهديه الزوج:
و إن يك الإرسال للثواب
شاهده العرف بلا ارتياب
و أما فتاوى السنوسي فلم أسمع بها و لم اقف عليها إلا في الكتابين الذين ذكرت، و أما ترجمة الفقير فالرأي أن تكلف بها |أحد الشابين النجيبين الصديقي أو ابن السنوسي و الإنشاء المطلوب متعذر مني الآن لضعف القلب حسا و معنى، فاعفني منه عفاء الله، ونظم الورقات بشرحه قد كلفت من ينسخه لكم، و عما قريب يصلكم إن شاء الله تعالى، ودمتم كما رمتم، والسلام من إملاء الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن.
وله مقامه في المناظرة بين العلم و الجهل كأنه مملاة عليه من فم الحقيقة، أتى فيها على لسان العلم و أهله و لسان الجهل و ذويه بما لهما و عليهما على الخصال و الصفات و كلها فوائد تاريخية و نظائف علمية و إشارات إلى حوادث عظمى، تتميز بها الممالك و الأجيال في الماضي و الحال، ومع هذا ورقات قليلة يمر عليها الذكي في ساعة أو أقل أو لها:
بعد حمد ملهم الصواب و كاشف الأوصاب، و الصلاة الكاملة المتواصلة و الشاملة على سيدنا و مولانا محمد و آله و صحبه، و الفئة العالمة العاملة فقد اقتضى الحال أن يقع بين العلم و الجهل مناظرة و جدال، فاجتمع قوم، و عينوا لذلك يوم فقام العلم و الجهل مناظرة و جدال، فاجتمع قوم، وعينوا لذلك يوم فقام العلم و قد شاخ و أسن و أدركه الضعف و الرهن، بادي الإعواز، يتوكأ على عكاز، فر رئة حال و أطمار و أسمال، فبسمل و حمدل و حسبل و حوقل و صلى و سلم على خير من علم فعلم، وقال: يا جهل: ما أنت لخطابي بأهل إلى أن قال بعد صفحات على لسان الجهل يخاطب العلم: يا قليل الجدوى، يا داعية الكبر و الدعوى، أتفخر ببنيك الشعب الغبر، الذين ليس لهم عند أهل الدنيا اعتبار و لا قدر، إن خطبوا ردوا عد الناس فما عدوا و إن غابوا فما فقدوا، وإن حضروا فكأنهم ما وجدوا، مالهم شارة، ولا إليهم إشارة الخ.
و قد طبعت هذه المقامة في تونس بمطبعة بيكار و شركائه في نهج الجزيرة، طبعا يحتاج إلى تصحيح كثير.
و لما بعث له الجزء الأول من هذا التعريف قرظه يقول:
نحمد اللهم يا من جعل العلم حلية الأرار و قنية المهتدين الأخيار و نصلي و نسلم على سيدنا محمد الرحمة المهداة و على آله و أصحابه الأئمة الهداة، أما بعد: فإن العلم من أفضل الذخائر و أشرف ما يتنافس في خدمته أفاضل الأوائل و الأواخر، وهو لعمري الأسى المواهب و أعلى المفاخر و المناقب، فالعلماء و أعيانهم مفقودة و أثارهم على صفحات الدهر موجودة و إن من أطراف فنونه و ألطف أغراضه و عيونه فن التاريخ الجليل المعظم في كل أمة و قبيل الذي لا لولاه ما عرفت سير الملوك و العظماء و لا حفظت تراجم العلماء و الحكماء، و إن من أبدع مصنفاته و أحسنها و أجل مؤلفاته و أتقنها، السفر المسمى "بتعريف الخلف برجال السلف" الذي حرره العلامة المحقق بلا مدافع و الجهبذ المدقق بلا منازع، فريد عصره السيد الحفناوي بن الشيخ حفظه الله تعالى و أسعد أحواله و أنجح فيما يرجوه في الدارين آماله فإنه كتاب جليل الموضوع أحيا به مجد علماء القطر، و أبان عن مآثرهم و مالهم من الجميل الذكر و قد قلت أبياتا في مدح المؤلف و تأليفه، متضمنه لتاريخه حسب الاستطاعة فإن الإتفاق بمقدار البضاعة:
حبــــذا عقد جمان و درر
صـاغة الحبر الجليل المعتبر
مفرد العصــر الهمام المرتضـى
ما جد الآباء محمود السير
إن وشى طرسـا فحدث ما تشا
عـن بيان و معان كالغرر
لو ذعي ذو مـــــزايا جمة
فارس التحرير غواص الفكر
ذلك الحفني نبراس الــــدجا
في عـلاة صدق الخبر الخبر
وكفانا شاهدا إبــــــرازه
تحفة في العصر تسبي من نظر
ضمنها تعريفه بالعلــــما
من رجال ذكرهم يجلي الكــدر
جملوا الغرب و أعلوا قــدره
و هم للـــغرب نعم المفـتخر
خدموا العلم فما أسعــدهم
ظفروا بالفـــوز في أعلى مقر
زينت أسماؤهم مدرســـة
بجواز الثعلبي القطــــب الأبر
روضة العلم و مغنى الفضـلا
سوف يحي في حماها ما انــدثر
يا له سفرا غدا تاريخـــه
جل للتعريف معنى قـــد بهر
33 820 161 104 207
سنة 1325

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)