الجزائر

محاولة انتحار جماعية تهز القبة


شهد حي القبة القديمة، بالقبة في الجزائر العاصمة، صبيحة أمس حالة استنفار قصوى، وهذا بسبب الأعداد الكبيرة لأعوان مكافحة الشغب والأمن الذين أتوا لتنفيذ قرار بالطرد في حق أكثر من 10 عائلات قاطنة بالبيوت القصديرية، وقد قوبل تنفيذ هذا القرار بعملية رفض واحتجاج واسعة من طرف السكان مع تسجيل عدة محاولات انتحار حرقا من طرف الشباب·أقدم العديد من الشباب الغاضب على عدة محاولات الانتحار من خلال الحرق آو جرح مناطق حساسة من أجسادهم بوسائل حادة احتجاجا منهم على استعمال القوة من اجل طردهم من مساكنهم التي يقطنون بها منذ فترة طويلة، إذ كان الظلم دافعهم لرفض تنفيذ القرار الذي ابلغوا به في آخر لحظة من نهار الثلاثاء، في حين أنهم كانوا غاضبين على المحضرة القضائية التي لم تبلغهم بالقرار رغم امتلاكها له منذ 27 سبتمبر، إذ في هذه الحالة سيكون لهم الوقت لإعداد أنفسهم نفسيا وماديا من خلال جمع أغراضهم، إلا ان المحضرة من جهتها تؤكد ان قرار الطرد هذا هو الثاني كن نوعه والذي يصدر في حق هذه العائلات التي تقوم في كل مرة بالطعن في القرارات الصادرة من المحكمة، فالقرار الأول لم يمضي عليه أكثر من شهر، كما تؤكد نفس المتحدثة ان السكان استفادوا من سكنات منحت لهم من طرف بلدية القبة بالتنسيق مع الولاية· وفي المقابل يقول ممثل السكان ان السكنات لم تمنح لكل العائلات، في حين ان عدد الأسر الساكنة في هذا الحي القصديري تبلغ حوالي 10 عائلات اغلب أفرادها أطفال وشباب الذين ملأت صرخاتهم الحي عند محاولة اقتحام أعوان الأمن للمكان لتنفيذ قرار الطرد، وحسب احد السكان المحتجين فان السكنات كانت عبارة عن شقق ذات غرفتين في كل من تيبازة وعين نعجة، فحسبهم فان السلطات المحلية لم تراعي عدد أفراد الأسرة في هذا التوزيع، فهذه العائلات القاطنة بهذه البيوت منذ1970 مطلبها الوحيد هو ان تستفيد كل العائلات من سكنات مناسبة لعدد أفرادها· وللعلم، فان هذه القضية تعود خيوطها إلى أكثر من خمس سنوات، وتتشعب خلفياتها بين السكان والولاية والبلدية، حيث يقع هذا الحي التابع أرضيته إلى البلدية والتي ترغب في استعماله كمساحة عمومية وحظيرة لحافلات نقل الطلبة، بما أنها مجاورة إلى مشروع انجاز المدرسة العليا، ورغم كل هذه القارات الصادرة في حقهم لم يفقد السكان الأمل في تأجيل تنفيذ القرار، حيث عمد محاميهم إلى التوجه لوكيل الجمهورية على مستوى المحكمة الإدارية ببئر مراد رايس، من اجل الحصول على تأجيل إلا ان الأمر لن يفلح، فالسكان رغم احتجاجهم الواسع وصرخاتهم الموجه من وراء قضبان الباب الحديدي للحي القصديري في وجه أعوان الأمن وكل السلطات المحلية المتواجدة بعين المكان كمدير النقل الذي كان وجوده لضمان وسائل النقل للسكان كالحافلات والشاحنات، في حين غاب ممثلو البلدية والدائرة عن هذه العملية التي أسفرت في الأخير عن تمكن أعوان الأمن من الدخول إلى حي القصديري الذي قاوم سكانه طيلة يوم كامل، إلا أنهم اجبروا في التخير إلى الرضوخ إلى الأمر الواقع وجمع أغراضهم للانتقال إلى الشقق التي لم يستفد منها كل السكان·
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)