الجزائر

“كنت دائما ضد اللاعدالة الفرنسية وجزائريتي بدأت من السجن”



“كنت دائما ضد اللاعدالة الفرنسية وجزائريتي بدأت من السجن”
أشارت المجاهدة الفرنسية الأصل، آني فيوريو ستينر، إلى أنها كانت دائما ضد فرنسا الاستعمارية واللاعدالة التي اتخذتها مبدأ لقهر الجزائريين خلال سنوات الاحتلال، معتبرة هذا العمل بمثابة استعمار حقيقي للوطن والشعب الجزائري الذي تجرع عبرها الويلات والمآسي.

قالت آني ستينر، لدى نزولها ضيفة أول أمس بالعاصمة على فضاء “موعد مع الكلمة” التابع للديوان الوطني للثقافة والإعلام، إن الاستعمار الفرنسي الذي حاول تطبيق شريعة جديدة تحمل - حسبه - الحرية وحق العيش والمساواة والتعليم للشعب الجزائري أنها كانت عكس ذلك، فالمشهد الغالب هو فظاعة الجرائم بشتى الأساليب الرهيبة، وعلى حد قولها “فإن الاستعمار هو استعمار الشعوب”. وأضافت: “كنت دائما ضد اللاعدالة لاسيما فيما يتعلق بالاستعمار الفرنسي، وهي التي دفعتني للانضمام إلى جبهة التحرير الوطني، أما جزائريتي انطلقت من السجن”. ونوهت ستينر في السياق نفسه إلى أن انتماء عائلتها، خاصة الأب والأم، إلى الأقدام السوداء لم يمنعها من الالتحاق بصفوف الثورة الجزائرية، أين احتوتها المجاهدات ورحبن بها كواحدة منهن تدافع عن شرف القضية والاضطهاد وحرية بلادها. كما قدمت وصفا حقيقيا عن الأحداث البارزة المتعلقة بالجزائر سنوات الخمسينيات، استعادت من خلالها ذكرياتها مع المقاومة والمعاناة وكيفية دخولها إلى صفوف العمل الثوري والسياسي الذي كان منظما في تلك الفترة، إيمانا منها أن ما يتعرض له هذا الشعب هو بمثابة ظلم واضطهاد إنساني لابد من الوقوف في وجهه ووضع حد له. وقالت في ذات الصدد:”ارتأيت مساندة الجزائريين في كفاحهم، وجزائريتي التي لم تكن من قبل بدأت من سجن بربروس”، وعادت المتحدثة إلى استعراض مجموعة من الأحداث التي ميزت تلك الفترة وصورت ظلم الفرنسيين واستماتة الثورة، وفي مقدمتها ثورة أول نوفمبر سنة 1954، أحداث 19 ماي 1956، وأحداث أكتوبر من نفس السنة، بالإضافة إلى وقائع أخرى حدثت بوطنها الأم فرنسا. كما تناولت تجربتها في سجون بربروس وسركاجي والبليدة، وسجون أخرى بفرنسا، ناهيك عن العقوبات والتعذيب الذي طالهن رفقة عدد من المساجين الرجال، على غرار أحمد زبانة، بنوري محمد وغيرهم ممن تم شنقه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)