الجزائر

لماذا نحن متخلفون؟



لماذا نحن متخلفون؟
* يخطئ الكثير حينما يضنون أن التقدم يعني امتلاك الأقمار الصناعية والصواريخ العابرة للقارات واسلحة الدمار الشامل والثروات الطبيعية او حيازة العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي والتمتع بحق النقض وإن كان كل هذا صحيحا كنتيجة وليس كسبب.
فإذا كان الأمركذلك,لماذا إنهار الإتحاد السوفياتي وهو الذي يملك كل هذه المقومات مجتمعة؟
وإذا كان الأمر يتعلق بالثروات الطبيعية,كيف تمكنت اليابان وهي ارض الزلازل والتى خرجت من الحرب
العالمية الثانية مدمرة ان تشق طريقها كأحد اكبر الأقطاب الإقتصادية والعلمية في العالم ؟
وإذا كان الأمر وقف على الثروات الباطنية,فالعرب اكثر الأمم غنى ومع ذلك تعيش شعوبهم في فقر مدقع وحكوماتهم تعتمد على الإستيراد في كل صغيرة وكبيرة دون التفكير في الآفاق المستقبلية ومصير الأجيال القادمة وبالتالي الإستعداد لمرحلة ما بعد النفط لإرساء قواعد إقتصاد يعتمد على الثروة البشرية وعن المصادر البديلة.
* اوروبا التى كانت تعيش في عصر الظلمات ولا تتورع في قتل علمائها بعد رميهم بالزندقة وذلك بإيعاز من الكنيسة في حين كنا نحن العرب في اوج قوتنا و عطائنا العلمى والحضاري ابان العصر العباسي إستفاقت وادركت مدى تقصيرها في حق علمائها وهو ما دفع ملوكها وامراؤها بتكريمهم والتقرب منهم في حين اهملنا نحن فأصبح بلاط الملوك والأمراء يعج بالشعراء والجواري بعد تفريطنا فيما تركه لنا الأجداد من ارث علمي وحضاري لتسقط غرناطة وبعدها الخلافة العثمانية لنصبح عبيدا بعد ان كنا سادة لا ثقل لنا في ميزان العلاقات الدولية التى لا تقيم وزنا للمبادئ ولا تعترف بالفضيلة ولا مكان بها للضعفاء.
* اليابان تمكنت من تحويل نكستها الى نموذج عالمى للتحدى لأنها ادركت أن العنصر البشري هو أهم مقومات النجاح واوروبا عبرت من عصر الظلمات الى قاطرة هذا العالم لإحترامها للإنسان وصيانة كرامته والعمل على هذا الأساس الى ابعد الحدود حتى لو ادى ذلك الى شن حروب على امم اخرى لتصدير ازمتها خدمة لشعوبها ومواطنيها في حين لا نزال نحن نستورد النماذج التى اثبتت فشلها والتى عزف عنها حتى اصحابها لأننا عاجزين على أن يكون لنا نموذجنا الخاص الذى يتفق مع مقومات شخصيتنا الإسلامية بل لا نرغب في ذلك اساسا لإنعدام النية الصادقة وكأننا آلينا على انفسنا ان نبقى ما حيينا تبعا للغير.
* إسرائيل التى يعتبر قيامها اكبر دليل في حد ذاته على تفريطنا في الأمانة التاريخية في الذود عن المقدسات شنت حربا على لبنان من اجل إنقاذ جند يين وزجت بالولايات المتحدة في صراع هز صورتها حتى لدى حلفائها واضر بمصالحها في المنطقة في حين تتخلى انضمتنا عن رعاياها في الخارج تاركة اياهم يواجهون مصيرهم فلا تكلف خاطرها عناء الوقوف على اوضاعهم للمساهمة في حل مشاكلهم معتمدين في ذلك على النذر اليسير من المساعدات التى يتلقونها من المنضمات الغير حكومية التى تسابق الزمن كي تكون في كل مكان.
-وبالإستناد للنموذجين السوفياتي والياباني نجد أن القضية قضية وعي وان التقدم لا يقاس بمدى الفجوة التى بيننا وبين غيرنا من الأمم إذا توفرت العوامل التى اذكرها فيما يلي:
* اولا: الصدق مع النفس فنقول للمحسن احسنت وللمسيئ اسأت دون مجاملة او مواربة لرفع الإجحاف الواقع في حق اصحاب الأفكار النيرة والمبدعين دفعا للرداءة ولغرض التوزيع العادل للأدوار والثروات لوضع حد للطفيلية ومحاربة الوصولية,ونصرة شرفاء هذه الأمة الذين يسعون كي يستعيد الوطن الجريح امجاده الضائعة وذلك بقليل من الوسائل المتاحة ولكن بكثير من العزيمة والإسرار رغم ما يواجهونه من إزدراء وتثبيط للعزائم حتى من لدن من يعملون لصالحهم.
* ثانيا:وضوح الرؤية كي نتمكن من تحديد مسارنا وأن ندرك حجم المسؤوليات الملقات على عاتقنا,
* ثالثا:الإقرار بالعجز والكف عن تعليق فشلنا على شماعة الآحرين كي نستفيد من تجاربهم بسبب مركب التفوق الذي نعاني منه والذي يعوق تقدمنا,والتوقف عن لعب دور الكومبارس وأن يكون تقليدنا للغرب مشروطا بمدى الإستفادة من خبراتهم لبناء اوطاننا وليس المقصود منه البحث عن التقدم الزائف القائم على التقليد الأعمى كالتلميذ الذي يسعى كي يكون عند حسن ضن استاذه به والذي لا يسمن ولا يغني من جوع كتعويض لدى البعض عن اللحاق المزعوم بركب التقدم للتغطية عن الحرج الذي يشعرون به بسبب انتمائهم للعروبة والإسلام,
* رابعا:نبذ النعرات الطائفية والعرقية والعشائرية والمرجعيات بمختلف الوانها واطيافها ومشاربها والتى إتخذناها كبديل عن الكتاب والسنة وأن نجعل المصلحة القومية فوق كل إعتبار من اجل رؤية براجماتية للأمور حتى نتمكن من الإندماج في المحيط الدولي بما يخدم مصالح امتنا دون التفريط في اصالتنا العربية الأسلامية,
-خامسا,إحترام العامل الزمنى لإنه لا يمكننا التطلع لغد افظل ومجاراة غيرنا من الأمم في حين تحتل المقاهى اكبر حيز في جدول الأعمال اليومية للكثير منا حيث نغرق في جدل فكري عقيم تنقلب فيه الموازين فنغفل فيه عن الجلاد وتدان فيه الضحية,
* الغرب نجح لأنه حسم معركته الفكرية بأن آثر أن تحكمه قواعد الأخلاق بعيدا عن ملابسات العقيدة وهو ما يجعلهم منزهين في تصرفاتهم عن كل الأفكار المسبقة والحساسيات حتى حيال أعدائهم.وهو ما يدفع بالغربيين الى ان يهبوا لنجدة غيرهم من الشعوب عند حدوث الكوارث ومساعدتهم على حساب راحتهم في كثير من الأحيان بل وحتى على حساب حياتهم احيانا إذا علمنا أن البعض منهم قضى اثناء ادائه لمهام انسانية وغابات الأمازون وأدغال إفريقيا والأحراش الأسياوية لا تزال شاهدة على تكريس حياتهم في هذا الصدد لأن نداء الضمير لديهم اقوى من أي نداء آخر.مهام يقومون بها دون مقابل ودون مراعاة لأية إعتبارات اخرى, والتى لو وقفوا عندها لقاسمونا ما نحن فيه من تخلف وضيق افق ,عدا الإستجابة لضمائرهم الحية ودون التفكير في من يكون المستفيد حتى ولو كانوا اعداءهم مع ادراكهم للعداوة التى يكنها لهم المسلمون بسبب تعلقهم بالصليب ومناهضتهم للإسلام.
* وإذا كانوا على هذا القدر من الرقى,فلأن تأثير الثقافة في سلوكياتهم جلي وواضح ولولاه ما كانوا ليتجشموا عناء التفكير في غيرهم بهذا التفاني في حين تدفع الامبالاة المسلمين للغفلة عن مستقبلهم لأن السواد الأعظم منهم دأب على الفوضى واتخذ من عدم الإستقامة منهاجا لحياته فلم تعد تروق لهم الفظيلة التى على العكس اصبحوا يرونها شكلا من اشكال العبط والغباء.وهذا بسبب ليس لأنهم تعوزهم الحيلة لذلك بل لإنعدام النية الصادقة للتحرر من القيود الفكرية المكبلة لهم بسبب الإفلاس الفكري الذي آلوا اليه.
* الكل يبدي سخطه عن الأوضاع وينشد التغيير ولكن القليل من يدرك معناه ويأخذ بأسبابه الأخلاقية والعلمية ويتصرفون على اساسها في حين أن الغالبية لا يزالون يشدهم الحنين الى النقاش البزنطي للتمويه عن نواياهم في التعائش مع الوضع الراهن لكل اسبابه الواهية في حين يزعمون كذبا مناصرتهم لمشروع التغيير لأن حرسهم على مصالحهم اكبر من كل المبادئ متخذين من النفاق مطية فتراهم يؤازرون في الخفاء من يعلنون معاداتهم في الوقت الذي يقرون فيه بأنهم يقفون وراء مأساتنا.ولنا في الإستحقاقات الإنتخابية الماضية الكثير من البراهين على ما يمكن ان يؤول اليه تعاطيهم مع الأمور التى تمس مستقبل البلاد وبالتالي مستقبلهم هم انفسهم وهذا بحكم تركيبة المجتمعات العربية التى ترتكز على فسيفساء من المعتقدات والإنتمآت الغير متجانسة بدل الإحتكام الى تيار فكري موحد يعبر عن تطلعات الجميع دون إقصاء وبدل السقوط في متاهات الهرطقة الفكرية التى يركنون اليها كبديل عن تحمل مسؤولياتهم بصورة فيها من الحكمة والتعقل والمثابرة والتضحية قدر ما يقتضيه التغيير المنشود من امة تعشق الفوضى قليلة الإكتراث بمستقبلها عديمة الطموح تسوقها اهواؤها ورغباتها تعيش ليومها كأن ليس لها غد.امة يقتصر همها على ما حصل عليه هذا النادي الكروي الأوروبي او ذاك من نتائج في حين أن المسجد الأقصى الذي ضمه اليهود يوم 21 اغسطس 1969 في غفلة من المسلمين يشكو الى الله ظلم العباد.وكأن اليهود يذكروننا بهذا بما كانوا عليه ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم من صغار وما نحن فيه اليوم.وفي قلب الموازين هذا عقابا لنا نتيجة نفريطنا في جنب الله.
* التغيير المفضى للديمقراطية والتى تنادي به التيارات السياسية لا يمكن ان يستتب ما لم يسبقه تغييرا في سلوكياتنا حتى تتفق مع طموحاتنا.تغييريمر حتما عبر وقفة مطولة ومتأنية مع النفس بغية مراجعة حساباتنا حتى نصبح موضوعيين في ادراكنا للأمور من خلال اصلاح ذاتنا اولا قبل ان نطلب ذلك من الغير.
* الديمقراطية هي ان يؤدي كل عامل عمله بإخلاص وتفاني او على الأقل أن يكون مستحقا للأجر الذي يتقاضاه وأنة نكون امناء في كل تصرفاتنا حتى يشعر المواطن بأن دولته تقيم له وزنا بدل من إهدار كرامته بإثقاله بالشكليات وحرمانه بالتالي من حقوقه تحت ذريعة التطبيق الإرتجالي للقانون او كون أن مزاج هذا الموظف يقتضي ذلك.
* الديمقراطية هي ان يحسن الجار لجاره ويأمن بوائقه والإبن للأب وللأم وليس ان يسترسل في نقد السلطات دون التعرض لبطش المخابرات كما يدث بحديقة الهايد بارك بمدينة لندن البريطانية.
* الديمقراطية هي ان تستجيب الإدارة لأبسط حقوق المواطن بدل ان تضعه امام خيار التفريط فيها او مواجهة سطوة شرطة مكافحة الشغب.وان ترفع عن كاهله قيود البيرقراطية حتى لا يفقد ما تبقى لديه من امل في نهضة هذه الأمة وإصلاح الأوضاع التى تزداد سواء يوما بعد يوم.
* التغييريقتضيان نعيد النظر,وذلك كشرط اساسي للنهوض من كبوتنا ,في سلوكياتنا وان نتعلم من الغرب الصليبي كيف تكون الإنسانية المجردة من العقد المستمدة من دين الحنيف والتى فرطنا فيها نحن والتى تبناها نتيجة جهلنا وقصر نظرنا ورعونتنا.فأصبحنا نستجدي الحلول بعد ان كنا اساتذة هذا العالم .
* وبعد ان كانت جامعات الأندلس شاهدة على ماضينا والتى كان يتردد عليها طلاب الغرب لتحصيل العلم والمعرفة,اصبح الغرب يقيم مستوانا التعليمي في علاقة تشبه علاقة الأستاذ بتلميذه البليد الغير قادر على اسيعاب الدروس.والعلامة محمد عبده كان محقا حينما صرح عند عودته من جولة قام بها لفرنسا:”اعمالهم من ديننا واعمالنا من دينهم”.
* التغيير يقتضي ان نكف عن تعليق فشلنا على شماعة الآخرين وتحميل غيرنا مسؤولية تخلفنا لأن وضعنا الراهن لا يناقض الحديث الشريف.”كما تكونوا يولى عليكم”صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.وحتى ولو كان المقصود بالغير النضام المرغوب تغييره لأن علينا أن نلوم انفسنا قبل صب جام غضبنا عليه لأننا اعجزمن نفعل شيئ في سبيل تغيير واقعنا المرير لا حيلة لنا سواء عقد الآمال على التدخل الأحنبي للتخلص من حكامنا في مسعى يسلكه من يستجير من الرمضاء بالنار.
* التغيير يفرض علينا التخلص من تبعات الأيديولوجيات الموروثة عن العهد السوفياتي البائد وان نتكلم لغة اخرى غير لغة الخشب وأن نعمل على الإقلاع عن عبادة الشخصية كعبادة ضللنا عاكفين عليها لأكثر من خمسين عاما وأن ندرك أنه ما من احد فوق مستوى الشبهات وأن الرسل عليهم السلام هم وحدهم المعصومون من الخطأ وأن ما عداهم اراء قابلة للنقاش والتشكيك فيها .هذا العائق الكبير الذي لازمنا لأكثر من جيل والذي لا زالت آثره بادية للعيان إن في تفكير البعض منا او في سلوكهم والذي حال دوننا ودون أن نرى الحقيقة بالعين المجردة لأن تعلق الكثير بما يسمى بالزعماء هو سبب نكستنا كونه نقل القيود التقليدية من الأطراف الى قيود نفسية راسخة في الأذهان.اوليس العلاج من أي مرض يبدأ من تشخيص الداء للوقوف على اسبابه ثم تأتي في مرحلة ثانية وصفة الطبيب…؟.
* التغيير الحقيقي هو أن تكون لنا الشجاعة كي نقر بأننا متخلفون وأن امامنا مشوار طويل لنستثمر تجارب الآخرين بدل التهكم عليهم وتثبيط عزائمهم بالتشكيك في نواياهم ومن يقف وراء بسالتهم مثل ما هو الحال بالنسبة للثورتين التونسية والمصرية لأن في إنكار أنجازاتهم إيحاء بأن العرب والمسلمين من العقم بحيث أن أي تقدم يأتي من طرفهم يحسب للغرب الذي لولا مباركته اياه ما كان ليحدث متناسين في ذات الوقت أنه تشكيك ايضا في قدراتنا كجزائريين ان نكون ذات يوم على هذا المستوى من الرقي ولا اضن ان هذا الإستنتاج فكر فيه الناس لأن سكرة كرة القدم ما زال مفعولها سائرا ونحن بالتالي على إستعداد ان ندخل في سجال مع أي دولة كما حدث مع مصر إذا مست قداسة الفريق الوطني وكرة القدم في بلادنا.يحدث هذا في حين أن مئآت الآف من الجزائرين يقتاتون من المزابل ويبيتون في العراء وأن ظاهرة التسول اكتسبت ابعادا تثير القلق وتبعث على الحسرة لما آلت اليه المجتمعات العربية في دول لديها من الثروات ما يثير اطماع العالم كله.
* الديمقراطية هي ان ننهض بمستوى التعليم للقضاء على التسرب المدرسي فننقض اطفالنا من الضياع ونكف عن تكوين اجيال من الأميين لا هم راضين بقدرهم فيحيون حياتهم كما فعل اجدادنا ولا هم استطاعوا ان يشق طريقهم على غرار غيرهم. جيل لا تتناسب طموحاته مع امكاناته لإن البيئة التى نشأ فيها لم تترك له الكثير من الخيارات.فهم إما ان يقبل بالتنصير للعبور الى الفردوس او خوض مغامرة رحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحار والمحيطات فيضبط من طرف خفر السواحل متلبسا بجريمة الهجرة السرية فيعاد لوطنه ليودع السجن بعد ان تهدر كرامته اويكون مآله الى سمك القرش حيث ينتهى الحلم الجميل الى المأساة.وفي صورة عدم توفر الفرصتين المذكورتين,لايبقى امامه من سبيل الا الإنخراط في شبكة ترويج للمخدرات.
* عندما نقرأ ما تطالعنا به الصحف يوميا حول الصراعات الدائرة داخل الأحزاب بخصوص تصدر قوائم الترشح,ندرك أننا لسنا بعد اهلا للديمقراطية وأن امامنا شوط مديد لإدراك معناها وتعلم اصولها وممارستها في النهاية لأن ذات الصراعات هي في حد ذاتها اصلا من اصول الدكتاتورية,إذ كيف ننشد الديمقراطية من خلال الإستبداد وإقصاء الآخر وكأننا نمتلك الحقيقة المطلقة وأن الطرف الآخر دائما هو المخطئ؟صراعات تجسد الإستبداد في ابشع صوره لأن من يحملون امال الأمة-او من المفروض ان يكونوا كذلك هم انفسهم من تجب محاربتهم والتفطن الى خداعهم وغشهم وكذبهم ومدى الإستخفاف بعقول من إئتمنوهم على مستقبلهم ومستقبل ابنائهم من بعدهم لأنهم لا يساندون الظلم فحسب بل يؤدون امال الأمة وهي جريمة اخطر من أن ننكر على احد حقه في الحرية.وهو الشعور نفسه الذي ينتابني حينما اقرأ أن المترشحين قد حسموا امرهم وأختاروا توظيف المال لشراء الذمم وفي ذلك خرقا لقواعد النزاهة ويسيئ الى العملية برمتها ايما اساءة.
* التغيير هو إذا أن نسقط قناع الوطنية لنكشف زيف إدعآتنا وكيف تحركنا المصالح وأننا مهما كانت المبررات عبيدا لأطماعنا وأننا نطارد سرابا وأنه ما من عدو لنا سوانا.
* الغيير هو ان ندرك أن المكابرة لا تخدم قضايانا وأن الإذعان للواقع كتمهيد للنقد الذاتي هو اهم الخطوات على المسار السليم في رحلة طويلة للبحث عن الذات,
* التغيير هو أن نعتز بديننا إلاسلامي ونعمل به كمنهج حياة لا كطقوس وبلغتنا العربية التى علينا أن نعطيها بعدها العلمي غير مفهومها التقليدي كلغة ادب وشعروغناء و أن نذود عنهما,
* الديمقراطية هو ان يسود الحوار البناء في معالجة قضايانا وأن نبتعد عن التشنج والإندفاع والإنفعال وأن نتقبل الرأي الآخر مهما كان مؤلما لأن الحقيقة كل لا يتجزأ .
* كل هذه المتناقضات تفسر فشل أي مشروع نهوضي لأن لأصحابه (وهم اقلية تكاد لا تذكر وغير مؤثرة في المشهد السياسي في مجتمع تطغى عليه الوصولية ويتيه فيه اصحاب الضمائر الحية لتطول معاناتنا وعلى حساب مستقبل الأجيال الصاعدة الذي بات مرهونا بما يمكن أن يقدموه من حلول لمشاكلهم بفعل أننا جيل انهكته التجارب بلا ماضي وبلا تاريخ جدير أن يجد مكانا له بالمتحف شأنه في ذلك شأن تاريخه المصادر وإستقلاله المسلوب),والحال هذه,يبدون كأنهم يغردون خارج السرب بسبب تصادم الرؤى والأهداف للسواد الأعظم من الناس الذين لهم ااهداف اخرى ستتأثر من دون شك بفعل هذا المشروع كما يضايق القوى العظمى التى لاتريد صالح هذا البلد.و تعمل على إذكاء التوتر لتضل مصالحها قائمة على حساب معاناتنا مستغلة في سبيل ذلك تناقضاتنا ولامبالاتنا وضيق افقنا وقابليتنا التأقلم مع أي نمط من انماط الإستهلاك التى يصدرونها لنا من وراء إستثماراتهم لتخريب مجتمعاتنا لما فيها من اباحية وإلحاد وسفوروفجور.
* أجيال مهما وجهت لها من إنتقادات يصعب ترويضها في زمن شبكات التواصل الإجتماعي وغير مستعدة لتقديم التنازلات ..ميزتها أنها تستعصى على الإستدراج وتكفر بالشعارات تقيس علاقاتها بولات الأمور بمدى ما يمكن ان يقدموه لها من مصالح وخدمات بعيدا عن المزايدات التى لا تعيرها وزنا ولا تعيها اساسا.جيل إرتباطه بسخب التطور غطى عن إرتباطه العضوي بوطنه ,متمردا عن قيم لا يراها تتناسب مع طموحاته ويرفض الإذعان للأمر الواقع تحت أي بند من البنود لأن الوطنية-وهو محق في هذا-لاتعدو أن تكون عدا العيش في محيط ووفق نمط يتفق مع ميوله ضاربا عرض الحائط بكل ما عشناه نحن من قيود إجتماعية وسياسية وفكرية وإقتصادية والتى لا ثير في نفسه الا السخرية لأنه يعيش على وقع طموح ينقله الى الضفاف الأخرى حيث يدفن فيها واقعه و يتحسس فيها ماضيه ويستشرف فيها مستقبله.
* الحضارة لا تقاس بما تملكه امة من ثروات وإنما بوعيها بإلتزاماتها تجاه نفسها وتجاه غيرها فتكون سباقة كي تكون قدوة فتتواجد حيثما تقتضى الظروف للقيام ياي عمل انساني راق بدافع من الضمير لا اكثر حتى نكون اكثر انسجاما مع عقيدتنا لا ان نعيش على امجاد الماضي كالتاجر المفلس الذي يفتش في دفاتره القديمة كلنا الم به خطب وضاقت به الدنيا.
* الحضارة هي ان يكون إتكالنا على الله كواهب للحياة وللأرزاق لا أن نعتقد النجاة في غيره فيكون تعاملنا مع الأمم الأخرى على اساس علاقة تبادل المصالح لا علاقة تبعية وإسترقاق مثلما هو عليه حال الأمة الإسلامية اليوم التى يبدو انها تجنى نتيجة ابتعادها عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فخسرت كرامتها في الدنيا و خسرت اكثر حينما تقف بين يدي الله لتحاسب على ما فرطت فيه في حق دينها ومقدساتها .
* الحضارة هي ان نشعر اننا امة وسطا لنا من الإلتزامات حيال الأمم الأخرة اكثر مما عليها تجاهنا لأن ما تقوم به من عمل حضاري كان من المفروض ان نضطلع به نحن لأن إذا كانت تقوم به بدافع الأخلاق,فنحن مطالبين به عملا بأحكام الإسلام الحنيف لا ان نقف من كل هذا موقف المتفرج ونحن نشاهدها وكأنها تقيم الدليل على تقصيرنا وتذكرنا بواجباتنا المقدسة وفية ما فيه لنا من توبيخ لو كان لدينا بقية باقية من الإحساس بالمسؤولية.
* الحضارة ليست ان نقلدهم في كرة القدم والموسيقى وان نعتقد ان فوزنا فيها –هذا إن حدث-يعنى اننا حققنا الأهم,كلا بل ان نجاريها في غيرها من المجالات: العلوم والإختراعات وحب بعضنا البعض ونبذ انقساماتنا حينما يتعلق الأمر بمستقبل الأمة وان نتعلم اداب الإختلاف في طرحنا لهمومنا ولا ننساق وراء المصلحة الفردية لأن السفينة إذا غرقت يكون ذلك على حساب الجميع دون إستثناء..ولهذا فإن الأمم الراقية يخدم مواطنوها مصالحهم الخاصة من خلال النهوض بالمصلحة العامة ولهذا نجحت في تحقيق ما عجزنا عنه نحن بل لأننا لا نرغب فيه لأن القضية قضية إرادة وليست حكرا على الوسائل, التى كما اسلفت, هي نتيجة لا سببا إذ لم يكن ليحققوا ذلك لو لم يكنوا على قدر من الوعي تمكنهم من أن تفلح فيما نخفق فيه نحن دائما.
* وعليه,كان رأي دائما اننا نفتقر الى شعب اكثر منه لأي شيئ آخر.شعب قادر على لملمة شتات هذه الأمة وتضميد جراحها ورفع االتحديات المطروحة امامه وليس شعب المناسبات والهبات الظرفية التى تخضع للميزاج اكثر من كونها تعبر عن تفكير منهجي سليم يوحي بعمق في الرؤية وإدراك عميق لمتطلبات التقدم وما يمليه عليها الظرف الراهن لا ان تضل رهينة إشكالية التقدم حتى لا يكون التساؤل هل نتقدم؟ بل كيف وما هي الخطوات الكفيلة بذلك؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)