الجزائر

لغة الكتابة للمسرح مرتبطة بالقضايا المعالجة


يرى المخرج المسرحي حليم صدام أن لغة الكتابة تمثل الركيزة الأساسية والجسر الذي يربط المتلقي بالجمهور باعتبارها روح العمل المسرحي، مؤكدا أن العرض المسرحي لا يكتمل إلا باللغة المكونة من ألفاظ وعبارات، يضاف إليها الرؤية الإخراجية، المرتبطة بالإيماءات التي يقوم بها الممثل أثناء أداء دور أو موقف معين من المسرح يتجاوب معها الممثل بإظهار مشاعر الحزن أو ايماءات الحب، السعادة والغضب..وقال المتحدث: "أثناء السينوغرافيا المنجزة لأداء دور معين، يضاف إليها الإضاءة والموسيقى والأزياء، تنصهر هذه العناصر كلها في بوتقة واحدة لتخلق لغة المسرح وايقاعه الخاص الذي يتجاوز لغة الكتابة، وهي الأهم لنجاح العمل المسرحي سواء كان النص عاميا أو بالعربية الفصحى".
واعتبر حليم صدام، أن مسألة اختيار الكتابة باللغة العربية الفصحى، من دون العامية، أو العكس لنجاح العرض المسرحي، مرتبطة في الأساس بطبيعة الجمهور، المعني بالعرض أو المتلقي، وكذا الموضوع الذي يعالجه مضمون نص المسرحية، مشيرا إلى أن المسرحيات التي تعتمد في كتابتها على اللغة العربية الفصحى، غالبا ما تتميز بجمهور نخبوي ومحدود جدا، بالنظر إلى طبيعة ودقة الألفاظ والعبارات المستعملة في سياقها اللغوي من جهة، وإلى طبيعة المواضيع ذات الطابع الفلسفي من جهة أخرى، مستشهدا بمسيرة وتطور المسرح الجزائري، منذ الاستقلال، قائلا إنه "كثيرا ما كانت تنقل إلينا مسرحيات صوتية، تبث عبر الإذاعة الوطنية أو تلك التي تقام على مستوى المسارح الوطنية في الجزائر أو في الوطن العربي، أبرزها مسرحيات وليام شكسبير، وغيرها من الأعمال التي ظلت خالدة في أذهان الناس، في حين كانت المسرحيات التي تعمد إلى استعمال الدارجة في كتابة نصوصها المسرحية تتميز بجمهورها الواسع، نظرا لبساطة العبارات وسهولة الألفاظ المستعملة في النص المسرحي الذي يتعمد على الدارجة المهذبة أو العامية، وطبيعة المواضيع التي يعالجها ذات الطابع الاجتماعي الشعبي، المرتبطة بمعالجة ظواهر متداولة في المجتمع على غرار الحسد، البخل، الكذب، وغيرها من الظواهر"، مشيرا في سياق حديثه إلى مسرحية "جحا" التي انتجت خلال الثمانينيات، من القرن الماضي من انتاج مسرح التاج، ومسرحيات المفتش الطاهر، والفكاهي عثمان عريوات، وبشطارزي، والفنان حسن الحسني في مسرحية بوبقرة، وغيرها من المسرحيات التي ما تزال منقوشة أدوارها ولقطاتها في أذهان الجزائريين إلى حد الآن.
ويعود المخرج حليم صدام، ليتحدث عن إسهامات الإذاعة الوطنية، في ازدهار وتوسيع دائرة الجمهور المهتم بالعروض المسرحية المقدمة باللغة العربية، تمثلت في المسرح الصوتي خلال سبعينيات القرن الماضي، والذي كان لها الدور البارز في اظهار هذا النوع من العروض المسرحية في بداية الثمانينات من القرن الماضي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)