لغة المسرح.. فصيحة نصّا عاميّة على الركح..

يرى الكاتب الإعلامي منير راجي، بضرورة تحديد نوعية اللّغة المُستعملة من طرف المسرح، مع مراعاة ثقافة ومستوى المتلقي، انطلاقا من فكرة أن المسرح وسيلة وغاية للإصلاح سواء كان اجتماعيا أو ثقافيا أو فكريا..وأفاد المتحدث أنه ليس بصدد تقييد الكاتب المسرحي في لغته المستعملة، موضحا أن: "الكاتب لابد أن يُحاسب على لغته، ومن واجبه أن يبدع بالفصحى، إلاّ أننا نطالب المخرج المسرحي أن يعرف كيف يستغل العمل المسرحي وأن يستخدم طاقاته الفنية لغرض توضيح هذا العمل وتبسيطه لغويا وفكريا حسب المستوى اللغوي والفكري للشعب مع حفاظه التام على المضمون". وشدد راجي على أن الكاتب المسرحي مطالب بأن يكتب بلغة فصيحة سليمة، حتى تتعدى التراب الوطني وتعم جميع أقطار العالم العربي، ما يضمن وصول النص المسرحي إلى كافة الشعوب العربية على اختلاف لهجاتها".
وذكر راجي بأن الكاتب المسرحي لا يستطيع أن يكتب بالعامية؛ لأن أمامه أهداف عديدة يريد إيصالها إلى المجتمع، من بينها ترقية المستوى اللغوي للقارئ.. وتساءل – في السياق - "لماذا لم يكن توفيق الحكيم ممثلا ومخرجا؟! والسؤال يطرح عن نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس وأحلام مستغانمي وميخائيل شولوخوف وآخرين كثيرين.. لماذا كل هؤلاء لم يكتبوا بالعامية رغم أننا نلاحظ أن كل رواياتهم الفصيحة تحولت إلى أفلام أو مسرحيات بالعامية؟ طبعا لأن المخرج قام بدوره وتفهم المهمة التي هو بصدد انجازها" ..
وقال راجي إن المسرح رسالة قبل كل شيء، كما أن لغة المسرح التي كثيرا ما نجد بعض مفكرينا ونقادنا بصدد طرحها ومناقشتها لا تحتاج إلى كل هذا النقاش وهذا الجدال، وعليه فاللغة مقرونة بلغة السواد الأعظم من الشعب وهذا الموضوع لا يهم الكاتب على الاطلاق وإنما يهم المخرج وكاتب السيناريو أو المقتبس بالدرجة الأولى.
ودعا منير راجي في الأخير إلى ضرورة "جعل المسرح غذاءنا الروحي والفكري والوجداني حتى نتمكن من رفع مستوى الذوق الفني لدى مجتمعاتنا، وأن نسعى جاهدين إلى بعث مدرسة مسرحية متطورة تحقق طموحات وآمال جيلنا، وأن نعمل أيضا على تشجيع المواهب المسرحية من مؤلفين وممثلين ومخرجين.. وتبقى لغة المسرح فصيحة نصا وعامية عمليا".