الجزائر

متظاهرون يرفعون شعارات تطالب برحيل والي عنابة: 12 جريحا بينهم ثلاث نسوة في حالة خطيرة بانهيار بناية قديمة



تسبب انهيار بناية تقع بنهج عقبة بن نافع وسط مدينة عنابة، مساء أمس، في إصابة 12 شخصا من عائلات مختلفة نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي الإسعافات والعلاج اللازم. وخلف الحادث "انتفاضة" عارمة قادها أفراد 19 عائلة في عنابة بقطع الطريق المحوري المؤدي إلى مقر المجلس الشعبي البلدي بواسطة الحجارة والمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية. وقد سارعت مصالح الحماية المدنية مرفوقة بقوات مكافحة الشغب إلى مكان الحادث، حيث تم تطويقه بحزام أمني لاحتواء الحركة الاحتجاجية العنيفة التي قادها أفراد العائلات المنكوبة. وذكرت مصادر "البلاد" أن ثلاث نسوة لايزلن يصارعن الموت بمصلحة الاستعجالات بالنظر إلى خطورة إصابتهن، حيث يخضعن إلى غاية تحرير هذه الأسطر للعناية الطبية المركزة. في حين غادر باقي الجرحى قسم الاستعجالات. وذكر السكان أنهم يعيشون يوميا في جحيم بسبب قدم العمارة والتي يعود تاريخ تشييدها إلى العهد الاستعماري، حيث كانت مصنفة ضمن الخانة الحمراء. ورغم الشكاوى المتكررة للسلطات المحلية من أجل انتشالهم من الخطر المحدق بهم، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، على حد وصفهم. وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للسلطات المحلية منها من تطالب صراحة برحيل مسؤول الجهاز التنفيذي بعد مقابلة مع رئيس دائرة عنابة، حيث أكد أنهم غير مدرجين في قائمة حصص سكنية تقرر توزيعها قبل نهاية العام الجاري. يذكر أن هذه الحادثة تأتي بعد سلسلة من الانهيارات الجزئية التي طالت العديد من البنايات القديمة والآيلة للانهيار في الآونة الأخيرة، والتي خلفت مقتل شخص، بالإضافة إلى عمارات أخرى عديدة لا تزال تمثل خطرا على قاطنيها. وقالت مصادر محلية إن السبب في انهيار البناية راجع إلى عملية الحفر التي قام بها صاحب القطعة الأرضية التي كانت فوقها البناية المنهارة بغرض إنجاز بناية جديدة، غير أن عملية الحفر تكون قد فاقت المستوى المحدد لها، وعليه فقدت البناية المنهارة توازنها، فيما يرجح البعض أن تكون أسباب الانهيار لها علاقة بثقل آلة الحفر. ويفوق عدد البنايات الهشة 30 ألف بناية عبر الولاية، كلها تعود إلى الحقبة الإستعمارية، لم يجد لها المسؤولون حلا في ظل أزمة السكن التي تتخبط فيها ولاية عنابة، خاصة مع التوزيع العشوائي من طرف المسؤولين المتعاقبين على هذه الولاية من منتخبين وإداريين. وحسب المواطنين، فإن أكبر تلاعب حدث بأحياء وسط المدينة سنة 1995، حيث تم تهديم بعض العمارات رغم صلابتها، في حين تم الإبقاء على أخرى هشة بسبب أطماع أصحاب النفوذ في الأرضية التي تتواجد عليها تلك البنايات.من جانب آخر، فإن بعض المقيمين في هذه السكنات المهددة بالإنهيار استفادوا من الترحيل ثم عادوا لسكناتهم في غياب الرقابة. وقد اضطر سكان بعض هذه البنايات للهروب إلى المستودعات والمحلات خوفا من سقوط المباني على رؤوسهم خاصة بعد تسجيل عدة انهيارات، كان آخرها مبني بنهج "فرنسا" في حي ساحة السلاح.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)