الجزائر

مجاهدة جلبت أسلحة وحفرت مخابئ تعيش على منحة 3000 دينار!



مجاهدة جلبت أسلحة وحفرت مخابئ تعيش على منحة 3000 دينار!
أعطت المجاهدة، خيرة رزيق، القاطنة بقرية أولاد جحيش بباتنة، صورة مشرفة في الجهاد والتضحية طيلة الثورة التحريرية، لكنها قوبلت بالتهميش والنسيان ونكران الجميل، بدليل أنها لا تزال تعيش تحت رحمة فتات منحة البطالة والمعوزين (الشبكة الاجتماعية) ومساعدات بعض أقاربها والعارفين بمسيرتها الثورية المشرفة.ويشيد سكان منطقة أولاد جحيش التابعة لبلدية بيطام بباتنة، بتضحيات المجاهدة خيرة رزيق (87 سنة)، التي واكبت الثورة التحريرية منذ اندلاعها، وسخرت جهودها رفقة زوجها المتوفي عمار رزيق لإنجاحها، بدليل توفير أسلحة، ومنح فرس للمجاهدين، فضلا عن تشييد "كازمات" خصصت لإطعام وإقامة وحراسة المجاهدين، وحسب السيد أحمد رزيق، فإن المجاهدة خيرة التي تزوجت قبل الثورة، كانت حياتها كلها ترحالا بين الصحراء والتل بحثا عن لقمة العيش، ومع اندلاع ثورة التحرير كانت في الموعد رفقة زوجها عمار رزيق، حيث جلبا قطعتين من السلاح للثورة (خماسي ألمانية الصنع وساتاتيان الفرنسية)، إضافة إلى تقديم فرس، وتم إنشاء "كازمة" لإقامة وإطعام وحراسة المجاهدين، حيث كانت تضع "الطاجين" عند مدخل "الكازمة" وتشعل النار لتمويه جنود الاحتلال وكذا الحركى. وبعد القبض على زوجها ومكوثه ب"امدوكال" عند "لاصاص"، فقد قرر عساكر الاستعمار إعدامه بسبب عدم إفشائه أسرار الثورة، لكنه فر ليلا بأعجوبة نحو جهة الولاية السادسة، على وقع آثار التعذيب، ليضطر بعد ذلك إلى الرحيل نحو جهة خباب بأولاد جحيش ببيطام (بريكة)، أٌرغمت زوجته خيرة على تحمل المسؤولية بمفردها طيلة فترة مكوثه بالسجن وبعد هروبه (كان محل بحث). وفي منطقة خباب بنت المجاهدة خيرة خيمة أخرى بعد حفر كازمة كان مدخلها الرئيسي على شكل دائري وباب من الخشب، وإذا دخل المجاهدون لأي طارئ يوضع التبن والشعير فوق الباب الخشبي، والخيل حوله وكأنه معلف الحيوانات، وهذا في إطار التمويه، فيما كانت المجاهدة خيرة تتولى الطبخ وإعطاء التعليمات للمجاهدين تحت الأرض حول موعد الدخول أو الخروج، وتدعمهم بكل ما يدور في الخارج من مستجدات، ويؤكد السيد أحمد رزيق، بأنه لم يتم اكتشاف أي كازمة تابعة للمجاهدة خيرة، بشكل يعكس حسب قوله المساهمة الفعالة للمرأة الجزائرية في إنجاح الثورة التحريرية.وتتذكر المجاهدة خيرة رزيق مجاهدين حرصت على إطعامهم وأمنهم داخل الكازمات، مثل بشير بليدة والهاشمي عياد وسي صالح بن موسى من مروانة، وعبد الله شعبان من سقانة وغيرهم، في الوقت الذي لم يخف الكثير استياءهم بعد أن قوبلت بالنسيان ونكران الجميل، وحرمت من أدنى حقوقها موازاة وفاة زوجها، حيث تعيش من فتات منحة البطالة والمعوزين (3 آلاف دينار)، ومساعدات الأهل والأقارب والعارفين بمسيرتها المشرفة، لكن الملفت للانتباه هو حرص المجاهدة خيرة رزيق على عزة النفس، مترجية أهلها ومقربيها ألا يراسلوا الجهات الوصية بخصوص حقوقها، قائلة لهم بصريح العبارة "ما تشيعونيش يا أبنائي.. ما قمت به هو لله، الحمد لله على نعمة الاستقلال، وما أتمناه من الدولة الجزائرية هو أن تساعد الزوالية والمحتاجين على التكفل بمتطلبات أبنائهم".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)