الجزائر

مجتمع... مدان مسبقا



 الجميع يعرف بأن رئيس الجمهورية قرر عدم فتح قنوات تلفزيونية. ونعيش منذ سنوات غلقا إعلاميا محكما. والموضوع لن يحله وزير أو حكومة، أو تحالف أحزاب... عندما يقرر الرئيس فتح المجال، ستظهر نظريات المجال المتعدد. وعندما يقرر بأن الوقت حان لفتح اليتيمة أمام الحصص السياسية، سيطلع علينا من يبلغنا بأن الناس نضجت ويمكن لها الحديث عبر التلفزة.لكن إلى غاية اليوم تدل المؤشرات بأن الموضوع مؤجل. وآخر تأكيد جاء على لسان وزير الاتصال. فلا حصص سياسية ولا هم يحزنون. وما سيأتي عام 2011، لن يخرج عن إطار ما سبقه. حصص بالطلب، وفي اتجاه محدد. وإذا عدنا إلى الأسباب والمبررات فهي عديدة.ومع ذلك، لو نأخذ بنظرية الحكومة حول الغلق الإعلامي ، وحاولنا تحليل مواقفها وفهم سلوكها، لوجدنا بأن مجموع ما تقدمه من مبررات تقوم هي بنفسها بإسقاطه. وعلى سبيل المثال، يحمّل وزير الاتصال الأحزاب مسؤولية الانحراف والضعف. ليكن ذلك، فما هو البديل، وكيف نرتفع بالمستوى، ألا يوجد عند الحكومة من وسائل وحلول غير الغلق والنفي والرفض؟ولنفترض بصحة طرح الوزير، لماذا لا تتفتح التلفزة على حصص سياسية لأحزاب التحالف، والمنظمات الموالية. لتناقش وتطرح قضايا الساعة. أو نتمكن من متابعة تطورات التصحيح داخل الأفالان... أي حصص ينشطها أطراف لا يمكن لهم الانحراف عن الخط الافتتاحي للسلطة. أليس في أحزاب التحالف من له من المستوى والنضج ما يؤهله ليتجاوب مع دفتر الشروط ؟لقد منعت الحصص عن نخبة البلد، وهم يقومون بحركات احتجاجية ذات طابع مهني. وتعرضت حركات نقابات التعليم، بكل مستوياته، إلى التعتيم. فهل يعقل أن توجه تهم ضعف المستوى أو الانحراف إلى كل من يحمل رأيا آخر.إن حالة الغلق حقيقة. واحتكار الرأي حقيقة. وفرض الخيارات حقيقة.. كما هي حقيقة حالات اللامبالاة، والتسيّب واللامسؤولية والنزعة الفردية التي أصبحت تسيطر على تفكير الجزائري. إننا أمام حالة غريبة. تشعرنا بأن الاهتمام مركز حول كم نخطف من خزنة البايلك ، بدلا من ماذا نقدمه للوطن... . منذ أيام توجه المحامي مصطفى بوشاشي إلى المثقفين معاتبا إياهم على استقالتهم. وبكل تأكيد، ذكاء وخبرة هذا الحقوقي، الذي يرأس الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، تغنيه عن انتظار الجواب. فإلى جانب الغلق الفوقي لوسائل الإعلام والرأي (المجانية) وضعف نسبة القراءة، وغلق مساحات الالتقاء بين المواطنين... شكلت تربة من الصعب أن تنبت فيها زهور.. لقد تحوّلنا إلى بشر نسكن بالقرب من الآخر وفقط. ونلتقي من دون لقاء، ونتكلم من دون حوار.إن استيراد الحصص الذكية من قنوات أجنبية، سيزيدنا عقدا على عقد. فهي ستمكننا من تعميق معرفتنا بـ الآخر وراء الحدود ، و تعميق جهلنا، وعدم معرفتنا بالقريب منا . إنها العولمة من صنع جزائري.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)