الجزائر

كيف أسلموا؟ الروائي البريطاني ويليام بيكارد


يقول ويليام بيكارد: لم أُدرك حقيقة أنِّي وُلِدت على فطرة الإسلام، إلاَّ بعد مُضيِّ العديد من السنين. ووسط محيطٍ مسيحيٍّ، تعلَّمتُ عن الحياة الطيِّبة، وكان الإيمان بالله تعالى والعبادة والحق من الأمور الَّتي تسرُّني. ذهبتُ إلى أواسط إفريقيا، حيث حصلت على تعيينٍ في إدارة الوصاية على أوغندا.  لقد شدَّني الشَّرق دائماً. ففي كامبريدج، قرأت ''الليالي العربية''، ووحيداً في إفريقيا قرأت ''الليالي العربية''، ووجودي في تجوالٍ موحشٍ في أوغندا لم يقلل من عزة الشرق في نفسي. أذكر جيِّداً كم كان عزيزاً عليَّ، حتّى في تلك الأيّام، حين كنتُ أفكِّر بالقرآن الكريم. في ألمانيا، كنت قد كتبت رسالةً للأهل ليرسلوا لي نسخةً من القرآن الكريم، لكنَّها لم تصلني. وفي سويسرا، اشتريت نسخةً مِن الترجمة الفرنسيَّة لمعاني القرآن الكريم، وهي اليوم من أعزّ ممتلكاتي. وعندئذٍ، شعرتُ بسعادةٍ عظيمة، كان ذلك وكأنَّ شعاعاً من الحقيقة الخالدة قد أشرق عليَّ بالبركة.  وأعدتُ تسجيل نفسي رسمياًّ كمسلم، وذلك في شهر ديسمبر من سنة .1918 وبعد ذلك، في عام 1921، سجَّلت لدراسة الأدب في جامعة لندن. وكان أحد المواضيع الَّتي اخترتها هي اللغة العربية. وكان في يومٍ أن ذكر أستاذي في اللغة العربية، السيِّد بلشا رحمه الله، من العراق، القرآن الكريم وقال: ''إن كنتَ تؤمن به أم لا، فإنَّك ستجد أنَّه أكثـر الكتب إثارةً وأنَّه يستحقُّ الدِّراسة''. فأجبت: ''أُوه، ولكنِّي أُومن به''.
فاجأه هذا الجواب بشدَّة وأثار اهتمامه، وبعد حديثٍ قصيرٍ، دعاني لأُرافقه إلى مسجد لندن في نوتينغ هيل غيت. وبعد ذلك، كنتُ أحضر للصّلاة باستمرار في هذا المسجد كي أتعلَّم أكثـر عن تطبيق الإسلام، إلى أن أعلنتُ ارتباطي بالأمَّة الإسلامية في رأس السنة الجديدة لعام .1922 وفي حجِّنا خلال هذه الحياة، أشعر بيقينٍ أقوى بأنَّ اللِّباس الوحيد المناسب الَّذي نستطيع لبسه هو الخضوع لله، وأن نعتمر على رؤوسنا عمامةً من الحمد، وأن نملأ قلوبنا حباًّ للخالق الواحد.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)