الجزائر

لتكون الرسالة الإعلامية هادفة في معالجة العنف ضد المرأةدورة تكوينية لتعزيز قدرات الأقلام الإعلامية



 

نشط السهرة الثالثة للمهرجان الدولي لفنون الاهقار، كل من الفنان الجزائري عبد الله مصباحي والمغني الكونغولي سيلو والمطرب النيجري دجيلي موسى كوندي، في حين نشّط السهرة الرابعة الفنان النيجري محبوب الجماهير بامبينو ليتمتّع الجمهور بباقة من الزهور مختلفة العطور.
البداية كانت مع الفنان الجزائري مصباح ابن مدينة جانت، الذي صدر ألبومه ''تينهينان'' الشهر الماضي، وقدّم الفنان عرضه مع فرقته التي تضمّ نساء ارتدين لباسا مزينا بالدنتيلا ووضعن حليّا تقليدية، أمّا الرجال فارتدوا زيا أزرق يرمز لتقاليد التوارق، وعزف الفنان بكلّ براعة على آلة العود، كيف لا وهو الذي لقّب بخليفة الفنان المرحوم عثمان بالي، فقدم طبوعا مختلفة وتناول مواضيع عديدة عن الحب والحياة بصفة عامة، كما تميّزت وصلته أيضا بأداء الاستخبار فكانت مناسبة لإبراز قوّة حنجرة مصباحي.
في طابع آخر، قدّم الفنان دجيلي موسى كوندي من النيجر، أجمل أغانيه حول الحب والسلم، معتمدا على طبوع افريقية وأخرى استلهمها من ثقافة بعض الجزر، كما ظهر جليا تأثّر الفنان بفن موري كونتي وساليف كايتا وتوري كيندي، لينتقل الفنان بالجمهور من طبع إلى طبع ومن زهرة إلى زهرة بدون مقّدمات، كما عزف دجيلي الذي يلقب بـ''الغريو'' (الحكواتي) على آلة ''كورة'' بكل براعة ليحقّق حفله الأوّل في الجزائر النجاح المنتظر.
أمّا مغني الراب سيليو فكانت وصلته استعراضية أكثر منها غنائية وبالأخص الرقصات الخفيفة، ليلتحم الزوك والروك والراب بالرقصات التي ألهبت جمهور ساحة أوّل نوفمبر، وهذا من طرف فرقة تضم أحسن الفنانين الكنغوليين المختصين في الراب وفي مقدمتهم سيليو.
أمّا السهرة الرابعة للمهرجان، فشهدت تقديم لالة بادي لالة (التي تبلغ من العمر 75سنة) لبعض وصلاتها قبل أن تشعر بعد ذلك بالتعب ومن ثم تتوقّف عن الغناء، تاركة فرقة ''اتران نهاقار'' التي رافقتها بهذه المناسبة في مهمة لإتمام السهرة الفنية.
وكان الجمهور الغفير على أحرّ من الجمر في انتظار بامبينو الفنان الذي قدم من النيجر ومعشوق التمنراستيين، وحقّق بامبينو وعد جمهوره بعزفه البارع على آلة القيتار الكهربائي إلى درجة تلقيبه بجيمي هاندريكس، فعزف طبوعا كثيرة كالجاز والبلوز والريغي بدون أن ينسى طابع الترقي التقليدي وهذا في السهرة الرابعة للمهرجان.
للإشارة، صدر لبمابينو البوم ''أغامغم ''2004 سنة ,2010 كما قام المخرج الأمريكي رون ويمان في نفس السنة بإخراج فيلم عن بامبينو بعنوان ''أغاداز.. موسيقى وتمرّد''، ومن ثم صدر للفنان البوم ثان ''أغاداز'' سنة .2011

تعد الرسالة الإعلامية الموجهة للمجتمع أسمى هدف يسعى إليه الإعلامي عند تقديمه لمادته، خاصة إذا كانت هذه الأخيرة تناقش قضايا الأسرة وتحديدا العنف الممارس ضد المرأة، ولهذا سعت جمعية ''نساء في اتصال'' بالتعاون مع شبكة وسيلة إلى تنظيم دورة تكوينية كشفت من خلالها عن  بعض التقنيات التي ينبغي اتباعها عند تحرير المواضيع الخاصة بالعنف ضد المرأة، حتى لا يظلم الإعلام هو الآخر المرأة المعنفة في مقالاته.
وقد تولى تنشيط الدورة التكوينية أساتذة متخصصون في علم النفس، الاجتماع والإعلام، حيث اختار كل واحد منهم جانبا للنقاش، اِعتبره مهما عند تحرير النص الخاص بالعنف ضد المرأة، ''المساء'' دردشت معهم وعادت لكم بجانب من هذه التدخلات:
- نفيسة لحرش:
* الأقلام التي تكتب عن قضايا المجتمع دفعتني لتنظيم هذا التكوين.
قالت السيدة نفيسة لحرش رئيسة جمعية ''نساء في اتصال''، والمشرفة على تنظيم الدورة التكوينية التي أقيمت مؤخرا بدار الصحافة الطاهر جاوت، أن الدافع الذي جعلها تبادر إلى تنظيم مثل هذه الدورة التكوينية للإعلاميين، هو وقوفها على الطريقة السلبية التي باتت تناقش بها المواضيع المتعلقة بالعنف ضد المرأة، والتي تأخذ صورتين في العادة؛ إما أن تصاغ بطريقة الإثارة لتجعل القارئ يتحمس لمعرفة التفاصيل، وإما بطريقة سطحية لا يصل من خلالها القارئ إلى نتيجة معينة بعد قراءتها. وتضيف المتحدثة قائلة: ''أعتقد أنه من المفروض أن تصاغ المادة الإعلامية الخاصة بقضايا العنف ضد المرأة بطريقة تحليلية تكشف من جهة عن الأسباب الحقيقة لما وقع للمرأة المعنفة، وأن يكون هناك تنديد بواقع المرأة خاصة إذا علمنا أن أغلب من يكتب في أقسام المجتمع اليوم إعلاميات، لذا تقع على عاتقهن المساهمة الفاعلة في تثقيف وتوعية وتحسيس المرأة لتتحرر من قيودها حتى لا تظل ضحية.
- فاطمة عليوة
* عناوين المادة الإعلامية تبنى على الإثارة والأحكام المسبقة. 
ترى السيدة فاطمة عليوة، مختصة في علم اللسانيات وعضو بشبكة وسيلة، أن المادة الإعلامية التي تتناول قضايا العنف ضد المرأة تعتمد على العناوين المثيرة والمجحفة المستمدة من مصطلحات تقليدية وتمييزية توسع من دائرة العنف ضد المرأة، والتي في كثير من الأحيان تسمح للقارئ بأن يدلي بأحكامه المتحيزة والظالمة، إن صح التعبير، قبل أن يتناول تفاصيل القضية المعروضة؛ كأن يكتب مثلا: ''قتلها انتقاما لشرفه'' فهذا العنوان مثلا- تقول المتحدثة- يجعل القارئ يظلم المرأة، لأن أول انطباع يصوره في مخيلته، أن المرأة التي قتلها الجاني، والتي قد تكون أخته أو زوجته خائنة، دون محاولة فهم الأسباب أو الدوافع، وهذا في حد ذاته عنف آخر يمارس ضد المرأة، من أجل هذا، قالت الأستاذة فاطمة عليوة: ''رغبت من خلال مداخلتي أن أصحح بعض المفاهيم اللغوية في العناوين التي تكتب عند تناول بعض المواد الإعلامية الحساسة التي تهم وتمس المجتمع، إذ من المفروض أن يبتعد الإعلامي عند اختياره لعنوان القضية التي يتناولها عن إبداء الأحكام المسبقة، وأن يحاول قدر الإمكان التركيز على الجانب التوعوي في القضية، خاصة وأن مثل هذه المواضيع التي تتعلق بالمرأة تهم المجتمع وتؤثر فيه.
- فاطمة أوصيف:
* حتى لا يكون الإعلام مسؤولا عن تنامي ظاهرة العنف!
تعتبر السيدة فاطمة أوصيف، أستاذة في علم الاجتماع وعضو في شبكة وسيلة، أن الإعلام الإيجابي هو الشريك الفعال في الحد من تنامي ظاهرة العنف بالمجتمع، حيث قالت: ''رغبنا من خلال هذه الدورة التكوينية أن نعمل مع بعض الأقلام الإعلامية حول الطريقة التي ينبغي بها تناول المادة الإعلامية الخاصة بقضايا العنف ضد المرأة، حتى نساهم  في توعية المجتمع، لاسيما وأن لدينا تجربة ميدانية في مجال التعامل مع النساء المعنفات على مستوى الشبكة، أين وقفنا على حالات كثيرة لنسوة يجهلن ما يجب عليهن القيام به وكيفية التصرف، هذا من ناحية. ومن جهة أخرى، أعتقد أنه ينبغي عند صياغة المادة الإعلامية الخاصة بهذا النوع من القضايا، أن تُعطى أهمية أكبر للوقائع والتفاصيل والأسباب التي كانت وراء واقعة  العنف، وأن يتم البحث فيها، وعدم الاكتفاء بتحرير الخبر فقط لأن التوعية والتحسيس هي الفائدة المرجوة من تحرير الواقعة، خاصة إذا علمنا أن العنف إذا مُورس على المرأة، فإنه سينعكس سلبا على كافة أفراد المجتمع، وتحديدا الأطفال الذين يعدون أولى الضحايا في معادلة العنف، إلى جانب معرفة كيف ينبغي أن يتصرف من يقع في مثل هذه الحالة من خلال الإشارة إلى وجود جمعيات وشبكات وقانون يحمي المرأة ويدعمها.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)