الجزائر

للشاعر العراقي احمد البياتي


للشاعر العراقي احمد البياتي
هل الشعر عالم افتراضي نهرب إليه من واقع مفروض علينا لنرسم به ما لم نستطع أن نحققه في حياتنا أم هو طريق للحياة لجعلها أفضل؟ فهو ليس كلمات ومعاني وأحاسيس، ولذا يجب أن يعمل الشعر على التحول الانفعالي لدى المتلقي أو الجمهور، وأزالت ضباب الإحباط عندهم وتحويله إلى السعي نحو التغيير نحو الأفضل،فلم يعد الشعر حبس بوتقة الشاعر ونفسه بل يجب أن ينطلق إلى عالم واسع ورحب وأن يلامس النفوس ببساطة.وقصيدة النثر على اعتبارها أكثر مرونة ومقدرة على الابداع وخلق صور ومعاني جديدة تعبر عن الحياة بشكل أدق وأشمل، لذا أغلب الشعراء يتجهون إليها على اعتبارها أكثر حداثة في الزمن لكن قصيدة النثر لا تستجيب إلا للشعراء الحقيقين الذين يمنحون القصيدة هويتها الاعتبارية والمعنوية من خلال المعاني والايقاعات التي تعتمدها. ومن هؤلاء الشعراء الشاعر احمد البياتي الذي من خلال إيقاعاته المبتكرة يجعل القصيدة كسنفونية من المعاني تترنم بأجمل الألحان وقصيدته (تِسفارٌ في سماوات)، تحمل قيمة إنسانية وفنية كبيرة، فالعنوان يحمل كثيرا من الحلم والخيال والتأمل، فالتسفار هو السفر المتواصل في مديات بعيدة مع التجلي، فكيف اذا كان في سموات الابداع؟تبدأ القصيدة بلهفة وحنين وشوق، فهو يتحدث عن شعرها الذي يطفئ حر التراب ويمنحه حياة تتنفس عطر النعناع في أي تجاه تكونين، وأي صوب صباحي ينهض إليك حنينا وشوق أناديك بقلبي، لاحظ دقة العبارة باستخدام الشاعر كلمة ينهض صباحي كأن لا صباح بدونك كأن الصباح كان نائما واستيقظ على عطرك وشعرك الذي يطفئ الأوار شِعرُكِ يطفىء إوارَّ الترابِوعِطْرُكِ يضارعُ عِطرَ النعناعإِبْسِطي يَداكِ في أيِّ صوبٍصباحاً يَنهضُ شَوقكِاسمع هسيسك همهمة الأيام وهي تهذي بين يديك أنت الباحثة عن الخلود وأنت ذات الخلود فأعدو مُسرِعاً لصدى صوتكِ ابحث عنك انت التي تسكنين في نفسي ارك تصعدين الى السماء وانا ابتهل لعينيك واراك في بريق ندى الجبال، فها هي روحك البيضاء وهي تنبض بالنقاءوتخفق يالبياض، فيتدرج اللون ويتسلل الى قلبي ليخفق معك في النقاء فهذا قلبي الذي هو انتأسمعُ هَسيسكِحينَ تُفعَمُ جذورَ عًقْلكِ المندىتبحثُ عن الخلودِفأعدو مُسرِعاً لصدى صوتكِأراكِ تغادرينَ الى أيّ سماءٍوأحياناًأراكِ في بريقِ ندى الجبالِروحَكِ تلوحُ بيضاءَ..بيضاءْالفراق لوعة وحسرة الابتسامة فيه دموع والشوق فيه تسفار في السموات الحلم بحثا عن اقتفاء أثارك في الريح والشاعر في حسرته وحيرته يتوجس يتأمل في خارطة الزمان والمكان لعله يلتقي بك ويتأمل ملامحك، ويتساءل هل الموت اندلق على صدرك؟ وهنا يصل الشاعر الى ذروة انفعاله وإحساسه ليعبر عما في داخله لنعرف من هي التي شعرها يطفئ أوار التراب وعطرها عطر النعناع أنها بلاده حبيبته وحبيبته هي بلاده الوطن الذي انسكب على صدره الموت وأصبح صوت الناي يفعم القبور بالغربة القبور التي أصبحت أكثر من الأشجار الحزينة لفراقك.ويستمر نشيد الشوق يغمره الحنين والأسى وتتحول دموع الشاعر التي ألهبها الحب الى رماديا حسرةً على فُراقٍتنثالُ منهُ اللوعةْأطوفُ، أجوسُ كُلَّ البلدانلتأملِ ملامحكِنورسَتنا يازُهرية القلبْهَلْ إندلقَ الموت على صدركِ؟وصوتُ الناي يُفعِمُ القبورَ بالغربةِكمْ مرّةً أترَعَ الهوى قلُوبنْا بالنارِ؟وكَمْ مرّةً غَدَتْ رماداً؟هُوَ بُكائي...هُوَ بُكائي...مَنْ أعطى الماءَ للسُحبْ؟ضاعَ الآنْ صَوتَكِ، شِعْرُكِجَمالُكِ في الريحِأنتهى صَمْتُ قَدَرِكْالأشجارُ لِفُراقِكِ، كَمْ هيَّ حزينة؟وكَمْ هِيَّ خَرِّبَةٌ قلُوبَنا بَعْدَكْ؟ويقتفي الشاعر احمد البياتي الريح بحثا عنك وهو يعلمانك ستظهرين في كل الاتجاهات كما كنت سابقا، ولا زلتي سيدة الاتجاهات الأربعة سيدة الحضارة، سيدة الكتابةوكلماتك تنساب كالقصائد في ملاحمك التي تحمل سر الخلود والنقاء، وهنا الشاعر يمنحنا الأمل الذي هو في أرواحنا نحمله، وينتظر منا العمل على تحقيقه حتى لا نشبه الظلحِينَ أقتفي آثارَ قَدَمِ الريحْأعْلّمْ أنَّ الريحَسَتطوفُ بكِ كُلَّ الدنْيالأنَكِ تظهرينَ مِنْ كلِ إتجاهتَنْسابُ كَلِماتُ قَصائِدكْمِثلُ قَطراتِ الندىعلى أوراقِ شُجيراتِ أرواحِنْاحَدِيثُنا أنا وأنتِكانَ أُغْنيةَ نُواح قلبينافي سَفْرَتِكِ الطويلةكانتْ المُفارَقةمنذُئذٍ يَقُولُ مَنْ يَرانيْإنَّكَ تَشبَهْ الظِلْالتحليلالشاعر ينحت كلماته في لحظة الزمن، يكتب بلغة الحلم فيختلط عنده الواقع بالخيال، يمتلك الكثير من الإيقاعات المرتبطة بشكل القصيدة ومعانيها، فترى المعاني تنساب في الكلمات بتودد متوافقة مع الفكرة مما يجعل القصيدة تجري كنهر من عقيق النص بمجمله يرتقي الى قصيدة النثر بجميع مواصفاتها من توهج في اللحظة وإيقاعات داخلية متكاملة وكثافة في المعنى وبلاغة في الأسلوب أضاف الى رمزية شفافة وتسلسل منطقي للأفكار.النص بقلم الشاعر العراقي أحمد البياتي (تِسفارٌ في سماوات)شِعرُكِ يطفىء إوارَّ الترابِوعِطْرُكِ يضارعُ عِطرَ النعناعإِبْسِطي يَداكِ في أيِّ صوبٍصباحاً يَنهضُ شَوقكِأسمعُ هَسيسكِحينَ تُفعَمُ جذورَ عًقْلكِ المندىتبحثُ عن الخلودِفأعدو مُسرِعاً لصدى صوتكِأراكِ تغادرينَ الى أيّ سماءٍوأحياناًأراكِ في بريقِ ندى الجبالِروحَكِ تلوحُ بيضاءَ..بيضاءْيا حسرةً على فُراقٍتنثالُ منهُ اللوعةْأطوفُ، أجوسُ كُلَّ البلدانلتأملِ ملامحكِنورسَتنا يازُهرية القلبْهَلْ إندلقَ الموت على صدركِ؟وصوتُ الناي يُفعِمُ القبورَ بالغربةِكمْ مرّةً أترَعَ الهوى قلُوبنْا بالنارِ؟وكَمْ مرّةً غَدَتْ رماداً؟هُوَ بُكائي...مَنْ أعطى الماءَ للسُحبْ؟ضاعَ الآنْ صَوتَكِ، شِعْرُكِجَمالُكِ في الريحِأنتهى صَمْتُ قَدَرِكْالأشجارُ لِفُراقِكِ، كَمْ هيَّ حزينة؟وكَمْ هِيَّ خَرِّبَةٌ قلُوبَنا بَعْدَكْ؟حِينَ أقتفي آثارَ قَدَمِ الريحْأعْلّمْ أنَّ الريحَسَتطوفُ بكِ كُلَّ الدنْيالأنَكِ تظهرينَ مِنْ كلِ إتجاهتَنْسابُ كَلِماتُ قَصائِدكْمِثلُ قَطراتِ الندىعلى أوراقِ شُجيراتِ أرواحِنْاحَدِيثُنا أنا وأنتِكانَ أُغْنيةَ نُواح قلبينافي سَفْرَتِكِ الطويلةكانتْ المُفارَقةمنذُئذٍ يَقُولُ مَنْ يَرانيْإنَّكَ تَشبَهْ الظ


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)