الجزائر

لتكن الصناديق هي الحكم!؟



لتكن الصناديق هي الحكم!؟
السؤال الكبير الذي يجب أن يطرح اليوم، هو هل سيصوت الرئيس بوتفليقة غدا، أم أنه سيصوت له بالوكالة مثلما تسير البلاد بالوكالة، أم أن الصندوق سينقل إليه مثلما نقل المجلس الدستوري إلى بيته لتسجيل فيديو الترشح؟!سؤال يحرج السلطة التي لم تنجح في إحضار الرئيس المنتهية ولايته للوقوف لدقائق أمام مناصريه في قاعة حرشة في آخر يوم من الحملة، وبدل ذلك تكلم الرئيس إلى ضيوف واشتكى لهم أحد منافسيه في سابقة خطيرة، خارج التوقيت الرسمي للحملة.مسرحية بكل الفصول هذه الانتخابات، والخوف أن تتحول مهازلها إلى انزلاقات أمنية خطيرة بتوفير نية التزوير واستعداد محيط الرئيس إلى عمل أي شيء لتمريره كيفما اتفق.فلم يعد هناك قانون يحترم، بعدما خرق الدستور بترشيح الرئيس المريض، وبتجنيد كل هياكل الدولة وإمكاناتها ومالها في حملته المرفوضة شعبيا وأخلاقيا.الوضع خطير، والجزائر مقبلة غدا ليس على انتخابات رئاسية، بل على عملية قيصرية خطيرة، فإما تتخلص البلاد من زمرة الشر، وإما تدخل مرحلة جديدة، لا أحد يعرف إلى أين تنتهي وكيف تنتهي. ف17 أفريل هذا لا يقل أهمية عن أول نوفمبر، وسيكون ميلاد جزائر جديدة.لا أقول هذا من أجل التخويف مثلما سقطت فيه بعض القنوات، التي تتهم أحد المترشحين بأنه يملك جيشا على الحدود وسلاحا وسيشعل النار في البلاد. فالخوف قائم منذ سنوات، وأزمة السلطة هذه كانت متوقعة منذ فترة، منذ أن برزت قضايا فساد كبيرة في محيط الرئيس، ولم يحرك هذا الأخير ساكنا ليحد منها، وفهم الجزائريون أن غض البصر هو رشوة لإقامة عصابة حكم على شرعية الفساد.ومنذ سنوات توقعنا المواجهة بين دوائر القرار، وها هي المواجهة كشرت على أنيابها المسمومة. أنا وبعدي النار!أين مر شكيب خليل لن ينبت العشب قال أحد إطارات سونلغاز العارف بخبايا القطاع، وهو كلام ذكرني بمنطقة في بلدتي ڤالمة (كاف البومبة) لم يعد ينبت بها العشب منذ مجازر 8 ماي 1945 من شدة ما سقيت بالدماء المالحة.نعم، هكذا هو الأثر الذي خلفه محيط الرئيس من فساد في البلاد، مخاطر لا تقل عن مخاطر الأرض المحروقة، بل إنها الأرض المحروقة، والقلوب المحروقة اليوم، خوفا على ما سيطلع عليه يوم الجمعة المقبل.فهل ستكون الصناديق الحاسم والحكم في هذه المعركة المصيرية، أم ستخلفها صناديق أخرى لا قدر اللّه.كل الاحتمالات واردة، حتى وإن حاولت مؤسسة الجيش طمأنة المواطنين بحماية الانتخابات، لكن هل حقا المؤسسة العسكرية ستبقى على الحياد؟! سؤال آخر يطرحه الجزائريون ويشككون في هذا الحياد لأنهم يعرفون مدى تداخل مصالح المؤسسة بمصالح الرئاسة.لكن تبقى الورقة الأساسية في يد الشعب الذي التف حول أحد المترشحين لأنه فهم أنه الجسر الوحيد للمرور إلى مرحلة جديدة أملا في التغيير.يبقى خلاص البلاد في ذهاب الجزائريين إلى صناديق التصويت بقوة، ويتجندهم لحماية أصواتهم وحماية إرادتهم حتى لا يكون هناك تزوير.أعرف أن حل مشاكل البلاد ليست هذه الانتخابات، وما هي إلا محطة وباب المرور إلى الأمان، وفرصة لجمع القوى الإيجابية وطاقات البلاد الحقة لبعث مشروع جديد لجزائر أخرى. وإن فشلت فسيكون الانهيار لا قدر اللّه.لتكن الصناديق هي الفاصل والحكم؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)