الجزائر

«لاريبار» إبن الجزائر البار



«لاريبار» إبن الجزائر البار
احتضن منتدى الجمهورية أمس، ندوة تاريخية حول الطبيب و المجاهد الكبير جون ماري لاريبار، حضرها جمع غفير من الباحثين في التاريخ و عدد من الأساتذة الجامعيين، و المجاهدين و الصحفيين و مواطني وهران، ممن أثروا هذا اللقاء بمداخلات و شهادات، حول المسار النضالي للمجاهد الراحل الدكتور جون ماري لاريبار، الذي وهب حياته و كل أفراد عائلته، من أجل تحرير الجزائر من أغلال و بطش الاستعمار.في البداية، قدم المؤرخ صادق بقادة، ملخصا عن عائلة جون ماري لاريبار، الذي كانت تربطه به علاقة خاصة، باعتبار، أنّه أجرى العملية القيصرية لوالدته سنة 1948، عندما كانت حاملا به ، حيث كان والده بيار لاريبار يقول المتحدث، معلما جاء للتدريس بسيدي بلعباس سنة 1898، كما كان من مؤسسي الحركة الشيوعية بالغرب الجزائري، جون ماري لاريبار و شقيقه كامي لاريبار و هو أيضا طبيب، تقاسما نفس المسار النضالي، ولدا في فرنسا لكنهما عاشا طفولتهما و كبرا و درسا بوهران، التي أحبوها و تشبثوا بها طوال حياتهم، كما أن والدته ماري لاريبار، كانت أيضا معلمة و زاولت مهنة التدريس، مضيفا أن جون ماري لاريبا كان لديه خمس بنات، و كلهن انخرطن في العمل النضالي، فالبنت الكبرى لوسي، التي كانت تدعى لوسات صافية، و ألين معلمة و كولات طبيبة و سوزان طبيبة أيضا، ثم سيمون التي كانت نقابية، و كلهن أدخلن السجن و تعرضن للتعذيب، و قد تركت عائلة لاريبار بأكملها بصماتها راسخة في تاريخ الثورة الجزائرية، من خلال نشاطها في الحركة الوطنية، و كذا الحركة الاجتماعية و نضالها المستميت في الحزب الشيوعي الجزائري، مما جعلها مستهدفة من قبل المنظمة الخاصة لتصفيتهم، حيث كان جون ماري لاريبار يقول صادق بقادة، يشرف على عملية التوليد بدون ألم، التي نقلها عن أشهر الأطباء في فرنسا، بعيادته في وهران، فكان بذلك أول من عمل بهذه الطريقة الجديدة في ذلك الوقت بالجزائر، و علاوة على مهنته كطبيب، كان طيارا، و قائدا لطائرته الخاصة التي كان يملكها، و يستعملها في تنقلاته عبر الوطن، للكشف و الإطمئنان على مرضاه.
من جهة أخرى تميزت مداخلة السيدة جميلة حميتو، عضو بالجمعية النسوية لترقية الانسان و ممراسة المواطنة «أفيباك» بوهران، بقراءة الرسالة المفتوحة التي تلقتها من عائلة لاريبار، إثر نزع اللوحة التي كانت تحمل اسم جون ماري لاريبار بعيادته بواجهة البحر، و اطلاق اسم الشهيد بن فريحة فرحة مكانه، التي استعرضت من خلالها المسار النضالي للعائلة، مذكرة بالتضحيات الجسام و الانجازات التاريخية المهمة، التي قدمها أفرادها إبان حرب التحرير الوطني.
أما الدكتور أحمد عبيد، فقد أعرب في مداخلته، عن تأثره العميق و فرحته الكبيرة بالمشاركة في هذه الوقفة التكريمية، لمناضل كبير و شخصية تاريخية مهمة، عرفت بمدى مناهضتها للاستعمار، و تبنت القضية الوطنية العادلة و حقها المشروع في الاستقلال، مشيرا هنا أن لاريبار كان الفرنسيون و الأوروبيون ينظرون إليهم على أنهم خونة، و من المفارقات يضيف المتحدث، أنهم تحولوا بمرور الزمن، و بمجرد أول زيارة لرئيس الجمهورية إلى فرنسا، إلى أبطال انقذوا شرف فرنسا، حسب ما جاء في جريدة «لوموند ديبلوماتيك»، التي خصصت صفحة كاملة حول هؤلاء الجزائريين و الوطنيين من أصول أوروبية.
أما مداخلة المجاهد بن عمر مدين، فقد تضمنت جملة من الأفكار المتعلقة بصناعة تاريخ وهران، حيث ركز في مداخلته على البنت الكبرى لجون ماري لاريبار لوسات، التي انخرطت في العمل النضالي منذ الساعات الأولى و إلى آخر دقيقة، مشارا إلى أن هذه الشخصية البالغة الأهمية في نظره، تستحق أن تخصص لها سلسلة تلفزيونية، و أن يطلق إسمها على أحد الأنهج أو الساحات، بالنسبة لبن عمر مدين، أن روحهم الوطنية لدى هذه العائلة كانت نابعة من القلب، لأنهم أحبوا الجزائر بصدق و ظلوا متشبثين بها إلى آخر رمق من حياتهم، و بالتالي فهي ليست مرتبطة بأي إيديولوجية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)