ما الغاية من هدم أضرحة الأولياء ؟؟ الجدير بالذكر

تعمدت بعض الجماعات الإسلامية المتشددة في شمال مالي وبالضبط في مدينة تونبوكتو إلى تحطيم أضرحة الأولياء الصالحين، وهذا بعد أن قررت منظمة اليونيسكو اعتبار المدينة ”الروحية” المالية تونبوكتو ضمن التراث العالمي، وكان قبل ذلك بعض المتشددين الإسلاميين في ليبيا قد عمدوا إلى تحطيم وحرق بعض الأضرحة لشخصيات ليبية معروفة، وقبل ذلك بعشر سنوات تقريبا دمرت حركة طالبان التماثيل البوذية المصنفة ضمن التراث العالمي، رغم الوساطات الكثيرة المتكررة للعلماء المسلمين وعلماء الآثار... شخصيا وإن كنت من أسرة تتبع منذ عشريات عديدة إحدى الطرق الصوفية المعروفة في المغرب العربي، ورغم تشبعي بتراقها اللامادي، إلا أني أرفض التمسح بالأضرحة وأكره الصلاة فيها أو اتخاذ أولاء الله الذين لا أشكك في صلاحهم أن يكونوا واسطة بيني وبين خالقي... لكني إزاء هذا العنف الذي يمارسه بعض المتشددين على الأضرحة خاصة، أقف مستغربا متعجبا، فصرف الناس عن التردد على هذه المزارات الدينية لا يكون بهذه الطريقة، وقد كان لنا في الجزائر تجربة عظيمة قادها الرعيل الأول من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يتقدمهم الشيخان الجليلان عبد الحميد بن باديس ومبارك الميلي رحمة الله عليهم جميعا.. حاول العلماء تدمير ما علق بالنفوس من أفكار بالية وتحطيم مظاهر الشرك في المجتمع بالكلمة الطيبة وبالحجة البليغة، وقد حققوا كثيرا من أهداف الجمعية في هذه الحرب، من دون أن يطلقوا رصاصة على قبر ولي صالح أو يرفعوا عصا ضد مريديه..
لقد نجح محطمو الأضرحة في تأليب المجتمع الدولي ضدهم وضد المسلمين عامة وفي مضاعفة حب الناس لأوليائهم الصالحين وفي ”تكريه” العالم لحركاتهم... إذا كانت هذه هي الأهداف فقد وفقوا في بلوغها أي مبلغ..