الجزائر

لدر الحليب وضمان استمرار الخصوبة مستقبلا عادات وأطباق خاصة لتحصين “النافسة” من الأخطار



لدر الحليب وضمان استمرار الخصوبة مستقبلا               عادات وأطباق خاصة لتحصين “النافسة” من الأخطار
تتنوع العادات والتقاليد التي تعامل بها المرأة “النافسة” من منطقة إلى أخرى، حيث تعد لها أطباقا خاصة، كالبركوكس، البغرير، وأخرى تعتمد على العسل الطبيعي، فضلا عن تحصينات  وتعاويذ لإبعاد مس الجن، وهي وصفات ضاربة في التاريخ تناقلتها الأجيال، قصد ضمان استمرار خصوبتها ودر الحليب للمولود الجديد. أجمعت الكثير من النساء اللواتي تحدثت إليهن “الفجر” أن فترة النفاس من  أصعب الفترات التي تواجهها المرأة بعد الولادة، حيث تولي بعض العائلات اهتماما كبيرا لها من أجل تغذية “النافسة” بطريقة سليمة ومدرة للحليب وتجنيبها الأضرار الصحية. كما لا تخلو عاداتنا العريقة من بعض المعتقدات التي أضحت قانونا، ومخالفتها يؤدي إلى ما يحمد عقباه.. لا خروج إلا بعد الأربعين من الشائع عندنا أن المرأة النفساء أو التي أنجبت حديثا غير مسموح لها  بالخروج إلا بعد انقضاء فترة النفاس، والتي تستمر أربعين يوما، حيث تمكث هذه الأخيرة في بيت أهلها أوفي بيت الزوجية أوعند حماتها، حسب ظروف كل واحدة، إلى حين انتهاء هذه الفترة، أين تتلقى جانبا من الرعاية والاهتمام الخاص بها وبطفلها، ومساعدتها على الاعتناء به ورضاعته وتنظيفه وتلبيسه،  خاصة إذا كان المولود البكر. وفي هذا الإطار، قالت خالتي عائشة، ربة بيت، إنه من الأفضل للمرأة النفساء أن لا تخرج من البيت، إلا بعد انقضاء أربعين يوما، مشيرة إلى أن هذه العادة متعارف عليها منذ القديم. من جهة أخرى، تُنصح المرأة بعد الولادة بعدم الاستحمام قبيل صلاة المغرب، إلا بعد انقضاء أربعين يوما وهذا خوفا عليها من إصابتها بمس، حسب شهادات من تحدثن إليهن، حيث قالت نعيمة، موظفة بشركة خاصة، إن إحدى قريباتها أصابها مس جن فور استحمامها في ساعات متأخرة من الليل..  .. وللمرأة النفساء أطباق خاصة تختلف الأطباق والمأكولات التي تقدم للمرأة النفساء حسب كل منطقة، حيث تقدم لهذه الأخيرة في المناطق الوسطى مختلف أنواع العجائن والحساء، وهو ما قالته خالتي عائشة، ربة منزل:”يقدم لها طبق البركوكس بالدجاج والبيض المسلوق، بالإضافة إلى حثها على تناول المعجنات من المسمن والبغرير والكسرة وغيرها”، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة تدر الحليب. من جهتها قالت (ت.س):”الطمينة ضرورية للمرأة النفساء، وتصنع بالعسل الحر والزبدة الطازج، لأنها مفيدة جدا في فترة النفاس، من أجل تزويد المرأة بالطاقة والقوة كي تقوم من الفراش بسرعة”. كما ينصح المرأة النفساء بالإكثار من تناول مشروبات ساخنة، كالحلبة والقرفة والنعناع، وكذا زريعة البسباس لتفادي الغازات، حسبما حدثتنا خالتي يمينة، ربة منزل. أما في منطقة القبائل، قالت لنا إحدى السيدات اللواتي يقطنّ بولاية تيزي وزو، إنه يقدم لها طبق الكسكسي والمشوشة، مشيرة إلى أن أهل الزوج أوالحماة تمنعها من تناول بعض الأطباق كالبوزلوف والبقوليات والخضار كالفول  والفلفل الحار“. وفي أعالي منطقة بومرداس، وبالتحديد بمنطقة بني عمران، فإن الاهتمام بالمرأة الحامل في الأشهر الأخيرة من الحمل أكثر مقارنة بالمرأة النفساء، حيث تمنع هذه الأخيرة من القيام من فراشها أو ممارسة أي عمل ما، أين يركزون  بالدرجة الأولى على الجنين أكثر من أمه، وأما في فترة النفاس فيقدم لها التمر بكميات كثيرة. أما في شرق البلاد، وبالتحديد في ولاية سطيف، تحضر لها أكلة “ڤورصة العدس”، وهي عبارة عن  طبق المشوشة المحضرة بالبيض والطحين ثم ينقع في قدر العدس المطبوخ. .. وطقوس متنوعة اتفقت عليها الأعراف لا يقتصر الاهتمام بالمرأة النفساء على إعطائها بعض المأكولات أو الأطباق وخاصة التقليدية منها، بل يهتمون أيضا  بالجانب الجمالي. وفي هذا الإطار حدثتنا خالتي خديجة، ربة منزل، أنها تمسح بوشاح أحمر عرق جبينها، مشيرة إلى أنه كفيل بجعل وجهها دائم الاحمرار على الدوام، كما أنه مفيد أيضا للنساء اللواتي يصبن بالكنف أثناء فترة الحمل”. وفي السياق ذاته، يطلب من تلك التي خضعت لولادة قيصرية ربط خصرها وبطنها جيدا بحزام طويل من القماش، من أجل التخلص من الانتفاخ الذي يصيب المرأة الحامل. من جهتها، قالت  كريمة، أستاذة جامعية: “من بعض العادات في عائلتها هو منع بعض النساء النافسات من الدخول على بعضهن في مجلس واحد،  حيث يطلب من إحدى النافسات اللواتي يلتقين في بيت واحد أن تخرج الواحدة من الغرفة التي تكون جالسة فيها، ليتسنى للثانية الدخول بعدها، وذلك لتجنب المشاهرة، وهي مرض يصيب المولودين حديثا  بنحافة الجسم”. كما تقوم بعض العائلات ببعض الطقوس والعادات ترحيبا بالمولود، حيث حدثتنا سميرة، منجبة حديثا، “أن عائلة زوجها رفعت ابنها سبع مرات فوق  الباب، مشيرة إلى أنها إحدى العادات المتوارثة في العائلة، لكي يكبر الطفل بسرعة ويصبح ذا شأن عظيم في المستقبل”. البيض المسلوق والحناء لتبادل المحبة تختلف تقاليد الاحتفال بـ”السبوع” بين عائلة إلى أخرى، حسب العادات والتقاليد التي ينتمون إليها. وفي هذا الإطار، قالت السيدة (ي.ك) أنه بعد   انقضاء سبعة أيام من الولادة تقوم عائلة الزوجة أوالزوج بالتحضير له مسبقا، حيث تتجمع النسوة من الأقارب وعائلة المولود لتهنئة الأم، مشيرة إلى أنه يطبخ طبق الكسكسي أوالبركوكس، أوأي طبق تقليدي آخر، ثم يتصدق بالجزء منه إلى الجيران فرحة بسلامة المرأة النفساء ومولودها وعودتهما سالمين إلى بيتهما، بالإضافة إلى توزيع البيض المسلوق على الحاضرين، لتبادل المودة والمحبة.  وفي السياق ذاته أضافت ذات المتحدثة “أن الجدة أوكبيرة العائلة تنظف المولود وتربط الحناء له ولأمه مع إشعال الشموع والغناء أو (التقدام ) فرحة بازدياد هذا الضيف الجديد”. إيمان خباد  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)