مترشح يعد بإباحة تعاطي الحشيش وجزّار يعد بلحم أرخص من الخبز

لم يعد يشغل رواد الفايس بوك في مصر خاصة من الشباب سوى التنكيت على الواقع السياسي الذي تعيشه مصر في الأيام الأخيرة بعد التهاب حمى الرئاسيات والبحث عن الترشح بكل الطرق ومن طرف الجميع، خاصة أن رقم 30 ألف توكيل لأجل الترشح المطلوبة من وزارة الداخلية المصرية تبدو في متناول الكثيرين، في بلد تعداد سكانه قارب التسعين مليون نسمة ومستوى الفقر تجاوز المعقول وكفيل بأن يجعل بعض المصريين يمتهنون كتابة التوكيل بمقابل مالي قد يصل إلى 50 جنيها.ومن غرائب الترشيحات التي ذكرتها جريدة السفير أن مصريا يدعى محفوظ العسلي قال إنه يفكر في إنشاء حزب باسم الحشاشين والمافيا له فلسفة خاصة وهو جمع هؤلاء أمام الملأ حتى لا ينشطون بعيدا عن الأنظار، ويمكن بعدها مراقبتهم وعلاجهم نفسيا، ووعد في حالة بلوغه الرئاسة إباحة تعاطي الحشيش وتقنينه حتى يصبح مثل التدخين أو شرب الشاي لا يضر بصحة المواطن بعد أن تتكافل جهود الجميع أما مترشح آخر وهو فلاح يدعى أحمد البمباوي، فقال إنه سيستقبل رؤساء العالم وملوكها في حالة تقلده الرئاسة بجلباب الفاتحين الصعايدة وقال أنه سيتمكن من جمع 30 ألف وكالة في أسرع وقت من الفلاحين الغلابى الذين يبحثون عن ناطق باسمهم، أما الصيحة الكبرى فجاءت من جزار يدعى محمود السيد وهو ملك اللحوم في القاهرة الذي وعد بأن يفك عقدة المصريين مع اللحم ويجعله غذاء الفقراء من الشعب المصري وثمنه ينافس ثمن الرغيف، ويقال إن الجزار تمكن من جمع التوكيلات من زبائنه، حلم الرئاسة على طريقة مسرحية الزعيم جرّ شابا مطرودا من العمل كسائق في مؤسسة مينائية في بورسعيد إلى سحب استمارة الترشح ويبقى برنامجه الوحيد هو تأميم كل المؤسسات الوطنية وأولها الميناء، ويدعى هذا الشاب محمد زكي المصري، وقد ناهز عدد الراغبين والحالمين بخلافة المخلوع حسني مبارك قرابة 500 مترشح ويتفقون جميعا عندما تسألهم الصحافة عن مغامرتهم بالقول.. مبارك لم يكن أحسن منا بل نحن نتفوق عليه بحبنا لبلدنا.
أما في عالم الفن فبعد أن أصبح من المؤكد أن عادل إمام سيكون ضمن الحملة الانتخابية للواء أحمد شفيق فإن الممثلة شبه معتزلة بسبب تمنع المنتجين والمخرجين من التعامل معها تيسير فهمي قد قررت الترشح للرئاسيات مع حزب المساواة والتنمية ويبقى تواجدها في السباق الأخير ممكنا لأنها تنتمي إلى حزب طبعا إذا لم يسدّ الحزب الباب في وجهها، ويخشى المصريون النزهاء أن يعيد التاريخ نفسه بحكام غريبي الأطوار عرفتهم مصر عبر تاريخها من فرعون مدعّي النبوة مرورا بكافور الإخشيدي في العصر العباسي والحاكم بأمرالله في الزمن الفاطمي وانتهاءً بحسني مبارك والحبل على الجزار بالنسبة لبقية الدول العربية.