الجزائر

كورونا « تحجر» على السياحة بمستغانم


- الإستعدادات اقتصرت على تنظيف الشواطئ و تهيئة الطرقات- رئيس الجمعية الولائية للديوان السياحي :« بطالة و خسائر معتبرة »
يعيش القطاع السياحي بمستغانم ظروف صعبة منذ ان تم تطبيق التدابير الوقائية ضد وباء كورونا ، حيث انعكس ذلك سلبا على النشاط السياحي بالولاية المعروفة بكثرة زوارها لاسيما خلال الفترة الصيفية الحالية التي تشهد لحد الآن ركودا سياحيا رهيبا بفعل انعدام الحركة التي كانت تبلغ ذروتها في مثل هذه الفترة خلال السنوات الفارطة .
إذ حولت جائحة كورونا السياحة إلى أشبه بالخمول نتيجة الغلق الاحترازي للمؤسسات السياحية والفندقية وتعليق نشاطات فضاءات التسلية والترفيه و وكالات السياحة والأسفار منذ مارس الماضي ما جعل موسم الاصطياف لهذا العام مؤجل إلى حين. و لعل خلو الواجهة البحرية الغربية بين صلامنذر و صابلات من المارة و المصطافين و السيارات لهو اكبر دليل على معاناة قطاع السياحة بالولاية الذي تضرر بشكل لافت .
و حتى السباحة الممنوعة قد تم تشديد الخناق عنها من خلال إصدار تعليمات لغلق كل الشواطئ بعدما عرفت في الأيام الفارطة ارتياد بعض المواطنين إليها هروبا من الحجر الصحي والحرارة التي عرفتها الولاية.
و يقول مصدر مسؤول من قطاع السياحة أن التأخر في افتتاح موسم الاصطياف خلال هذه السنة لم يعد بالضرر على النشاط بحسب و إنما امتد الأمر ليصيب التظاهرات و معارض للصناعات التقليدية و التي كانت من المفروض أن تقام بالواجهة البحرية بصلامندر و إلى غاية صابلات و تدوم طيلة فصل الصيف و كذا على مستوى المؤسسات الفندقية بمشاركة حرفيين و جمعيات من مختلف مناطق الوطن لاسيما من الجنوب الجزائري. و كشف بان قرار افتتاح موسم الاصطياف بيد السلطات العليا للبلاد و هو مرهون بتطور الوضعية الوبائية ومدى التحكم في انتشار الفيروس بالجزائر و أشار بأنه رغم الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد الآن أن الاستعدادات لموسم الاصطياف تبقى متواصلة بالولاية من خلال عملية تنظيف الشواطئ ال 43 على فترات و تسوية الممرات و تعبيد المسالك و الطرقات و تهيئة الحظائر و ربط بعض الشواطئ بشبكة المياه و الكهرباء و كشف أن ولاية مستغانم خصصت هذا الموسم ما قيمته 61 مليون دج كغلاف مالي خاص بالتحضير لموسم الاصطياف.
الوكالات السياحية و المؤسسات الفندقية أكثر المتضررين
من جانبه ، كشف جمال كتروسي رئيس الجمعية الولائية للديوان السياحي بمستغانم في تصريح للجمهورية أمس أن الوكالات السياحية تأثرت بشكل كبير من التدابير الوقائية المفروضة ضد وباء كورونا منذ مارس الفارط ، بسبب توقف النشاط و أكد انه إضافة إلى تجميد موسم الحج و العمرة إلى البقاع المقدسة الذي حبس أنفاس أصحاب الوكالات جاء الدور على موسم الاصطياف المغلق لحد الآن ليعمق جراح هؤلاء و أشار كتروسي أن جمعيته كانت تعد وسيطا بين الفنادق و السياح على اعتبار أنها تقوم بنقل الزوار إلى المؤسسات الفندقية للإيواء مع ضمانها توفير الخرجات السياحية لهؤلاء السائحين إلى مختلف مناطق السياحية بالولاية سواء كانت غابية أو عبارة عن مواقع أثرية غير انه يقول كتروسي توقف كل شيء الآن بسبب هذا الفيروس و حول نشاط الجمعية إلى خمول ، فضلا عن غلق المطاعم على مستوى الشواطئ و ما انعكس عنه بتسريح العمال و حتى الفنادق أحالت العديد من الموظفين على بطالة قصرية بفعل تقلص المداخيل لغياب الحجوزات.
و أوضح كتروسي الذي يشغل أيضا عضو في خلية الوقاية من كورونا انه سمع أخبار بأنه قد يتم رفع الحجر الصحي في منتصف الشهر الجاري و انه من الممكن أن يتم فتح موسم الاصطياف غير أن ذلك حسبه لن يسمح باسترجاع الخسائر التي تكبدها قطاع السياحة على اعتبار أن السياحة الخارجية التي كان يعتمد عليها ستبقى معلقة إلى إشعار آخر بسبب توقيف حركة النقل الجوي و البحري و حتى السياحة الداخلية ستتأثر إذا لم يتم رفع الحظر عن النقل ما بين الولايات . و خلص إلى انه مهما يكن فان عام 2020 سيكون وقعه شديدا على قطاع السياحة بالولاية لاسيما على الوكالات السياحية و الأسفار التي حسبه تكبدت خلال الأشهر الثلاثة الماضية خسائر معتبرة بسبب تعليق الرحلات الجوية والبحرية في ما يخص نشاطها في بيع التذاكر و إلغاء الحجوزات في الفنادق سواء في الداخل أو الخارج لافتا إلى أن الخسائر ستتضاعف خلال موسم الاصطياف.
خسائر فاقت 40 مليون دج لكل فندق
و إلغاء الموسم سيكون كارثيا على القطاع
و حسب بعض المصادر أن معدل الخسائر الشهرية للمؤسسات الفندقية بمستغانم بلغ خلال الفترة الماضية (بين مارس وماي) ما قيمته 40 مليون دج لكل مؤسسة وهو رقم سيتضاعف خلال موسم الاصطياف خاصة بين جويلية و أوت و هي الفترة التي تعرف انتعاشا في السياحة الخارجية .
وفي رده على سؤال يتعلق باحتمال إلغاء موسم الاصطياف هذه السنة إن استمر فيروس كورونا بالتفشي وتطورت خطورة الوضعية الوبائية في الجزائر، رد المتحدث بان هذا الأمر سيكون كارثيا على قطاع السياحة الذي يعد حسبه في مقدمة القطاعات المتضررة من الجائحة، بعدما ضربت الأزمة الصحية السياحة الخارجية بسبب توقيف الملاحة الجوية والبحرية ، موضحا أنه حتى توجيه الاهتمام نحو إنعاش السياحة الداخلية، لن يكون ممكنا إن تم إلغاء موسم الاصطياف، كون حسبه سيلحق ذلك خسائر بالجملة للوكالات السياحية والفنادق عبر الوطن ومختلف المؤسسات الخدماتية التي لها علاقة بالحركية السياحية.
و ذكر بان زيارة وزير السياحة السابق يوم 22 جوان الفارط إلى مستغانم ، جعلت قطاع السياحة يستعيد بعض نشاطه من جديد بعملية الاستعداد للزيارة كإعطاء إشارة انطلاق عملية تنظيف شاطئ كلوفيس ببلدية بن عبد المالك رمضان من قبل الجمعيات الناشطة في مجال البيئة بالتنسيق مع مصالح بلدية بن عبد المالك رمضان و الوكالة الوطنية لحماية الساحل و مديرية البيئة للولاية و مديرية الشباب و الرياضة و ديوان مؤسسات الشباب لولاية مستغانم ، غير انه بعد ذهاب الوزير عاد الجمود ليشمل كل النشاطات.
»موستالاند» تبكي زوارها
كما تبكي حديقة التسلية والترفيه «موستالاند» بمستغانم زوارها الذين كانوا في الأعوام الفارطة في مثل هذه الفترة يصنعون الفرجة لاسيما الأطفال والعائلات القادمة من مختلف ولايات الوطن ومن الخارج بمعدل أكثر من مليون زائر في السنة ، حيث تحولت منذ ان تم غلقها في مارس الفارط إلى حديقة مهجورة بالعاب متوقفة (5ر1 مليون زائر سنويا)... «العجلة الكبيرة» وكل الألعاب هنا متوقفة منذ أربعة أشهر. إذ شل بها و بحظيرة التسلية والحيوانات و بحديقة الألعاب المائية «خروبة أكوابارك» وغابات الترفيه والاستجمام التي تعرف توافدا قياسيا للزوار خلال موسم الاصطياف .
رغم ذلك ، تقوم الإدارة من حين لآخر بعملية تنظيف المكان مع تعقيمه بشكل دوري في انتظار قرار إعادة فتح الحديقة من جديد .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)