” ما يحدث في ميدان التحرير ”جهالة” واستقالة الحكومة ليس في مصلحة مصر”

”مصر استهلكت نصف احتياطها الاقتصادي ومخزونها لا يكفيها إلا لبضعة أشهر”وصف اللواء كمال عامر، المدير الأسبق للمخابرات العسكرية المصرية ما يشهده ميدان التحرير من حالة ”غليان شعبي” ومواجهات بين رجال الشرطة والمتظاهرين بأنه نوع من ”الجهالة”.
وأكد اللواء كمال، في اتصال هاتفي أجرته معه ”الفجر”، أن تداعيات ما يحدث في ميدان من التحرير وخيمة على مصر تحديدا على المستوى الإقتصادي، الذي بات يعتبر التحدي الأكبر لمصر ما بعد ”ثورة 25 يناير”.
وقال اللواء المصري ”مصر استهلكت نص احتياطها الاقتصادي وما تبقى لمصر من مدخرات مالية واقتصادية لا يكفيها سوى لبضعة أشهر”. وأوضح المدير الاسبق للمخابرات المصرية أن هناك قوى سياسية تستغل مشاعر الشباب تحديدا منهم طلبة الجامعات والمدارس للدفع بهم نحو مواجهات استفزازية لرجال الأمن الذين يضطرون في الأخير إلى الدفاع عن أنفسهم وهو ما يحدث حالة من الفوضى”.
وقال اللواء المصري في هذا السياق ”هناك قوى في مصر لا تريد أن يعود الأمن إلى مصر، وهذه الفئات تستغل الانفلات الأمني لتمرير مصالحها الخاصة وتحقيق دعاية انتخابية”.
وأشار اللواء إلى أن ”ثورة 25 يناير” أدت إلى سقوط نظام مبارك ولا يمكن أن تتحقق جميع المطالب الشعبية بين يوم وليلة، كما يقول اللواء كمال ”لقد أسقطت ثورة 25 يناير نظام مبارك وتحقق إعلانا دستوريا وتم تحديد موعد إجراء أول انتخابات برلمانية بعد مبارك من المفروض أن ترسم ملامح الديمقراطية الجديدة في مصر التي يأملها كل مصري، إن الخروج بهذا الشكل قبل أيام فقط من موعد إجراء الانتخابات يهدم المشروع الديموقراطي في مصر التي هي بحاجة ملحة الآن إلى إدارة تحرك عجلة الإنتاج كي لا تحدث كارثة إقتصادية تؤدي إلى شلل الحياة وخراب مصر”.
وأكد اللواء أن الفوضى ستؤدي إلى سقوط الدولة المصرية وليس النظام. وقال ”هناك أياد أجنبية تود أن تقطع مصر في الفوضى وهناك جواسيس أجانب في ميدان التحرير الآن يدفعون نحو ذلك المشروع الفوضوي كي تسقط مصر فريسة الغرب واستفزازتهم”.
وعن تقديم حكومة عصام شرف للاستقالة، قال اللواء ”الرهان الحقيقي هو تحقيق الاستقرار، وجود حكومة شرف أمر ضروري، لأن هناك انتخابات الاسبوع القادم وهذه الانتخابات ستسفر عن مجلس شعب سوف يقوم بإدارة البلد، لهذا ليس من المنطقى الدعوة إلى اسقاط حكومة سوف ترحل بشكل سلس وخلال أيام”. وأوضح اللواء كمال أن الدعوات التي تطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية دعوات غير واقعية ولا تخدم مصر لأن تشكيل حكومة سيحتاج إلى أشهر وهو ما سوف يؤدي حتما إلى تأجيل إجراء الانتخابات وبالتالي العودة إلى نقطة الصفر.
وعلى الصعيد الدولي، أكد اللواء أن ما يدور من حديث حول إلغاء اتفاقية السلام ”كام ديفيد” لا يجب مناقشتها أو حتى تعديلها في الفترة الحالية لأن التركيز على الشؤون الداخلية أهم.
و استبعد اللواء أن تكون لمصر القدرة حاليا على الدخول في معركة مع جبهة اسرائيل، وقال :”لا أتوقع أن تكون هناك مواجهة مسلحة بين إسرائيل ومصر إلا إذا خططت لها القوى العالمية الكبرى”.