لذة السرد وهاجس القراءة في كتابات إبراهيم درغوثي الروائية

هو عنوان الكتاب الذي أصدرته " دار البراق للطباعة والنشر والتوزيع " المنستير / تونس في الثلاثية الأخيرة من سنة 2012 وهو عبارة عن دراسات نقدية أنجزت في مخبر وحدة التكوين والبحث في نظريات القراءة ومناهجها في قسم الأدب العربي بجامعة محمد خيضر ببسكرة .
وقد أنجز هذه البحوث الأساتذة: علي دغمان وآمال ماي ووهيبة عجيري وسعاد الطويل ولال لوشن ونسرين دهيلي وعلجية مودن تحت تأطير الأستاذ الدكتور : عبدالرحمان تبرماسين الذي قدم للكتاب كما يلي:
إن دراسة متون الدرغوثي تحتاج إلى حيطة ونباهة وإحاطة الباحث بما كتبه الدرغوثي وبما قرأه أيضا، فتداخل النصوص وحضورها بشكل لافت، وتعدد العتبات واستلهام التراث العالمي وسير التراجم يجعل من عملية القراءة أكثر تعقيدا برغم متعتها.
إن الإدراك يغدو أمرا سرابيا إذا ما حاولنا فهم ما يكتبه الدرغوثي من قراءاتنا الأولى لمجموعة من القضايا هي:
لغته وأسلوبه المرتبطتان بالبيئة والتاريخ.
وللصراع الدائر بين العجائب والواقع.
ولتماهي التاريخ والسياسة وتداخلهما في شكل مبهم يستعصى القبض عليهما .
ولشعرية عتباته النصية بل ولغته السردية.
تكاد الموضوعات المتناوبة أن تغطي جل أعماله السردية وحاولت كل دراسة أن تلتزم سبيلا ومنهجا معينا واضحا ومحددا، بدءا من التفكيكية إلى العجائبي والأسطوري والواقعي دون أن ننسى الجانب اللغوي المتمثل في الدراسة الموسومة ب: " الاستلزامات الحوارية للأساليب الخبرية في رواية الدراويش ... "
هذا لا يعني أننا وفينا الرجل حقه وأتينا بما لم تأتي به الأوائل؛ لكن عاهدنا ووفينا.
وكما قلنا في البحث الأول لسلسلة وريقات مغاربية أن المنهج المقترح في الدراسة ليس منهجا موحدا قائما بذاته، إنما الدراسة تقوم على الانفتاح على مختلف الحقول المعرفية النقدية والمنهجية واستثمارها حسب الفكرة لإعادة إنتاج النص.
وقد لا نكون أعدنا إنتاج النص الدر غوثي إنتاجية نوعية ومتميزة، لكن إنتاجية وفق ما نراه نحن في "مخبر وحدة التكوين والبحث في نظريات القراءة ومناهجها"
وقد لا نكون أعدنا إنتاجية النص وفق إدراكنا وفهمنا الخاص به دون أن نخضع لأي قيد أو ضغط، فإن لامسنا الحقيقة التي يبحث عنها الأديب وأصبنا الهدف فلنا أجران وإن جانبنا الصواب فلنا أجر المجتهد.
أملنا أن نكون من أوائل من يضع لبنات الوحدة المغاربية ويرسي دعائمها وأن نخطو الخطوة الثالثة لتغطية نصوص مغربية جناحنا الثاني لتحقيق الوثبة.