الجزائر

لا مسافرون عالقون بتونس؟!



لا مسافرون عالقون بتونس؟!
لم يحدث أن علق جزائريون في مراكز الحدود التونسية مثلما أوردت بعض الصحف الأسبوع الماضي. وعلى عكس السنوات الموالية لما بعد الثورة التونسية، قال عائدون من مصايف تونس أن الجزائريين قصدوا بكثرة هذه السنة السواحل التونسية، ونشطوا موسمها السياحي وأعادوا إليه الحياة بعد جمود لعدة سنوات.لكن عدم تطبيق التعريفة التي فرضتها الوزيرة كربول الآن، لا يعني أن الجزائريين سيعفون من دفع هذه الرسوم مستقبلا.ولم يستثن هذا القرار السياح الجزائريين حيث يبدو أنهم أول المستهدفين بهذا القانون الذي سنه قانون المالية التونسي.قلت هذا لنصحح خطأ أوقعتنا فيه تقارير صحفية مغلوطة!!من جهة الخطوط الجوية الجزائرية، فيبدو أن لعنة الطريق السيار التي رافقت وزير الأشغال العمومية السابق، حلت هذه المرة بوزارة النقل وهي تستهدف الآن النقل الجوي، بعد أن صارت الطائرات الجزائرية قنابل موقوتة تهدد حياة الجزائريين، وبعدما كشفت حادثة رحلة واڤادوڤو - الجزائر منذ ثلاثة أسابيع، مدى التلاعب بصفقات استئجار الطائرات من الشركات الأجنبية، وما زالت التحقيقات جارية في هذا الشأن لتثبت مدى التهاون في عقد الصفقات ومدى الاستهزاء بحياة الجزائريين.لم يعد مشكل تعطل الرحلات بالساعات في المطارات هو الأمر المقلق للمسافرين على متن الجوية الجزائرية، بقدر ما صار الهاجس حول مدى سلامة الطائرات، والتساؤل عن جنسية الطاقم والطائرة، خاصة بعد خروج طائرة تابعة للجوية الجزائرية الأسبوع الماضي في مطار ليل الفرنسية عن مسارها. كما أن الجوية الجزائرية صارت تلجأ لاستئجار طائرات من الخطوط الماليزية، هذه الشركة التي منيت بمأساتين هذه السنة.فمتى يستعيد المسافر الجزائري ثقته التي اهتزت هذه الأيام في الطائرات الجزائرية، بعد أن كانت الطائرات والطواقم الجزائرية من بين الشركات الأكثر أمانا في مجال النقل الجوي؟!ثم لماذا إيجار الطائرات؟ ولماذا لا نستثمر في اقتناء طائرات بمواصفات السلامة الضرورية، مثلما هو شأن الشركات الكبرى، كالقطرية والإماراتية، خاصة وأننا اليوم لا نعاني من أزمة مالية، بل صرنا نقرض البنك الدولي، ونمسح ديون البلدان الفقيرة؟ أليس الجزائريون أولى بهذه الأموال، واستثمارها في شركات وطنية من وزن الخطوط الجوية الجزائرية لتصبح تنافس كبريات الشركات العالمية؟!أم أن لإهمال هذه الشركات أسبابه، وهو الدفع بالمسافرين لاختيار شركات أخرى، تستهدف المسافرين الجزائريين، مثل الشركة الفرنسية إيغل أزور، التي كسرت الأسعار لاستقطاب المسافرين، خاصة من فرنسا. زد على ذلك أن بعض مكاتب الشركة الوطنية في الخارج صارت تشجع على التوجه إلى الشركة المنافسة ليس فقط من خلال المعاملة السيئة، بل بتواطؤ من بعض المسؤولين، وهذا الأمر ليس بالجديد، بل منذ عهد المدير السابق وكل من سبقوه.أمام الخطوط الجوية الجزائرية الكثير من الجهد لتخرج من الوضع المتردي الذي تعيشه، والمأساة هي مأساة الخيارات السياسية، وليس خطأ المسيرين وحدهم؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)