الجزائر

لتوزيع مواد غذائية وألبسة وفك حصار الثلوج على المتضررين مواطنو سطيف ينظمون قوافل تضامنية مع سكان القرى


بعيدا عن الرسميات وأضواء عدسات المصوّرين، رسم مواطنو ولاية سطيف، في ظل الظروف المناخية السيئة التي تعرفها منذ حوالي 10 أيام، صورة رائعة للتضامن والتكافل، متحدّين الطبيعة بقطع مسافات  طويلة مشيا على الأقدام لمد يد العون لإخوانهم العالقين بين أكوام الثلوج.  رصدت ''الخبر'' مجموعة من روّاد هذا الفعل الخيري، ومن ذلك الحركات التضامنية الطوعية التي قادها شباب لبّوا نداءات استغاثة لعائلات عالقة بـ30 قرية، والتي لا يمكن أن تصلها في مثل هذه الظروف إلا مروحيات الجيش. ورغم قسوة الطبيعة وارتفاع مستوى الثلوج إلى أكثـر من مترين، إلا أن هؤلاء ساروا حاملين معهم المؤونة والأغذية وغيرها من المساعدات، مثلما قام به حوالي 500 شاب ببلديتي تالة إيفاسن وبوعنداس بالسير إلى عدة مناطق، على غرار آيت تيزي، وبني خلاد، وامزادة، وبني بورمان، وأفتيس والكثير من القرى الأخرى التي وجد قاطنوها أنفسهم محاصرين وسط الثلوج، واجهوا فيها مرارة الحياة في ظل ندرة المؤونة وقلة التدفئة. ومن تلك الصور صورة ما حدث في منطقة الوادي البارد التي كانت لغاية أول أمس معزولة تماما عن العالم الخارجي، وساهم هؤلاء الشباب في فتح الطريق المؤدية إلى عدة قرى ووزعوا المؤونة والدقيق على السكان، الذين رفض البعض منهم المؤونة بحكم وجود من هم أشد منهم حاجة. ومن الصور رجل خمسيني، نقلها أستاذ جامعي لـ''الخبر''، تعدّ من أبرز الأدلة على أنفة وشهامة الجزائري، مؤكدا بأنه تعاون رفقة رجل مسن في فتح طريق قرية، وبعد الانتهاء من العمل، قدم له الأستاذ كيسا من الدقيق، فرفض ذلك. وعند إلحاح الأستاذ عليه، قبلها والدموع تنزل من عينيه، وقد تبيّن فيما بعد بأنه رب أسرة ولا يملك قوت يومه ولا دفء ليله. صورة أخرى للتضامن رصدتها ''الخبر''، وتتعلق بتنقل الكثير من أهل البر والإحسان إلى سوق الجملة للمواد الغذائية لاقتناء المؤونة وتوزيعها على المحتاجين، حسب شهادات العديد من التجار الذين كان لهم إسهام في المحنة من خلال جمع المواد الغذائية والألبسة وغيرها، على شاكلة عدد من تجار مدينة العلمة. ولم يكن التضامن حكرا على الميسورين والأغنياء فحسب، بل شمل المواطنين البسطاء، بدليل توجه المصلين الجمعة الماضي بضواحي بني عزيز حاملين مواد غذائية، في مبادرة عفوية تبحث عمّن هم بحاجة إليها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)