الجزائر

محللون يبرزون وجود أداء جديد ويؤكدون: نتوجه نحو بناء عملية سياسية نظيفة


اعتبر خبراء ومحللون، أمس، أن بروز المستقلين في الانتخابات المحلية يدل على أن هناك أداء جديدا على مستوى العمل السياسي في الجزائر وأن هناك تطلعات للعب دور كبير مستقبلا من قبل الشباب خاصة حاملي الشهادات وأبرزوا التوجه لبناء لعبة سياسية نظيفة ستجعل من المواطنين ذوي الكفاءات يحملون الراية مستقبلا.واعتبر المحلل السياسي، الدكتور عبد القادر سوفي في تصريح للنصر، أمس، أن النتائج التي أفرزتها الانتخابات المحلية ، تؤكد مرة أخرى أن الخارطة السياسية لم تتغير كثيرا مقارنة بالخارطة التي أفرزتها التشريعيات الماضية، لكن تؤكد عودة الأحزاب التقليدية إلى مكانتها وعلى الأقل استرجاع الوعاء الانتخابي بحكم أنها استطاعت أن تدفع بدماء جديدة وهي دماء شبانية وذات كفاءة وهذا الذي أعاد الثقة التي كانت منقوصة -كما أضاف - خاصة أن هذه الأحزاب تخلصت من أهم العناصر التي كانت تشوش عليها ، سواء العناصر التي سميت بالعناصر الفاسدة أو تخلصها من المال الفاسد الذي عكر صفو الحياة السياسية داخل هذه الأحزاب.
كما أشار إلى أن هناك كتلة كبيرة لا يستهان بها وهي كتلة الأحرار وهي كتلة هجينة جمعت بين كل أطياف التوجهات داخل المجتمع الجزائري ، معتبرا أن هذه الخارطة الحالية سوف تعرف تغيرات مستقبلية بناء على تفكك جبهة الأحرار واندماجها داخل الأحزاب السياسية المؤثرة .
ومن جانب أخر اعتبر المحلل السياسي، أن نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية تؤكد على أن المواطنين شاركوا بأعداد معتبرة ، إذا ما علمنا أن الكتلة الصامتة تمثل عالميا 40 إلى 50 بالمئة وهذا يمثل أرقاما مقبولة بالنسبة للانتخابات.
وأضاف أن ما يؤكد هذا الطرح هو وجود الكفاءات الشبانية بقوة حيث شاهدنا عينات على مستوى بعض المراكز الانتخابية أين كان تواجد لافت للناخبين الشبان ، مضيفا أن الديناميكية الشبانية كانت كبيرة وهناك تطلعات للعب دور كبير مستقبلا من قبل الشباب خاصة لحاملي الشهادات .
ومن جهة أخرى، ما أفرزته هذه الانتخابات هو تراجع كبير بالنسبة للأطراف الفاسدة وللمال الفاسد، رغم تواجد بعض الشوائب وبعض الأطراف التي تحاول أن تبقى في المشهد السياسي، إلا أننا نقول أن هذه المرحلة تؤكد على أن التوجه هو في الطريق الصحيح لبناء لعبة سياسية نظيفة، ستجعل من المواطنين ذوي الكفاءات يحملون الراية مستقبلا ، مؤكدا أن الانتخابات المحلية ، هي أخر عملية لاستكمال جسد الدولة والتي تؤهل إلى المرحلة المباشرة لإعادة النظر في القوانين وإعطاء أكثر صلاحيات أو توسيع صلاحيات المجالس المحلية تناسبا مع المسؤوليات .
كما أبرز الدكتور عبد القادر سوفي، وجود نية صادقة بالنسبة للدولة ، أنها تعطي صلاحيات لممثلي المواطنين أن يلعبوا دورا كبيرا من خلال الديمقراطية التشاركية .
وأضاف أننا انتهينا اليوم من مرحلة حاسمة ومهمة في إعادة بناء مؤسسات الدولة والمضي قدما في تحقيق الاستراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى .
ومن جانبه، أوضح المحلل السياسي الدكتور فاتح خننو في تصريح للنصر، أمس، أن أحزاب الأفلان والأرندي والمستقبل والأحزاب الإسلامية الأخرى ، حافظت على أوعيتها الانتخابية التقليدية ، لأن لديها خبرة في التنظيم والوصول إلى الجماهير واستمالة الأصوات .
وأضاف أن أوعيتها التقليدية هي التي أوصلتها إلى النسبة التي تحصلت عليها كما أشار أيضا إلى بروز المستقلين، كما كان الأمر خلال التشريعات الماضية واعتبر أن تحقيق المستقلين لهذه النتيجة ودون مساندة حزبية يدل على أن هناك أداء جديد على مستوى العمل السياسي في الجزائر بإتاحة الفرصة للمستقلين الذي تشكلوا من خلال الشباب وهذا يدل على أن هناك تغير في المشهد الانتخابي والحزبي في الجزائر وهذا جاء كنتيجة للضمانات المقدمة من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ومن قبل الدولة في إطار الشفافية والنزاهة وحياد الإدارة .
من جانب آخر ، اعتبر أن نسبة المشاركة في المحليات مقبولة، وقد ارتفعت مقارنة بالمواعيد الانتخابية السابقة وقد كانت متوقعة، لأن الانتخابات المحلية هي الأقرب إلى المواطن وبالتالي زاد اهتمامه بها، كما أن هذه النسبة هي رد على المشككين في المسار الديمقراطي في الجزائر، وأضاف أن هناك تطور مستمر في نسب المشاركة منذ الاستفتاء على الدستور مرورا بالانتخابات التشريعية ووصولا إلى المحليات والتي تعتبر آخر محطة في البناء المؤسساتي، حيث أن هنالك تطور مستمر وهذا يعبر على أننا نتعامل مع تجربة تنضج شيئا فشيئا ومع تمرين ديمقراطي ومع بناء ديمقراطي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)