الجزائر

ما حكم مَن يضرب والديه، هل تُقبل دعوتهما من الله؟



إنّ مَن يضرب والديه يُعتبر عاقًّا لهما، والعقوق كبيرة من الكبائر المهلكات والتي تُعجَّل عقوبتها في الدنيا قبل الآخرة، فليحذر مَن يفعل ذلك من عقاب الله فهو له بالمرصاد، وقد حرَّم الله إسماعَ الوالدين كلمة ''أُفٍّ'' فكيف بضربهما؟ قال الله تعالى: {وَقَضَى ربُّك ألاَّ تعبدوا إلاّ إيَّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يَبْلُغَنّ عِندك الكِبَرَ أحدُهما أو كلاهما فَلاَ تَقُل لهما أُفٍّ ولا تنْهَرهما وقُلْ لهما قوْلاً كريماً}. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين وقتل النّفس واليمين الغموس'' رواه البخاري. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''من الكبائر شتمُ الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: ''نعم، يسُبُّ أبا الرجل فيسبُّ أباه، ويسبُّ أُمَّه فيسبُّ أمَّه'' متفق عليه. وعلى هذا الشخص أن يُسارع إلى التوبة ويستغلّ وجودهما بطلب العفوِ منهما قبل فوات الأوان، وليستغفر الله وليندم على ما كان، وليبدأ في برِّهما والإحسان إليهما حتّى لا يحرم نفسَه من الجنّة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''رغِم أنفُ، ثمّ رغِم أنفُ، ثمّ رغِم أنفُ مَن أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كلاهما فلَم يدخل الجنّة'' رواه مسلم. فبِرُّ الوالدين من أعظم أسباب دخول الجنّة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''دخلتُ الجنّة فسمعتُ فيها قراءة، فقلت: مَن هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان، كذلكم البرّ، كذلكم البرّ'' وفي رواية ''وكان أبَرَّ النّاس بأُمِّه''. أمّا عن استجابة دعائهما، فقد ثبت أنّ مِن بين الثلاثة الذين لا تُرَدُّ دعوتُهم: الأمّ على ولدها، خاصة في مثل هذه الواقعة، حيث إنّ الوالدين يُعتبران مظلومَين فلا تُردّ دعوتهما بحال والله المستعان.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)