الجزائر

محاكمة أحد المتورطين تكشف: 450 مليون سنتيم لرعاة الإبل والمهربين مقابل اختطاف السياح الأجانب في الصحراء



محاكمة أحد المتورطين تكشف: 450 مليون سنتيم لرعاة الإبل والمهربين مقابل اختطاف السياح الأجانب في الصحراء
أظهر ملف أحد المنتمين إلى قبيلة "أقروفه" بأقصى جنوب ولاية تمنراست، أن تنظيم القاعدة بدول الساحل اعتمد على استراتيجية جديدة تتمثل في تجنيد بعض سكان المنطقة والمهربين ورعاة الإبل لتنفيذ عمليات اختطاف السياح الذين يتوافدون على منطقة الأهڤار للاستجمام والاستمتاع بحضارة الطاسيلي مقابل مبلغ 450 مليون سنتيم تدفع للذي يستطيع اختطاف سائح واحد، كما كشف ملف المتهم تورط مرشدين سياحيين من الوكالات المحلية مع الجماعات الإرهابية في إعطائهم المواعيد التي يغادر فيها السياح الأجانب مقر الوكالة إلى الصحراء، حيث واجه نهاية الأسبوع المنصرم "أ. محمد" المدعو "قدادة" الذي أدانته المحكمة ب5 سنوات سجنا نافذا عن جناية الانتماء إلى جماعة إرهابية غرضها يستهدف بث الرعب وخلق جو انعدام الأمن من خلال الاعتداء المعنوي والجسدي على الأشخاص وتعريض حياتهم للخطر مع امتداد نشاط الجماعة إلى الخارج.وتبين من حيثيات المحاكمة أن تنظيم القاعدة حاول ضرب دول الساحل من خلال الجماعات الإرهابية الناشطة بالمالي التي قامت باستغلال المهربين في الجنوب الجزائري في تجنيد سكان المنطقة، خاصة رعاة الإبل الذين يعبرون الحدود الجزائرية المالية والنيجيرية بدون تأشيرة والمرشدين السياحيين في عملية اختطاف الأجانب الذين يقصدون الصحراء الجزائرية للسياحة وهذا مقابل مبلغ 450 مليون سنتيم ليتم تسليمهم إلى الجماعات الإرهابية بالمالي والنيجر التي تطالب بفدية من البلدان التي ينتمون إليها.
وقد تم فك خيوط هذه القضية بعدما سلمت السلطات الليبية نظيرتها الجزائرية المتهم "قدادة" مطلع ديسمبر 2010، بعد أن ألقي القبض عليه بطرابلس وهو يحمل بطاقة فلاحية مزورة كان قد سلمها له أحد الطوارق الليبيين، حيث تم التحقيق معه من طرف الجهات المختصة بليبيا حول الاشتباه في انتمائه إلى أحد التنظيمات الإرهابية وتم تحويله إلى الجزائر، لتنطلق التحريات، التي أظهرت المخطط الجديدة للجماعات الإرهابية الناشطة بدول الساحل، والمتمثل في تجنيد رعاة الإبل مقابل مبالغ معتبرة، حيث صرح المتهم أنه التقى المسمى "ب. عبد الله" المعروف بكنية "شمانو"، هذا الأخير كانت له علاقات وطيدة مع الجماعات الإرهابية عنه طريق ابن عمه المسمى "ب. محمد" أحد طوارق منطقة خليل بمالي، حيث عرض عليه فكرة اختطاف السياح الأجانب مقابل مبلغ 450 مليون عن كل سائح بعد أن يقوما بتسليم المختطفين إلى ابن عمه، الذي يقوم ببيعهم إلى الجماعات الإرهابية.
المختطفون خيموا في منطقة "فوقارت النص" بتمنراست قبل الالتقاء بعرب "الخليل" بمالي
وتبين من الملف أن المتهم التقى بكل من المدعوين "س. عبد الحكيم" و«ب. عبد الله" و«ه. عبد الله" لرسم خطة دقيقة لتنفيذ عملية الاختطاف، أين أسندت عملية الترصد للمدعو عبد الحكيم، فيما تكلف المكنى شمانو بإحضار السيارات الرباعية الدفع لنقل المختطفين إلى المالي، بينما تكفل "ه. عبد الله" بإحضار بنادق آلية من نوع كلاشنكوف، حيث تنقل المدعو قدادة رفقة أربعة أشخاص من عرب مالي لا يعرف هويتهم على متن سيارتين من نوع طويوطا عبر الصحراء إلى منطقة "فوقارت النص" بتمنراست، حيث خيموا تلك الليلة واتصل المتهم رفقة المدعو شمانو بالمسمى"ب. محمد" لأجل الالتقاء في منطقة الخليل بمالي، وكانوا ينتظرون اتصالا من المسمى "سواغين" المرشد السياحي الذي أخبرهم بقدوم السياح، إلا أنه في تلك الأثناء شاهدوا طائرة من نوع هيليكوبتر تحوم حول المنطقة وهناك بادرتهم شكوك أن عناصر الأمن تراقبهم فقرروا العودة إلى منطقة الخليل بالمالي، في حين قرر المتهم الرئيسي الهروب إلى ليبيا، حيث قطع الحدود مع مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين مشيا إلى أن وصل منطقة "سبهة" الليبيبة وهناك التقى بالمدعو "عصمان شمنهاس" أحد طوارق ليبيا وطلب منه مساعدته من أجل الحصول على وثائق للعمل هناك، هذا الأخير سلمه بطاقة فلاحية مزورة تابعة لأحد طوارق ليبيا ووضع صورته عليها، حيث بقي يعمل هناك في محجرة، إلى أن تم إلقاء القبض عليه من طرف الأمن الليبي وقد تم التحقيق معه بعد 48 يوما حول علاقته بالجماعات الإرهابية وبتاريخ 21 نوفمبر من سنة 2010 تم ترحيله إلى الجزائر ليتم تسليمه إلى العدالة.
وهي التصريحات التي فندها أمس، المتهم، مؤكدا أنه يعمل كراعي إبل وأنه توجه إلى ليبيا من أجل العمل وتحسين أوضاعه المالية وأنه ليس له أي علاقة من المنظمات الإرهابية بدول الساحل، في حين واجهه ممثل النيابة بحكم قضائي صدر ضده من طرف محكمة تمنراست، على خلفية تسهيله عملية حرڤة بعض الأفارقة عن طريق مدينة برج باجي مختار.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)